رائدات : خاص ..بقلم/ ريا عبدالجليل نعمان - في بلدي البلد الذي يعيش أسوأ كارثة إنسانية في القرن 21 بحسب الأمم المتحدة بلد فيه أكثر من ثلاثة أرباع السكان بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة بلد الحروب المستمرة والصراعات السياسية والعسكرية.. بلد تعيش فيه المرأة أصعب الظروف الإنسانية.
يضاف إلى ذلك ارتباط قضايا المرأة اليمنية بأوضاع التفاوت الطبقي والتمييز الطبقي والعنصري والقهر والاستبداد والتخلف والفقر ووو إلخ لا أريد أن أكون تشاؤمية ولكن لتتضح الصورة قليلا لكم يكفي أن تعلموا أن اليمن مصنف في آخر ذيل قائمة مؤشر الفجوة بين الجنسين.
السؤال الذي أريد أن أضعه عليكم هل نحن امام قضية المرأة كقضية خاصة بالنساء أو قضية جندرية أو قضية صراع بين الرجل والمرأة، أما أمام كارثة إنسانية هي الأسواء في العالم في أفقر بلد عربي؟ وفي ضل وضع معقد أصلا وأضافت عليه الأزمات السياسية والصراعات المسلحة والحصار غير الإنساني وغير المبرر والوضع الإنساني المتردي مزيد من السوء.
المسألة بالنسبة لي ليست بحث عن معالجات لقضايا المساواة بين الجنسين المسألة كيف ننقذ المرأة اليمنية والإنسان اليمني من جحيم أسوأ كارثة إنسانية ستكون وصمت عار في جبين البشرية للقرن الواحد والعشرين.
أعلم تماماً بأن التقارير العالمية ستركز على مستوى مشاركة المرأة اقتصاديا وستتحدث عن التمكين السياسي في اليمن وعن مشاركتها في العمل الرسمي وعن المساواة وعن الفجوة الكبيرة بين الجنسين وهذه قضايا هامة ولكن السؤال
كيف تحدثني عن العدالة الاجتماعية والمساواة وأنا لا أجد لقمة أشبع بها جوعي وأبعد عن نفسي شبح الموت جوعاً؟
أفهم تماما خطورة الجهل والتمييز في الحصول على الخدمات الأساسية التي هي أصلا شبة منعدمة وذات مستوى متدني وقد تم تدميرها وارتفاع وزواج القاصرات والزواج القسري ومعدلات الوفيات بين الأمهات ناهيك عن النساء اللواتي لقين حتفهن نتيجة الصراع المسلحة غير الشريف ووو والقائمة تطول.
لا اريد ان اسمع عن التزامات اليمن في اتفاقية (سيداو) بقدر ما اريد أن نسمع ضميرنا يحدثنا ماذا نعمل من أجل انقاذ المرأة اليمنية والإنسان اليمني الجائع الفقير المريض المقتول المقهور هل يمكن ان نوقف التمييز الوحشي ضد اليمن وتدميره.
كما لا يفوتني أن انقل لكم استيائي من فساد المنظمات العاملة في اليمن فرغم المساعدات التي توصف بالكبيرة الا ان الواقع يقول ان ما يصل للمرأة اليمنية والإنسان اليمني هو فتات وغالباً لا يصل الا لجزء محدود وقد سمعنا الكثير من قضايا الفساد والتمييز بين المنظمات والمليشيات المسلحة وسلطات الأمر الواقع والسلطة الشرعية وأصبح الكل يفوح منه رائحة الفساد والنهب المنظم. فإلى متى يظل الصمت مطبق عن هذه الوحشية اللاإنسانية؟
المرأة اليمنية يا ساده تبحث عن لقمة تبعد عنها شبح والموت المهانة وتبحث عن الهروب من الخوف وإيجاد مأمن للحياة ليوم واحد لها ولأطفالها وأسرتها
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
"السيدات هن جزء لا يتجزأ من الموارد البشرية التي يجب تطويرها وتوظيفها ومنحها الفرصة لتلعب دوراً في بناء اقتصاد متين وفي مواجهة الازمات التي يمر بها العالم اليوم"