رائدات - عصور تكميم الافواه بقلم : الدكتورة مريم الصايغ

الأحد, 02-ديسمبر-2012
رائدات -
تضامنا مع ضحايا حرية القلم في العالم ولكل من تعرض ان الاصدقاء الذين يتساقطون يوميا في بئر القمع و محاولات النيل منهم ومن أقلامهم وأحلامهم ... أوجه

للجميع دعوة متجددة كل يوم ... فلنسعى معا للدفاع عن حقوق و حرية الإنسان في كل بقعة من الأرض

رغم الضغوط والملاحقة واليأس من تغيير حقيقي يزيل عناء الدهر ...أعتذر لن تستطيع خفة ظلي المعهودة في كتاباتي من تزيين الحقائق المريرة أو التهوين من مرارة القهر !!!...

أتصل بي منذ عدة أيام زميل من زملاء الكفاح الإعلامي يعمل بمحطة تليفزيونية تبث إرسالها من دولة أجنبية وطلب مني أن أكون ضيفته عبر الهاتف لنتناقش في ظاهرة الإضراب الشبابي ...

!!! و ملامح وسمات ممارسة الشباب للسياسية في عصرنا هذا .

فقلت له : يا صديقي لي رأي معلن في هذه الظاهرة وسبق وكتبت تحت هذا العنوان ذاته بحث يطول الحديث عنه !!!

وأنت تتصل بي لأنك تعرف !!!

لهذا أعتذر عن المشاركة فأنا كما تعلم في دخلت في التجميد الإعلامي بإرادتي منذ فترة

- شتا زى ما انتم فاهمين وأنفلونزا الطيور تأثيرها صعب -

لكن الكثير منهم يتنفس الصحافة ويسعى للتغيير والتصحيح .

وللأمانة يجب أن اذكر أن بلدي لا يعترف بها بالصحفي الذي ليس تحت عباءة النقابة ففي جميع دول العالم قلم الصحفي وفكرة هم سفيره للتصحيح والتغيير ويكفيه أن ينضم لرابطة أو ينشر كتاباته .

كما أجد ضميري يحثني على ذكر أن التوصية من شخصية سياسية أو اقتصادية أو تبعية الصحفي لأسياده من السياسيين تكون السبيل الوحيد للتعين

* هناك الصحفي الشريف وهو غير معروض للبيع ويتحمل الكثير من المشاقة لكي يحتفظ بقلمه نظيفاَ من الفساد ولكنه كالخل الوفي قارب على الفناء .

* هناك من يكتب لمداهنة الحكومة ولمدح أعمالها العظيمة وقدح معارضيها وتكوين تحالف مع دول صديقة وتكون مكافئته

الارتقاء في سلم السلطة الصحفية والإعلامية والتجارية والمادية .

* هناك الصحفي الذي يكتب ليظهر بمظهر المعارض لتكون لدينا صحافة معارضة وهو في الأصل موافق جدا إنما هذا دورة في مسرحية الصحافة الهزلية

فينخدع البشر به ويلتجئون إليه وهو في - ظاهرة الرحمة وبباطنه العذاب الأليم كما يقال في بلدي - فتحدث الكارثة تلو الأخرى عندما يلتصق به صحفي صغير يريد أن يكون قلمه سيف للحقيقة وتكون هذه نهاية الصحفي المخدوع بهذا المناضل الذي ظنه مثله الأعلى في النضال فيكون هو سبب هلاكه . !!!

* هناك صحفي - زى الباطسطا على كل شكل ولون متلون في أي سبوبة – قابل للبيع ليس له قضية يكتب لمن يدفع أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم

في مقابل المبلغ النقدي .

* هناك صحفي لا ليه ولا عليه داخل يكتب وأجره على الله الذي يملى عليه يكتبه بدون فحص أو استفهام وهذا ناجح جدا في سوق الصحافة

فهو صحفي لا يدقق وليس له قضية قلمه بدون ملامح يفرح بخبر أو موضوع منشور ويباهى بصورته في قريته ويشعر بأهميته في وسط الفقراء

ويكتفي بالراتب الشهري وشقة من النقابة عايش في الظل ليس له طموح وظيفي فلا خطر منه فيتركوه ليأكل عيش . !!!

* هناك صحفي يتخذ من الوسطية دور وعندما يكتب يقول التوسط والاعتدال لكل نظام محاسنه وهذا دور جيد ينفذه من يستطيع أن يأكل ويشكر ويكون قلمه لخدمة السلطة أيضا لكن بدون إعلان فهو قلم سلطوي متخفي .

* هناك صحفي يتناول الشؤون الدينية يتركوه ليعبر عما يجول في خلده حتى يقارب الخط المسموح وهنا تبدأ المواجهات المعتادة اليومية .

* هناك صحفي خطر يسأل الكثير من الأسئلة يعشق المواجهات وحل المشكلات ؟؟؟ !!!

و يعيش وهم أن التغيير قادم لا محالة وانه قد يكون الهبوب العاصف الأول لرياح التغيير وهذا الصحفي قنبلة موقوتة يفجر نفسه في نهاية الأمر ...

وكل ما يتغير هو حياته فهم يعاملونه بكل ذكاء ويشعرونه انه ليس وحده في هذا الغضب بل الجميع غاضب وقد حان وقت البركان

وعندما يشتعل ويشتعل ينتفخ كبالون مليء بالغضب الساخن وعندها يحدثوا ثقب بسيط في هذا البالون فيختفي في غياهب المجهول ويكون غير معلوم المصير

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-90.htm