رائدات - زينب عيسي

الخميس, 25-أغسطس-2016
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
في إحدى المحاضرات بجامعة ستانفورد تحدث المحاضر وهو رئيس الطب النفسي بالجامعة عن ارتباط العقل بالجسد والعلاقة بين التوتر والمرض، وكان من النقاط التي ذكرها أن من أفضل الأمور لحفظ صحة الرجل هو الزواج من امرأة ، بينما من أفضل ما تفعله المرأة من أجل صحتها هو تنشيط العلاقات مع الصديقات !!
(في البداية ضحك الجميع لكنه كان جادا) !! ثم أكمل:
• تتواصل النساء معا بشكل مختلف ... ويوفرن الدعم المعنوي لبعضهن البعض للمساعدة في تخطي ظروف الحياة الصعبة والتوتر ..
• فيزيائيا هذه الميزة (وقت الصديقات) تدفع جسم المرأة لصناعة مادة السيروتنين .. الناقل العصبي الذي يقاوم الاكتئاب .. ويخلق شعور عام بالرفاهية والعافية، فالنساء يتشاركن المشاعر بالأرواح ؛بينما الرجال ينشؤون العلاقات حول اﻷنشطة، وبالتالي فإن قضاء الوقت للمرأة مع الصديقات مهم للصحة كأهمية الهرولة وتنفيذ الرياضة !!.و هناك ميل للاعتقاد بأننا عندما نتمرن ننفع أجسادنا .. وعندما نكون مع الصديقات نهدر الوقت ولا ننتج وهذا خطأ !!!في الحقيقة إن خطورة عدم إنشاء علاقات والمحافظة عليها على أجسامنا ...بنفس خطورة التدخين !!
• لذلك في كل مرة تكونين فيها مع الصديقات هنئي نفسك لأنك تقومين بعمل جيد لصحتك .

صداقة النساء من هذا المنظور قد تصبح أمرا رائعا لكن لو طبقنا هذا الرأي عمليا في وقتنا الحالي نجد فارقا هائلا بعيدا كل البعد عن مفهوم الصداقة بمعناها الذي يتمناه كل منا، فصداقة النساء بالتحديد اليوم أصبحت من المستحيلات وأن وجدت تعد استثناء وهو ما يدعو للاسي فالصداقة أروع ما يمكن أن نشعر به ويحدث فارقا في حياتنا .بدون الصديق تجد نفسك باردا لاحضن لك فهو اول من تلجأ اليه حين تواجهك مشكلة ، وأول من يخطر ببالك في أوقات الفرح أيضا، الصديق الحقيقي هو اليد الحنون التي تربت عليك حين تدير لك الحياة ظهرها ، هو السند في الشدائد سواء كان رجلا أم امرأة ، بيد أن صداقة النساء للنساء اليوم لم تعد كما عهدناها من قبل ،اتذكر أن امي رحمها الله كانت تخصص يوما لزيارة صديقاتها وكنا ونحن صغارا نستمتع بهذا اليوم لما يصاحبه من طقوس ممتعة من خلال الحركة الدائبة في المنزل استعدادا ليوم"الستات" فكانت تعيد ترتيب المنزل وشكل الديكور بل تنقل بعض الأثاث من مواضعه بما كان يكسب المنزل بهجة غير عادية ، ناهيك عن اعداد الأطعمة اللذيذة والحلويات وكل ذلك كانت تفعله من منطلق الحب لا الرغبة في التظاهر وابداء "الفشخرة الكدابة " كما تفعل بعض السيدات اليوم بل اعرف منهن من تفعل ذلك نكاية في أخريات ..

ويوم الصديقات هذا كان عادة في الماضي للترويح عن النفس والاطمئنان علي الصديقات وأحوالهن وكسر الملل والرتابة التي تصاحب صخب الحياة ودوشة العيال وعادة كان يقام في نهاية الأسبوع او"الويك ايند" بعد أن ينتهي الأولاد من المدرسة والواجبات كانت الأمهات تستعد لهذا اليوم ومعظمهن كن ربات منزل ويقمن علي تربية أكثر من 6 أولاد لكن الأسبوع لم يكن ليكفي كل تلك المهام الملقاة علي عاتقهن ، ورغم ذلك كان لديهن وقتا للصديقات لذلك استمرت تلك الصداقة زمنا وامتدت مع بعضهن الي الأولاد وهذا في اعتقادي بسبب صفاء النية والمودة الخالصة في الصداقة الغير قائمة علي أي مصلحة .

و مع تغير الزمن والاحوال توارت تلك الصداقة بل أصبحت صداقة النساء للنساء تنطوي علي مشكلات تنتهي في العادة بالقطيعة وحلت محلها الغيرة والحسد وتمني نعمة الغير، الغريب ان نساء اليوم رغم ماوصلن له من مناصب ورفاهية وثقافة تؤهلهن للاستقرار علي اصعدة عدة لم يعد للصداقة مكان بين معظمهن فما تكاد الصديقة تغادر صديقتها، حتى تتناولها بالنميمة، أوالنقد و السخرية، عملا بالمثل الشهير "في الوش مراية وفي القفا سلاية "، بما جعل الصداقة بين النساء لغز محير يطرح معه التساؤلات عن العلاقة المسماة بالصداقة! وهل هناك فعلا صداقة بين النساء ؟.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 01:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-890.htm