رائدات - زينب عيسي

الخميس, 18-أغسطس-2016
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
عليه الطلاق ما انتي خارجه المشوار دا..عليه الطلاق ما انتي رايحه الشغل انهاردة ..عليا الطلاق ماهتاخدي العيال عند أمك ..عليه الطلاق ماهتشوفي باب السكة لو منفذتيش اللي بأقوله ..عليه الطلاق ما قلت الكلام دا ..عليه الطلاق مانزلت بقالي يومين .. عليه الطلاق ما كلمت فلانة ..عليا الطلاق عليا الطلاق..طلاقات مجانية يطلقها نوع من الرجال لايدركون أنهم يذبحون زوجاتهم بدم بارد مطمئنين الي عدم حرامنية تلك الالفاظ ما لم تكن هناك نية للطلاق الفعلي للزوجة التي تظل في حالة تهديد مستمر بالطلاق من زوج كثير التلفظ بالطلاق على أتفه الأسباب متساهلا باطلاقها يوميا مما يشعرها بأنها رخيصة لديه ومن السهل عليه ان يطلقها لأي سبب خاصة أثناء غضبه ، وهذا ما يجعلها تتغاضى عن غلطاته الكبيرة ولا تناقشه فيها خوفا من ان يفعلها.

هذا المشهد يتكرر في كثير من البيوت التي تحولت فيها الحياة الزوجية من مودة ورحمة ومراعاة لمشاعر الزوجة والحبيبة والسكن الي عبث رخيص عند زوج استسهل ذلك القسم البغيض كبديل عن مواجهة مشكلاته وقرر استغلال حقوقه التي كفلها له الشرع وأقصد الطلاق (أبغض الحلال عند الله) لفرض أوامره جبريا علي الزوجة غير تاركا أي مساحة للنقاش أوالرفض من جانبها لاي موضوع من الجائز جدا أن يكون مخطئا بشأنه لكن نرجسية بعض الرجال تحول دون الوصول الي نقطة تفاهم وتواصل مع الزوجة أو الاعتراف بكونها مخلوق لايقل عنه أهلية وأهمية وعقل ومشاعر وأحاسيس ، بل يذهب البعض ممن يفتقرون الي مقومات الرجولة الحقيقية الي اعتبار المرأة مخلوقا ناقص عقل ودين غير عابئين بالتفسير الصحيح لتلك الجملة وعلاقتها بتكوين المرأة من الناحية البيولوجية ، وتكون النتيجة أن تأمن الكثيرات السلامة ويتعاملن من هذا الزوج بمنطق "ضل الراجل ولا ضل الحيطة"خاصة وان كن غير قادرات علي المشاركة في الانفاق علي البيت وهو مايستغله الرجل استغلال رخيص لايتسم بأي مروءة ،وسمعنا عن كثير من الزيجات قد انتهت بالفشل بسبب كثرة حلفاتات الرجل المتكررة بالطلاق .

وروت لي بعض السيدات عن مأساتهن مع تلك المشكلة وما سببته هذه الكلمة من أذي نفسي وانكسار وخوف من أن يتفوهن بكلمة غير مقصودة أو تصرف يصدر عنها بسبب هذا السيف المشهر في وجهها وقالت لي احداهن :كان زوجي يتصل بي في عملي وبسبب حوار تافه يقسم بالطلاق أن أترك عملي علي الفور وأعود الي المنزل ليس لشئ سوي لمجرد أن ذلك يشبع غروره وغزيرته في التملك والسيطرة وفي كثير من الأحيان أضطر الي اختلاق أعذار كمرض ابنتي أو ادعاء التعب المفاجئ ، وانتهي بي الامر بتقديم استقالتي ، وقالت أخري اعتدت الاستسلام لاوامره حتي لاأسمع تلك الكلمة البغيضة ورغم أن زوجي رجل طيب وكريم لكنه لايعلم ما الذي تفعله تلك الكلمة في،وكيف أن تلك التهديدات المستمرة بالطلاق علي اصغر المشكلات واتفهها تفقدني الثقة بنفسي وأمام أبنائي وتفقدهم احترامي لان احترام الام ينبع من احترام زوجها لها أولا ،صحيح من حق الزوج علي زوجته الطاعة والمعاملة الحسنة وعدم التجاوز في أي من أمور دينها ودنياها لكن يتحقق ذلك من خلال الاحترام والشعور بالأمان والاستقرار وهم من أسس الزواج الناجح. وحكت أخري عن زوجها الذي يرددها بلا أسباب وعند تأخرها بالحمل أصبح يهدد على مسمع الجميع بأنه سيطلقها ويتزوج من أخري وحين أنجبت لم يرزقهما الله سوي البنات وكانت الطامة الكبرى وهذا ما جعله يزيد في تهديده بالطلاق فيما لو أنجبت بنتا جديدة .

فيا معشر الرجال محترفي قسم الطلاق الإكثار من لفظ الطلاق والتهديد يتنافي مع التعاليم الإسلامية والرسول صلى الله عليه وسلم جعل مقاييس أخلاق الرجال بحسن معاملتهم لزوجاتهم حين قال "خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لأهلي " و قال الله سبحانه وتعالى: "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "وكان آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع حسن معاملة النساء حين قال "استوصوا بالنساء خيرا " ، وهذا التهديد المتكرر يتنافى مع طبيعة الحياة الزوجية التي أساسها المودة والرحمة كما أنه يؤدي الى كسر في نفس الزوجة وترويعها من فقدان الأمان في حياتها الزوجية .

وان كان ضل الراجل عندالبعض أفضل للمرأة من ضل الحيطة فهناك مثل آخر قالته جداتنا لبناتهن "قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة"والتهديد بالطلاق ندامة ما مابعدها ندامة .
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 09:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-889.htm