رائدات - زينب عيسي

الأربعاء, 03-أغسطس-2016
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
رغم قامته العلمية الكبيرة وشهرته التي أمتدت لآفاق عالمية شرقا وغربا إعتبر العالم المصري الكبير أحمد زويل الذي تفصلنا أيام قليلة بعد وفاته المرأة المعادل الموضوعي والإنساني لحياته التي ملئت السمع والأبصار في العالم كله ، فكانت كلمته رحمة الله عليه في أحاديث صحافيه "لولاها ما كنتش أنا عايش لأنها شافت معايا كتير" وهو يقصد هنا زوجته السورية ديمة الفحام ابنة وزير سوري سابق شهير ، وهي الجندي المجهول في حياته وأرملته منذ وفاته الثلاثاء الماضي بعد صراع مع مرض السرطان بالولايات المتحدة الأمريكية ، وقد تعرف عليها في السعودية، وصادف أن كان الدكتور شاكر الفحام في بالسعودية وكان ذلك عام 1988، لتسلم "جائزة الملك فيصل" باللغة العربية والأدب، وكانت ابنته ديمة ترافقه لتسلمها، تزامنًا مع تسلم أحمد زويل للجائزة نفسها أيضًا، ولكن في العلوم، وهناك تعرف إليها وجمع الزواج بينهما في 1989 ، وأنجبا ابنيهما نبيل وهاني .

وكان صاحب نوبل لايحب الصخب رغم عالميته ويكره أن يتسلل الإعلام إلي حياته الشخصية فقد عاش حياة هادئة مقررا مع زوجته حجب حياتهما الشخصية عن الغير والإعلام علي وجه الخصوص ،ومن المرات القليلة التي تحدث فيها عن زوجته كانت فبراير الماضي في مقابلة أجرتها معه قناة الCBC المصرية وتحدث فيها عنها بطريقة تؤكد أنها كانت صاحبة مكانة مميزة وغالية في حياته.بل كان يجيب، بكلمات تكشف عن حب وعن تقدير عميق للعلاقة التي تجمعه برفيقة دربه:" وذلك من خلال تأكيده :"إحنا عندنا تقاليد فى العيلة، أنها لاتحب الظهور في الإعلام ولا الحديث عن حياتنا الخاصة، و لذلك أبتعد عن هذا الأمر دومًا، ونحن متفقين علي هذا"، وحتي الآن أنا متزوج منذ 26 عاما، قيل الكثير عني والكثير منه كلام فارغ ولكن يخصني أنا بعيدًا عن المنزل".

وإن كان مع كل هذا الاخلاص والحب لزوجته الأخيرة وأرملته ديمه الفحام لاينكر زويل حبه وزواجه الأول من تلميذته المصرية "ميرفت" والتي كتب عنها في كتابه "عصر العلم" وفيه تلخيص لسيرته الذاتيه فيقول"أعجبت بجاذبيتها وأدبها وساندتها في أبحاثها ، ووفق كتابه حدث عند تعيينه أستاذًا مساعدًا في Caltechالمعروف باسم "معهد كاليفورنيا التكنولوجي"، أن فترة عصبية مرت عليه وعليها "فمضت الأمور تسير بطريق مسدود، وكانت ميرفت حصلت على درجة الدكتوراه، وعلى وظيفة تدريس بكلية "إمباسادور" وحين وصلنا إلى "باسادينا" سار كل منا في طريقه بعيدًا عن الآخر، رغم أن حياته الزوجية كانت طويلة نسبيًا معها وأثمرت عن ابنتين هما أماني، وتخرجت في كلية الطب بجامعة شيكاغو، وهي مختصة منذ 10 سنوات تقريبًا بالتوليد وأمراض النساء .أما مها، عمرها 38 سنة، وهي بروفسورة بجامعة Southwestern في مدينة جورجتاون بولاية تكساس، وقالت في "تويتر" تغريدة واحدة كتبتها صباح اليوم الأربعاء، قالت فيها: ليرقد أبي بسلام.

رحم الله الدكتور أحمد زويل العالم الكبير الذي أوصي قبل وفاته أن يتم دفنه في مصر رغم أنه عاش حياته في الغرب، لكنه كان يؤمن أن مصر عظيمة وتمتلك من العباقرة والقامات الكبيرة في كل المجالات بيد أن الفارق بين هذين العالمين أن الغرب ليسوا عباقرة ونحن -العرب- أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل" .ضاربا بذلك أروع مثل لحب الوطن والانتماء الحقيقي.



تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 08:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-886.htm