رائدات - زينب عيسي

الأربعاء, 20-يوليو-2016
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
يعتقد الكثيرون في عالمنا الغريب الذي نعيشه الآن أنهم اكثر ذكاء وفطنة من الاخرين فيلجأون الي حيل مكشوفة اقل ما توصف بها الغباء والبلاهة ،ولان من يتبع تلك الطريقة يتمتع بضيق الأفق بامتياز يحاول أن يتلاعب بالألفاظ عله يكسب جولة أمام خصم وهمي في عقله المريض بالحقد والسطحية.

عن هؤلاء الأشخاص اتحدث لان الحياة صارت تعج بمثلهم في كل مكان ،تجدهم في الشارع حين يتصادم معك احدهم وقبل أن يفكر ان يحل المشكلة العابرة بعقل وروية يبدأ في انتقاء الفاظ هي في موقع الشتم مرتدية ثوب الالتواء.

وهذا النوع من الناس اخف ضررا علي الاخرين حين يتلاعب بألفاظه ، اما مايؤلم ان تصدر تلك التفاهات من المقربين سواء في العمل او من الأصدقاء والطامة الكبري من تربطك بهم صلة الدم ممن يتقنون هواية دس السم في العسل ويخلقون لك مشكلة لا لشيء سوي لتفاهتهم وتفاهة ما يحيكونه من مكائد لاتؤثر في أحد سواهم .

فالتلاعب اللفظي ان جاز لايكون سوي في حالات محددة منها علي سبيل المثال الخداع في الحروب ضد الأعداء وهو امر مشروع لكسب جولة أو استرجاع حق، لكنه يؤدي الي المهالك حينما يدخل في العلاقات الإنسانية التي لابد ان تتسم بالرحمة والود والحميمية وابعاد الأذى عن الغير ولو بالقول وهي صفات اوصانا بها رسولنا الكريم حين قال في الحديث الشريف"من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" وقد ورد أن استقامة اللسان من خصال الإيمان ، كما في " المسند " عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.

وفي الغالب من يتلاعب بالألفاظ هو شخص حلو اللسان والكلام، يحاول أن يجعلك سعيداً بإطرائه الدائم عليك وتهدئتك لكنه في واقع الأمر أدعي أن تنظر إليه بأنه تهديد، وان وفق بجانبك بشكل غير منطقي ولا داعي له فهذا يعني أنه يقف وراءك لكي يقوضك.وهو أيضا يتقن آفة النفاق يظهر غير ما يبطن وقد يزيد عليه الله في العذاب لخداعه الناس بما يظهره لهم من وجه مزيف .

واللسان سلاح ذو حدين إذا حفظه صاحبه كان من أعظم أسباب النجاة ومن أسباب سعادته وراحة باله ، ومن أطلق له العنان يرتع به فيما حرم الله وكان من أعظم أسباب دخول النار..لكن معظمنا لايتعلم ذلك الدرس سوي بثمن باهظ في الحياة الدنيا والآخرة .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 01:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-875.htm