رائدات - زينب عيسي

الثلاثاء, 17-مايو-2016
رائدات /بقلم :زينب عيسي -
تأمين العيش أم تحقيق الذات..حقيقة وقفت أمامها نساء كثيرات أجبرتهن الظروف علي إعالة أسرهن ..فصار حلم سد الحاجة أغلي الأماني ، فليست كل رائدة تملك القصور والخدم وتسير وراءها قافلة من المحاسيب والمنتفعين ، ربما تكون امرأة بسيطة تسعي علي لقمتها وطعام صغارها لشظف العيش وقلة الحيلة ، ومن الجائز ان تكون أرملة لطمتها الحياة فأحتاجت ان تسعي بذراعها علي حساب صحتها وحياتها لتؤمن أولادها .

وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها المجتمعات العربية والعالمية باتت المرأة عاملا محوريا يسند الأسرة وان لم يغب عنها عائلها فهي نصف المجتمع ليس قولا بل فعلا وحقيقة ، وفي معظم الأحيان هي المجتمع كله بالنسبة لأسرتها الصغيرة وتخوض مجالات العمل التي لم يكن مسموحا لها دخولها من قبل ليس للمنافسة أو الصراع مع الرجل أو طلبا للريادة لكنها قد فرضت عليهن فرضا فأستحققنها عن جدارة.وأصبحن أسطوات دوكو وعاملات بناء وسائقات كالأسطى «نوسة دوكو»،.. هكذا أطلق عليها زبائنها هذا الإسم و تعيش علي الطريق الزراعي السريع بالاقصر ، أصيب زوجها ، بمرض التليف الكبدي ولم يستطيع مواصلة العمل في ورشته للدوكو بسبب الجهد التي يتطلبه العمل، فتعلمت منه أصول المهنة، وبدأت هي في العمل بالورشة.

وهذه"ام صفية" تعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد، زوجها أنهكه المرض ولم يعد يقوى على العمل، سعت لكسب الرزق بالحلال وباعت "خضار"، إلا أنها قررت أن تعمل على سيارة ميكروباص ،ولها شهرة في مجالها ويساندها زملائها من الرجال، أما الحاجة سعاد فعمرها 86 عاما وتعمل "شيالة" ,وتنفق على أكثر من 21 حفيدًا لخمسة من أبنائها المتوفين، وتقف مرتدية ثوبها الأسود الملطخ باللون الأبيض من غبار مواد البناء، حيث تعمل "شيالة" بمحل مواد بناء، وتعمل فى محل لبيع مواد البناء الذى يتطلب جهداً شاقاً وقوة بدنية كبيرة لنقل "الجبس والأسمنت والحديد"، ولم تكتف بذلك بل تبيع المشروبات الغازية لزيادة دخلها.

"زينب "هى بائعة فاكهة تمتلك فرشة صغيرة فى أحد شوارع وسط البلد.
كان لديها ثلاثة أولاد و ماتوا,. تقف السيدة المكافحة على العربة طوال اليوم حتى تحصل على ثمن وجبتها التى تعطى لها القدرة على استكمال باقى اليوم. ضاربة أروع مثل للشباب مدمني الجلوس علي المقاهي وانتظار العمل دون مشقة .

أما "أم وليد" فهي أشهر سائق تاكسي في مصر وتتمركز أمام احد الفنادق الشهيرة بالعاصمة وقد مات عنها زوجها وهي شابة وكان والدها يمتلك سيارة أجرة ففكرت أن تعمل لتلبي اجتياجات اولادها وفي فترة وجيزة اندمجت في المهنة وأصبحت "عفريتة الأسفلت "كما لقبها البعض ومازالت تعمل بعد أن تخرج ابنائها من الجامعات وتزوجت البنات ويعتبرها أبناء حيها أروع مثل للتضحية والريادة.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 09:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-847.htm