رائدات - د وفاء كامل

الخميس, 07-أبريل-2016
رائدات القاهرة/ ريم محمد -
الدكتورة وفاء كامل أستاذة اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة هي أول سيدة تفوز بعضوية مجمع اللغة العربية منذ تأسيسه عام 1934.

يعد ما حققته كامل انجاز كبير حيث سحبت البساط من تحت اقدام الرجال الذين سيطروا على عضوية المجلس قرونا طويلة خاصة وانها من العالمات العربيات العصاميات اللواتي قدمن للعلم والبحث العلمي أسفارًا جليلة وأبحاثًا غاية في الأهمية وهو ما دفع 19 عضوا لان يمنحوها اصواتهم لتفوز بهذه العضوية
"رائدات عربيات" التقت بها في مقر مجمع اللغة العربية بالقاهرة ودار هذا الحوار :

بداية نود ان نتعرف على مشوارك الثقافي في بحور اللغة العربية ؟
حصلت على ليسانس الآداب بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف - قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة القاهرة. ثم على ماجستير في الآداب بتقدير ممتاز، وموضوع الرسالة كان (كعب بن زهير: دراسة لغوية). بعد ذلك حصلت على الدكتوراة في فلسفة الآداب بمرتبة الشرف الأولى 1980، من القسم نفسه، وموضوعها (جهود مجامع اللغة العربية في القضايا اللغوية في العصر الحديث). بالاضافة الى فوزي جائزة الدولة التقديرية في مجال العلوم الإنسانية والتربوية لعام 2013.

وما هو شعورك كأول امرأة تشارك في عضوية المجمع اللغوي ؟
هذا المجمع يضم بين جدرانه تاريخا طويلا من الجهود المضنية التى بذلها عدد كبير من اللغويين من أجل تطوير وإحياء وتجديد روح اللغة العربية حتى تستطيع أن تواجه العواصف التى تحاول اقتلاع جذورها من صدور وأذهان الأجيال الجديدة من أبناء العرب، لتغرس مكانها عناصر التغريب والتشرذم لقتل الانتماء لكل ما هو عربى أصيل ووطنى جليل.وتواجدي خطوة تعكس فكرا جديدا مستنيرا لأعضاء المجمع، وهي نقلة نوعية تتيح للمرأة أن تشارك بفاعلية في أعمال المجمع.

هل يعتبر ذلك صدى لما يحدث بالمجتمع من تغيرات جذرية خاصة في الادوار والمناصب التى تعتليها المراة ؟
لقد جاء انتخاب المرأة عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة متأخراً عن عضويتها في المجمعين السوري والعراقي، فقد كان المجمع السوري اول من انتخب سيدة لعضويته العاملة عام2001، وهي الأستاذة الدكتورة ليلى صباغ، وشرفت باختياري عضواً مراسلاً بالمجمع نفسه عام 2002 مع زميلة سورية هي الدكتورة فاتن حجازي. وتلا ذلك اختيار الدكتورة لبانة مشوح عضواً عاملاً عام 2009. ولم يتخلف المجمع العراقي بدوره عن ضم المرأة إلى عضويته العاملة، وانتخاب المرأة عضواً بمجمع القاهرة ليس دليلاً على ما يواجهه المجتمع من تغيرات جذرية، وإنما هو تصحيح لوضع كان مستنداً إلى فكر جامد. وهنا أقتبس نصاً للأستاذ فاروق شوشة أمين عام المجمع، قال فيها :المرأة المجمعية قادمة بلا شك، ولن يستغرق الأمر طويلا، خاصة و أننا نريد أن نصحح وضعاً قديماً حكمته عقول رجالية متسلطة، رفضت دخول بنت الشاطئ وسهير القلماوي، مع أن أستاذهما طه حسين كان رئيساً للمجمع وقتها

وماذا عن الاهداف التى تسعين لتحقيقها من خلال عضويتك بالمجلس ؟
هناك خطوات لابد من اتخاذها خلال الفترة القادمة، من أهمها إلغاء اللافتات التي يتم تحويلها من عربية إلى إنجليزية، وذلك لعودة اللغة العربية إلى وضعها ومكانتها الأساسية من خلال مساعد من المجمع على تنفيذ هذه الخطوات.,والعمل علي تسيير اللغة العربية والعمل علي نطقها بالشكل الصحيح كما اننا سوف ندشن موقع الكتروني صادر من المجمع لتعليم اللغة العربية الصحيحة وكيفية نطقها بالدلالات والمخارج العربية الفصحي.

كيف ترين حال اللغة العربية في ظل انتشار المدارس الدولية، وكيف نحبب التلاميذ فيها ؟
هناك محاولات جادة للتقليل من اللغة العربية وهى مستهدفة وبشكل منظم ،لكن تعلم اللغة العربية وحدها فى سن صغيرة يصلح لغة الطفل حتى يكبر ويجب ان ينفذ بالمدارس كافة لان تهوين استخدام اللغة العربية يبدا من التدريس للغات اخرى فى المدارس الخاصة .
ولا نستطيع ان ننكر ان هناك جمعيات خاصة وجهات اجنبية تساعد الشباب على التحدث الكامل بلغة اجنبية وهو هدم للهوية العربية لانه يساعد على ضعف الاحساس بالقومية والوطنية ولا ننسي بالذكر دور الاباء في تشجيع أبنائهم على الحديث باللغة العربية أو العامية وألا يقتصر تعليمهم على الأجنبية فقط

هل للأعلام دور في طمس الهوية للغة العربية؟
للاسف الاعلام جذب الشباب الي برامج لطمس هويتهم كشباب عربي وذلك عبر البرامج الترفيهية أجنبية المصدر التى همشت من تفكيره وأدخلت إلينا ثقافة ليس لها علاقة بأصولنا العربية. وجعلته يتعمق في هذه النوعية من البرامج و ينشغل عن الامور الجدية

هل هناك دور للغة في توحيد الصف العربي خاصة في ظل تعدد لهجات الوافدين في دول الخليج ؟
أنّ اللغة تعدّ من أهم مظاهر السيادة، وصمام أمان لوحدة الشعوب، وما دام مجتمعنا عربيًا ودينه واحد ولغته واحدة، فمن الواجب الاهتمام باللغة العربية واستخدامها في كل مناحي الحياة، ووضع حدّ لاستخفاف الوافدين الأجانب بها كما يجب ان تلتزم كل مدرسة بالتدريس وفقاً لمناهج بلادها، ولكن مع الالتزام بتدريس كل من اللغة العربية وعدد من المواد وفقاً لمناهج التعليم في الدولة نفسها . ولكي يحب التلاميذ اللغة لابد من تغيير طريقة تقديمها لهم، فضلا عن النظر للامتحان على أنه عقبة يُكرس كل من المدرسين والطلبة جهودهم لاجتيازها فقط.

وماذا عن الانتشار السريع للتقاليع الجديد لمصطلحات الشباب واللغة المستحدثة "الفرانكوا اراب"؟
لا اعتبرها ازمة حقيقة لانها مرتبط بسن معين هو " المراهقة" حيث تبحث هذه الفئة عن التميز والخصوصيية وسرعان ما تنتهي بعد انقضاء هذه المرحلة ولذا يجب علينا ان نكون بمستوي تفكيرهم و نخاطبهم باسلوبهم وهناك فئة كبيرة من الشباب لديها الرغبة في الاستزادة من المعرفة، والتعرف على الجديد في العلوم والتكنولوجيا.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-807.htm