رائدات - امل عبدالملك

الأحد, 27-مارس-2016
رائدات/بقلم : امل عبدالملك -
الكتابة إحدى وسائل التواصل بين الناس، كما أنها طريقة عملية للتعبير عن الأفكار والمشاعر والقضايا والهموم، وللكتابة أُسس يجب أن يلتزم بها الكاتب، كما أنها متنوعة بين كتابة القصة، الرواية، المقال، الخواطر وغيرها، وغالباً ما تكون الكتابة موهبة تبدأ مع الكاتب منذ صغره، فنجده يُبدع في التعبير بالكتابة حتى وإن لجأ إلى الاقتباس أو كتبَ جُملا ركيكة وغير صحيحة، إلاّ أنه مع تكرار الكتابة والأهم القراءة المتنوعة ستُصقل موهبته وستتحسن كتابته.

وهنا يأتي دور الأهل في المقام الأول باكتشاف مواهب أبنائهم وتشجيعهم على الكتابة ليكون لهم شأن ذات يوم في هذا المجال، وللمدرسة دور كبير خاصة مدرسي اللغة العربية فهم بإمكانهم اقتناص الطلبة والطالبات الذين يمتلكون موهبة الكتابة وتحفيزهم على الكتابة، وإشراكهم في مسابقات للكتابة، والاستفادة من موهبتهم في المدرسة ومعاملتهم معاملة خاصة ليكونوا نموذجا لباقي الطلبة ويمكن الاقتداء بهم، فكل طفل موهوب إذا ما وجد الاهتمام المناسب فإنه سيبدع أكثر في مجال موهبته مهما كانت، وإذا لم يتم توجيهه للطريق الصحيح فإنه قد يسلك طريقاً سلبياً لن يعود عليه بالفائدة.

ولعّل ما دفعني للتفكير في هذا الموضوع حضوري حفل تكريم مسابقة الكاتبة الصغيرة التي نظمتها قطر الخيرية فرع الوكرة وكان مقر الحفل بلدية الوكرة ذلك المبنى الأنيق والمنظم، حيث تعّرفتُ على مجموعة من الطالبات المتميزات في مجال الكتابة وفي حديثي مع بعضهن اكتشفت أنهن مبدعات في حصة الإنشاء ويحبّبن الكتابة ويهتممن بالقراءة كثيراً، فالقراءة تفتح أفقاً للخيال والتعبير بالكتابة كما أنها تساهم في مخزون المفردات وتعّلم قواعد اللغة العربية وما بها من جماليات لغوية وأدبية، وكانت تلك المسابقة فكرة ممتازة تساهم في خلق جيل مثقف وقادر على الكتابة السليمة، ونأمل أن تتكرر مثل هذه المسابقات وأن تشمل البنين أيضاً ولا تكون مقتصرة على البنات، كما أن على المدارس تشجيع الطلبة على الكتابة واكتشاف مواهبهم وصقلها، سواء في الكتابة،الإلقاء، الرسم، الرياضة والتمثيل فمثل هذه المواهب البلد بحاجة لها لإنعاش الحركة الثقافية مستقبلاً.

ولصَقل موهبة الكتابة لدى الصغار ضروري تنظيم ورش ودورات تدريبية لتعلمهم أساسيات الكتابة ولممارستها وبيان مواقع الضعف والقوة في النصوص المكتوبة، كما أن هذه الدورات يجب أن يُقدمها متخصصون في اللغة العربية ومعروفون بالكتابة خاصة في مجال القصة والرواية لتشجيع الكتّاب الصغار في الكتابة في هذا المجال، وليكون أساسهم قويا.

تحية لقطر الخيرية على مبادرتها ونأمل أن تتبنى الجهات المختلفة المعنية بالثقافة والاهتمام باللغة العربية والمدارس مثل هذه المسابقات لتشجيع الطلبة على الكتابة.



Amalabdulmalik333@gmail.com

@amalabdulmalik
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 10-يونيو-2024 الساعة: 03:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-756.htm