رائدات - الباحثة امل المسلماني

الأربعاء, 09-مارس-2016
رائدات/القاهرة -
"الطلاق " كلمة ثقيلة علي كثير من السيدات بل تعتبر شهادة وفاة لدي الكثيرات نظرا للنظرة المجتمعية للمطلقة خاصة في المجتمعات الذكورية .. فالمجتمع يضع كل التبعة علي المرأة حين تنفصل عن زوجها فضلا عن القيود التي يمكن أن تتعرض لها جراء ذلك الطلاق . وتشير كثير من الإحصائيات إلى أن نسبة الطلاق تزداد مع مرور الزمن، والمرأةالعربية تخاف من كلمة مطلقة ولا يمرعليها حدث الطلاق بشكل عادي وتشعر المطلقة الى الآن في مجتمعنا بالوحدة، وبأن الجميع لم يعد يرغب بها ومازالت تتعامل بشيء من الدونية، وكأنها مخلوق ناقص أو به عيب، حتى عندما يتقدم لها رجلا خاطبا إياها فلابد أن يكون أرملا أو مطلقا أو مرفوضا من قبل أسرتها، كأن يكون مريضا أو به عاهة ما، ويتم التعامل معه على أساس القبول به فقط، وليس من حقها الرفض أو الاختيار،فطلاقها نقطة ضعف تقلل من شأنها في المجتمع،فيكون لها رد فعل عكسي تحت ظروف نفسية بيولوجية وعضوية الى أن تقبل البديل ولو على حسابها.
حول تلك القضية الهامة حصلت الباحثة القطرية أمل عبد الرحمن سنان المسلماني على درجة الدكتوراه في التربية من قسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي بكلية التربية بجامعة عين شمس المصرية، وذلك عن رسالتها التي حملت عنوان «فاعلية برنامج للإرشاد بالمعنى في تنمية مهارات التوافقية والرضا عن الحياة لدى عينة من المطلقات بدولة قطر».
وناقشت الباحثة القطرية الرسالة أمام لجنة مكونة من الأستاذ الدكتور طلعت منصور غبريال استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس رئيسا ومشرفا على الرسالة، والأستاذ الدكتور حسام الدين محمود عزب استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس عضوا ومشرفا، والاستاذ الدكتور محمد إبراهيم عيد استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس عضوا ومناقشا، والاستاذ الدكتور صبحي عبد الفتاح الكافوري استاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية بجامعة كفر الشيخ عضوا ومناقشا.
مرض اجتماعي خطير:
قالت الباحثة إن الطلاق يعتبر مرضا اجتماعيا خطيرا يهدد كيان المجتمع والأسرة والأفراد ولاسيما لدى المرأة المطلقة حيث تفيد الدراسات السيكولوجية أن نسبة كبيرة من المطلقات يعانين تنوعا متباينا من الاضطرابات الانفعالية الحادة والأمراض النفسية منها الشعور بالقلق والاكتئاب وعقدة الذنب والتوتر والقلق.
واشارت الباحثة، الى ان مشكلة البحث تنطلق من كثرة الضغوط والمشكلات التي تتعرض لها المطلقات،حيث تعاني المطلقة من مشاعر الوحدة والفراغ والملل،ويتسرب الى نفسها الشعور بعدم الجدوى في الحياة، الأمر الذي قد يحطم طموحها وأهدافها فى الحياة على مدى بعيد بسبب تلك المشاعر الناتجة عن كونها مطلقة فقط دون النظر لأى شيء آخر."
تغير مفاهيم الزواج:
وحول اسباب الطلاق استعرضت الباحثة مجموعة ملاحظات تفضي إلى الأسباب المختلفة للوصول إلى الانفصال بين الزوجين حيث أكدت الدراسات أن هناك ارتفاعا في حالات الطلاق قبل الدخول لما يشير إلى أن ظاهرة إنهاء الزواج تحدث في كثير من الأحيان قبل أن تبدأ العشرة، كما يلاحظ ارتفاع حالات الخلع أي الطلاق الذي يكون الراغب فيه الزوجة، وهو أمر له دلالات معينة لعل أهمها كونه يشير إلى تغير علاقة المرأة بالرجل فبعد أن كان هو صاحب قرار الانفصال نجد أن المرأة بدأت تتجه نحو إثبات وجودها أمام الرجل من خلال الإطار الشرعي لهذه العلاقة، وهذا يؤكد تغير مفاهيم الزواج خصوصا عند المرأة التي أصبحت أكثر تعليما وأكثر استقلالية وأصبح لها رأي في اختيار شريك الحياة وقرار الانفصال عنه أيضا الأمر الذي يعني أننا بصدد تغير نمط العلاقة الزوجية التقليدية وأن ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق غير بعيدة عن آثار التغير في هذه العلاقة.
تأثيرات سلبية:
واضافت امل المسلماني ان اهداف الدراسة تعود الى قياس فاعلية برنامج إرشادي لتنمية المهارات التوافقية والرضا عن الحياة في ضوء فنيات العلاج التي تعمل على خفض حدة الشعور بالفراغ واليأس وغياب المعنى وغيرها من التأثيرات السلبية التي تشعر بها بعض المطلقات وسط كيانات المجتمع.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 05:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-660.htm