رائدات - امل عبدالملك

الإثنين, 07-مارس-2016
رائدات / بقلم : امل عبدالملك* -
ظهور الفضائيات في بداية التسعينيات تقريباً كان اختراعا أصاب الكثير بالدهشة، فقد أصبحنا نشاهد العالم وقتها ونحن في بيوتنا ونتابع، والأهم أننا نختار ما نتابعه دون أن تفرضه علينا القنوات الحكومية الأرضية، وكانت ثورة إعلامية خلقت تنافسا بين القنوات التلفزيونية، ولكن تراجعت أهمية الفضائيات أمام الشبكة العنكبوتية الإنترنت، والتي جعلت العالم قرية صغيرة وساهمت شركات الهواتف في توفير خاصية الإنترنت على الهواتف النقّالة التي بدورها تطورت تكنولوجياً وأصبحت مهيأة للخدمات المتنوعة التي يقدمها الإنترنت، وتعّلق الجميع صغاراً وكباراً بشبكات التواصل الاجتماعي التي تعتبر متنفساً لهم وقناة تسلية ومنبراً للتعبير عن آرائهم، وحجز الكل مواقعهم التي تعددت في تلك الشبكات سواء بأسمائهم أو بأسماء مستعارة لغاياتهم التي قد لا تكون بريئة أحياناً، وساهمت تلك الشبكات في خلق مراسلين لا ينتمون لأي قناة إخبارية يقومون بتغطية الفعاليات المحلية ويرصدون المظاهر اليومية ويعّبرون عن استيائهم تجاه بعض القضايا ويحاول البعض منهم امتهان دور المصلح الاجتماعي والمرشد الأكاديمي ولا يمكن الحكم على ذلك بالصواب أو الخطأ فالعالم مفتوح ولكل منّا مساحته للتعبير في المجال الذي يرغب فيه، والمتصفح لتوتير مثلاً يلاحظ أن التايم لاين لديه متنوع حاله حال القنوات الفضائية التي تقلبها بالريموت كنترول، تجد المغرد بالسياسة، الاجتماع، الاقتصاد، الدين، القضايا المحلية، الأدب وغيرها وما يعجبه يمكن أن يعيد تغريده أو يلغي متابعة المغرد إن كان لا يتفق معه، وهذا ما يفتقده البعض، فكما أن لك حرية التصرف بمساحتك ويمكنك التغريد بما تحب وحسب مبادئك وميولك ولا تقبل أن يتطاول عليك الآخرون فعليك احترامهم أيضاً وعدم شخصنة الأمور في الرد على المغرد وإن اختلفت معه فأسهل وسيلة إلغاء المتابعة والحظر!

ومن ناحية أخرى خلقت شبكات التواصل الاجتماعي نجوماً يدورون في فضائها الشاسع منهم من أساء استخدام هذا الفضاء ومنهم من جنى الكثير من المال، ومنهم من خدم مجتمعه وبلده وظهر بصورة طيبة وهؤلاء نثني عليهم ونتمنى أن يقدموا مزيداً من المواد والمعلومات لمن يتبعهم وأن يكونوا القدوة لباقي الشباب وأن يعكسوا صورة الشاب القطري المثقف ونأمل أن يحظوا بشهرة أوسع لتلك التي يتمتع بها بعض نجوم شبكات التواصل في الخليج، وأن يتواجدوا في المنتديات واللقاءات ويتركوا عنهم الخجل لأن الواقع يؤكد على وجود شباب مشرّفين ويمتلكون آراء وأفكارا تطويرية رائعة لكنهم لا يظهرون على الساحة ولا يسوّقون أنفسهم!

المستقبل للإعلام الإلكتروني ولهذا يهتم الشباب بذلك ولكن عليهم أن يشاركوا في العملية الإعلامية المفيدة والمسّلية لا أن يكونوا متلقين فقط، كما أن التوجه للقنوات الإلكترونية سواء على اليوتيوب أو على مواقع خاصة فيجب أن نفكر كيف نحجز مكاناً بين ملايين المواقع وأن نقدم ما يفيد مجتمعنا ويعكس الصورة المشرّفة عن بلدنا!

# لم تعد وسائل الإعلام التقليدية مغرية للشباب فلديهم وسائلهم التي يختارون فيها ما يناسبهم في تلقي المعلومات والترفيه وغيره!

# لتكون مؤثراً في المجتمع عبر شبكات التواصل الاجتماعي عليك أن تقرأ لتعرف فنيات وأدبيات التعامل مع هذه الشبكات ولتكون لديك ثقافة واطلاع لتتمكن من إقناع الآخرين بأفكارك ومن ثم متابعتك والترويج عن أفكارك!

# الغرور مقبرة النجاح في كل المجالات، فابتعد عن الغرور والتعالي في تعاملك مع المتابعين ولا يغريك كثرة عددهم ففي لحظة يمكن أن يلغوا متابعتك ويقل عددهم!!



Amalabdulmalik333@gmail.com

@amalabdulmalik
*كاتبة صحفية واعلامية قطرية
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 10-يونيو-2024 الساعة: 11:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-649.htm