رائدات - دور المرأة في الأدب والكتابة

السبت, 05-مارس-2016
رائدات/ بقلم: نانسي ابراهيم * -
عند الحديث عن دور المرأة في الأدب والكتابة ينبغي علينا أن ننظر إلى هذا الدور من زاويتين؛ الأولى بوصفها منتجة للإبداع، والثانية بوصفها موضوعًا له أو محفزة عليه.

فالأول يعتمد على قلم المرأة بصورة كلية مواجهًا المرأة بكل عالمها النفسي والاجتماعي والحيوي، أما الثاني فهو يتسع للكتابة الذكورية أيضًا الذي لا يقتصر على مدح المرأة وذكر مفاتنها والحديث عنها، بل يتسع حين يتماهى الذكر مع الأنثى كليًة، فيتحدث بلسان حالها وبكل أغوارها حتى يصل إلى عمقها بصورة بالغة، والأمثلة كثيرة في الأدب شعره ونثره كما نرى في كتابات نزار قباني أو إحسان عبد القدوس وغيرهما.

وعند تتبع صورة المرأة في الثقافات القديمة في شتى منابعها نراها لا تبتعد بحال عن الصورة الأسطورية المقدسة، فقد حملت آلهة العرب القديمة أسماء مؤنثة كـ(اللات/العزة/مناة)، وكذلك آلهة الجمال الخصب والنماء كـ(فينوس/ أفروديت/ عشتار/ إنانا) في ثقافات عدة.

وقد انعكست تلك القداسة على الوعي اللغوي أيضا؛ فالأرض هي (الأم)، والرأس (أم الدماغ)، ومكة (أم القرى)، كما يوصف الرجل بالنابغة..والعلامة..والفهامة..والداهية مبالغًة في صفته ومدحه، فلا يوجد موضع لا مكان فيه لامرأة مما يؤكد مقولة ابن عربي: "المكان إذا لم يؤنث لا يعول عليه".

وعند النظر في تاريخ الإبداع العربي النسائي، نجد صورة المرأة واضحة في كل تجلياته شعرًا ونقدًا، مُنذ الخنساء وأم جندب وسكينة بنت الحسين، وحتى بواكير ظهور الرواية العربية واللحاق بركب الكتابة النسوية مؤخرًا.

كما نجد الكتابات والدراسات المتعددة التي تتخذ المرأة محورًا لها، فنجد "قدامة بن جعفر"، لا يقدم الأنثى بوصفها موضوعًا شعريًا فحسب بل صنفها كمنتجة للخطاب الشعري أيضًا وقد جاءت العديد من الكتب تحمل إبداعها بصورة متخصصة ككتاب "الإماء الشواعر" للأصفهاني وغيره.

أما قمة الانفجار الأنثوي والحاجة إلى نوع جديد من البوح الذي يجعل من المرأة متنًا لا هامشا، فقد بدأ في منتصف القرن العشرين وتوهج حركة النقد الثقافي والنقد النسوي، والذي بدأ نفسيًا عند "فرويد" واجتماعيًا عند "ماركس"، ثم انعكس على الدراسات الإبداعية فيما بعد.

والأمثلة التطبيقية في هذا الصدد تمتد بامتداد تراثنا العربي بكافة مستوياته مما يجعل النصوص تحمل ثورة ثقافية اجتماعية كبرى بوصفها محورًا مهمًا ومعادلًا ضروريًا لتوازن الحياة.

*جمهورية مصر العربية
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 29-مايو-2024 الساعة: 07:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-644.htm