الثلاثاء, 06-يناير-2015
رائدات - اوكتافيا نصر رائدات/بقلم: اوكتافيا نصر - لبنان -
رسالتي موجّهة إلى النساء والرجال على السواء لأنهم متساوون في مسؤولياتهم وواجباتهم كما في أدوارهم في بناء أي مجتمع أو تدميره.
كنت آمل في أن أكتب أخباراً سارة عن مجتمعات تحتضن النساء وترتقي بهن نحو أدوار قيادية أو على الأقل تتيح لهن التعبير عن شخصيتهن بالطريقة التي يردنها، لكن الواقع مختلف تماماً.
تكشف نظرة سريعة إلى أوضاع النساء حول العالم أن المجتمعات التي تدعم المساواة في الفرص والمسؤوليات والحرية بين الرجال والنساء تمضي قدماً في هذا المسار وتساهم في تمكين النساء بما يقود إلى إرساء توازن سليم.
أما البلدان التي لا تشجّع الحق في المساواة أو تدعمه، فقد تراجعت أكثر فأكثر في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة. حتى إنها باتت أكثر تصلباً في مواقفها من المرأة. وهي لم تجنح بذلك نحو مزيد من التسلّط الذكوري فحسب، بل تجاوزت أيضاً حدود الانتقاد وإصدار الأحكام وتحوّلت الى الهجوم المباشر والإساءة الجسدية والكلامية وحتى إنهاء حياة الآخرين من أجل شلّ التقدم.
ويحتل العالم العربي الصدارة في هذا الإطار، اذ ينصّب أشخاصٌ أنفسهم قيّمين على محكمة الحق والباطل الوهمية، ويعتدون على النساء كما على طالبي الحرية والمدافعين عن حقوق الإنسان.
ومن الأمثلة على ذلك اغتيال محامية في ليبيا لإسكاتها ومنعها من مواصلة نشاطها دفاعاً عن المساواة بين الرجال والنساء، وانتحار الشابات في المغرب وأماكن أخرى هرباً من تزويجهن قسراً لمغتصبيهن. إنها جريمة نكراء تضيفها بعض المجتمعات العربية إلى جريمة الاغتصاب الوحشية. فهي بمثابة مكافأة للمغتصبين تساعدهم على تفادي عقوبة السجن مع العلم أنها تقتصر على فترة قصيرة، فيما تتجاهل كلياً حال الضحية.
على الساحة العالمية، سُحِب فريق كرة السلة القطري للسيدات بطريقة فاضحة من الألعاب الآسيوية لأنه لم يُسمَح للاعبات بارتداء الحجاب أثناء اللعب. إنه قرار مشين والنتيجة التي أسفر عنها مشينة أيضاً لأنها اعتداء على اللاعبات وقدراتهن. وفي ذلك دوسٌ للجهود التي بذلنها ورغبتهن في التنافس والمشاركة في الرياضات العالمية.
وقد اجتاحت لبنان موجة غضب عارمة العام الماضي بعدما ظهرت لاعبة أولمبية لبنانية عارية في صور التُقِطت لها في سياق مشروع لا علاقة له بالألعاب الأولمبية. وتتعرّض نجمة إباحية للهجوم والانتقاد بسبب أصولها اللبنانية. يحدث هذا في بلد حيث تتبدّل ملامح النساء ويصير من المستحيل التعرف عليهن بسبب إدمانهن عمليات التجميل، وتستورد النساء من أوروبا الشرقية بأعداد كبيرة "للترفيه" عن الرجال. وهل لي أن أذكّركم بأن المرأة اللبنانية لا تستطيع أن تمنح جنسيتها لأولادها؟
تسلّط هذه الوقائع، سواء أكان غضباً زائفاً أم اغتيالاً، الضوء على أوضاع النساء المؤسفة وعلى تشوّش الأولويات وانحراف الأخلاقيات لدى بعض الأشخاص.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 01:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-530.htm