رائدات - أمل فوزي

الجمعة, 17-أكتوبر-2014
رائدات/بقلم:أمل فوزي -
رعشة في اليدين، رجفة في العينين، ابتسامة تملأ الشفتين وتنهيدة من الأعماق وكأنها عناق ما بين قلبين، كل هذا تبدل فجأة فتحولت التنهيدة لزفرة ملل، والابتسامة لتثاؤب وضجر، أما الرجفة فغابت عن العينين وأصابها الجمود وكأن المقلتين قد فقدتا البصر، الرعشة. لا تحدثني عنها فلقد تحولت لبرودة وبلادة لا يخطئها النظر. (من دفتر أحوال امرأة بعد مرور عام على زواجها).


- سألت صديقي الفنان التشكيلي عن سر عزوفه عن الزواج فقال: المرأة كاللوحة الجميلة التي قد تمرين على الأتيليه كل يوم لمجرد أن تريها وأنت تتمنين أن تكون ملكك، وقد تضعين فيها تحويشة العمر أو حتى تضطري للدخول في مزاد للفوز بها، ولكن وبعد اقتنائها ووضعها في أفضل مكان في منزلك، وحتى مع محافظتك عليها وافتخارك بامتلاكها، ترى هل ستستمرين في الوقوف أمامها بنفس الانبهار؟ هل ستستوقفك ولو بنظرة وأنت تمرين أمامها كل يوم عشرات المرات؟ من أجل ذلك لم أتزوج حتى يستمر شغفي بالمرأة. ومن أجل ذلك لا أبيع لوحاتي حتى يستمر شغف الناس بها.


- في لقاء قديم مع الشاعر الراحل محمود درويش سألته: متى يكتب عن المرأة والحب؟ فقال لا أكتب أبدا عن الحب إلا وهو بعيد عني أما لو أحببت فأتوقف عن الكتابة عنه، فقلت له وماذا عن الزواج فقال باسما: ربما لو استمرت زيجاتي لكنت توقفت عن الكتابة كلها.


- وجدته يضع يده على كتفيها ويضمها إليه بمحبة وهو يطالبني بالتقاط صورة لهما ثم اتسعت دهشتي من تشابك أيديهما مثل الصغار أثناء السير رغم أنهما قد تجاوزا السبعين من عمرهما، وجدته ينظر إليها بنظرة يملؤها الحب والتقدير فلم أستطع أن أمنع نفسي عن سؤال زوجته عن كيفية استطاعتها الاحتفاظ بحبه كل هذا العمر فقالت لأنني أدخل زواجي في الصيانة بين الحين والآخر، وأكملت لا يوجد شيء تملكينه في حياتك إلا ويحتاج للصيانة. السيارة، المنزل بكل ما فيه من مقتنيات، وطبيعي قبل أن تقتني أيا من تلك الأشياء أن تبحثي أولا عن من يوفر أفضل صيانة في المستقبل، وهكذا الحب والزواج يجب عدم الدخول فيهما إلا بعد التأكد من أن الطرف الآخر قادر علي الصيانة، كما أنت قادرة على حسن التعامل بعقل وفهم مع ما تملكين، فقلت لها وكيف تكون صيانة الحب والزواج فقالت بتقبل الشخص الآخر بعيوبه قبل مميزاته ومحاولة خلق أشياء مشتركة تجمعكما والأهم محاربة الملل القاتل عن طريق التغيير في المظهر وفي الحياة عن طريق السفر أو خلق أصدقاء جدد، المشكلة أن كثيرين يتعاملون مع ما يملكونه من أشياء صماء برعاية في الوقت الذي يهملون فيه المشاعر مع أنها هي الأسرع تلفا، والمشكلة أن المشاعر لو تلفت يصعب جدا إصلاحها مرة أخرى.


- في دراسة حديثة نشرت مطلع هذا الشهر بجريدة الزواج والعائلة وهي جريدة أمريكية معروفة ذكرت فيها فيكي فريدمان وهي البروفسور المتخصص في الأبحاث الاجتماعية بجامعة ميتشجان أن الرجل لا يشعر بالرضا عن حياته إلا في ظل وجود زوجة سعيدة وأن الدراسة التي تمت على 396حالة من المتزوجين أكدت أن قياسات معدلات الرضا في الحياة لم تتحقق إلا عند الرجال الذين كشفت الدراسة والقياسات عن سعادة زوجاتهم، وانتهت الدراسة إلى أن حرص الرجل على أن تكون زوجته سعيدة سيضمن له حياة راضية وسعيدة. (ملاحظة الدراسة طبقت على الأزواج الأمريكان فقط ترى ماذا لو طبقناها على الرجل الشرقي).
نور الكلمات
الكل يريد تغيير العالم من حوله، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه.
(ليو تولستوي)
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 08:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-502.htm