رائدات - خلال ملتقى الفجيرة الإعلامي: إعلاميات يؤكدن قدرتهن على صناعة القرار الخاص بمصائرهن

الثلاثاء, 23-سبتمبر-2014
رائدات / الفجيرة - سحر حمزة -
أكدت المشاركات في الجلسة الثالثة لملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس، والتي حملت عنوان "الإعلام النسوي في مواقع القرار (خبرات وآفاق)"، أنهن يملكن الإمكانيات التي يؤهلهن لصناعة القرار خاصة ما يتعلق بمصائرهن ،مشكلات تجمع لاتحاد نسوي قوي في سبيل مناصرة المرأة العربية ودعم حقوقها، وذلك من خلال مناقشاتهن التي أكدت على قوة المرأة وقدرتها على تعدي العراقيل وتحدي الصعوبات جنباً إلى جنب الرجل.
ومثلت افتتاحية الجلسة لرئيس تحرير جريدة الغد الأردنية اليومية، جمانة غنيمات، مثالاً حياً لمناصرة المرأة، بناءً على تجربة شخصية جسدت مسيرة الإعلامية غنيمات التي بدأت في العام 1999، ونصبت لاحقاً أول رئيس تحرير لصحيفة يومية في المملكة الأردنية الهاشمية، لتكون بذك "من القلائل اللاتي يترأسن رئاسة تحرير صحيفة في الوطن العربي" نسبة لغنيمات.
وأكدت غنيمات التي تتحلى بثقة كبيرة وعزيمة قوية لا تخفى للعيان، أن التحديات لا تشكل حجر عثر في طريق المرأة القادرة على العمل والعطاء، الأمر الذي تبرهنه تجربتها الحالية في رئاسة تحرير جريدة يومية "تضم حوالي 300 موظف" وتواجه فيها تحديات بشكلٍ مستمرة، إلا أنها تنجح في تعديها بـ "بذل مجهودات أكبر تعكس قدرة المرأة على العطاء حالها حال الرجل، لاسيما حين يكون الإيمان بذلك موجوداً وحاضراً بقوة". مشددة على أن التحديات التي تجابهها كرئيس تحرير "مثلها مثل تلك التي يجاببها الرجل إلا أنها بحاجه لمجهود أكبر في سبيل مواجهتها لتغيير الصورة
النمطية للمرأة، فعلى المرأة أن تفكر كإمرأة وتعمل بقوة الحصان".
تحديات العمل
وحول هذه التحديات ذكرت غنيمات "تمثلت التحديات التي جابتها خلال عملي كرئيس تحرير في تحدي إدارة فريق العمل الذي يضم مجموعة واسعة من العاملين في تخصصات مختلفة، هذا إلى جانب تحدي القدرة على الاستمرار في ظل الاكتساح التكنولوجي الكبير والحديث الدائر حول انتهاء الصحافة الورقية وبروز الالكترونية، لاسيما في ظل ارتفاع التكلفة، واستطعت بالمجهود الجماعي وجودة المضمون وتنوعه على تخطي ذلك برفع نسبة الإعلانات بشكل ملحوظ".
وتابعت "بالإضافة إلى تحدي حق الحصول على المعلومة رغم وجود قانون يكفلها إلا أنه غير نافذ ومطبق. ومن أجل ذلك يبذل فريق العمل في الجريدة إلى جانب مجلس إدارة التحرير جهود مضنية، وعليه للأسف تعرض للكثير من الضغوطات وصلت إلى حدود قاسية، إلا أننا كذلك نجحنا في تجاوزها في سبيل تجسيد شعارنا المتمثل في حق الحصول على المعلومة والحرية".
ونوهت غنيمات خلال الجلسة أنها تستطيع كل إمرأة إعلامية مجابهة التحديات، إذا ما كانت تؤمن بقدراتها وقدرتها على تحقيق ذلك، وكانت تحمل من الجدية ما يكفي للقيام بذلك وآمنت برسالتها المهنية".
وجاء حديث الإعلامية منى بوسمرة مدير نادي دبي للصحافة، في الجلسة التي أدارتها الإعلامية في الإذاعة اللبنانية، سوزان هيكل، مؤيدا بأفكارها حديث غنيمات، حيث شددت على قدرات المرأة وإمكانياتها الكبيرة، دون التقليل بقدرات وجهود نظيرها الرجل.
وقالت بوسمرة " المرأة تملك قدرات كبيرة تؤهلها للعمل جنباً إلى جنب الرجل وتؤهلها وبجدارة لتغيير الصورة النمطية لها، الأمر الذي تؤكده تجارب نسائية قيادية في الإمارات في مجالاتٍ شتى، حيث سطرت إنجازات كبيرة غدت نماذج مميزة يقتدى ويحتذى بها".
وأوضحت بوسمرة "حب المرأة للعمل في المقام الأول وقدرتها على الإبداع والكفاءة، جعلها في مضمار المنافسة مع الرجل بقدرات كبيرة نجحت في تحويلها إلى أعمال وإنجازات فريدة، ويقف فريق عمل نادي دبي للصحافة الذي تبلغ فيه نسبة النساء النصف، خير دليل وشاهد على ذلك"، وبينت "حيث نجح في إطلاق أعمال ومبادرات حظيت بأصداء واسعه محلياً وعربياً، ومن أبرزها برامج عمل جائزة الصحافة العربية الذي يضم في كل عام جديد مختلف ومميز".
وشددت بوسمرة في إجابتها على سؤال أحد الحضور على هذا الحب، قائلة "المرأة لديها حب عمل كبير يفوق الرجل، وأنا أتحمل كلامي هذا".
وجاء حديث"زيد دي إف" الألماني، دوغمار سكوباليك، مديرة العلاقات الدولية zdf مناصراً للمرأة ومؤكداً على أهمية توافر الكفاءة في العمل الإعلامي وعدم الاعتماد على الشكل الخارجي الذي لا يمكن أن يكون بديلاً عن المضمون الجيد. أما المتخصص في الإعلام النسوي، الدكتور طلال طعمه فتحدث بشكلٍ أكبر عن المجلات النسوية ودور الصناعة الربحية فيها.
جلسات للمرأة
وقدمت جلسات اليوم الثاني والأخير للملتقى أسوةً بيومه الأول، تجارب ناجحة للمرأة في العمل الإعلامي، الأمر الذي تجسد بوضوح في جلسة "تجارب من الميدان" إلى جانب الجلسة الختامية "شهادات في الريادة والتميز" التي قدمت نماذج مميزة للإعلاميات العربيات من خلال متحدثاتها كأول مذيعة سعودية، نوال بخش.
يذكر أن ملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس انطلق يوم الاثنين في "فندق كونكورد" بالفجيرة، برعاية وحضور سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة وبحضور مجموعة واسعة من الإعلاميين العرب والدوليين، تحت شعار "المرأة والإعلام...الصورة الأخرى".
وكانت قد أطلقت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الدورة الأولى من الملتقى في العام 2010، بالتعاون مع كلية الإعلام في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا (مقر الفجيرة)، نظراً للحالة الإعلامية النشطة التي تشهدها إمارة الفجيرة، ووجود عدد كبير من كليات الإعلام المتخصصة وللساهمة أيضاً في التعريف بالمشهد الإعلامي العربي والدولي.
وقد جاءت الدورة الأولى تحت شعار "الإعلام: تغطية للأحداث أم صناعة لها"، في حين حملت الثانية في العام التالي عنوان "الإعلام الجديد في عالم متغير". وناقشت الدورة الثالثة التي اقيمت في العام 2012 موضوع "الإعلام والترجمة"، أما الرابعة في العام 2013 فقد انشغلت بموضوع "الإعلام بين المصداقية والتضليل". وقد شارك في هذه الدورات الأربع مجموعة كبيرة من أبرز العاملين في مجال الإعلام العربي والدولي أسوة بالدورة الحالية.
وقد تم اختيار موضوع "المرأة والإعلام..الصورة الأخرى" للدورة الحالية التي عقدت خلال يومي 22-23 سبتمبر الحالي، نظراً للدور الحيوي الفاعل للمرأة في وسائل الإعلام، وأهمية تسليط الضوء على الجهود المبذولة من قبلها والعوائق التي تعترضها.
وكان الملتقى قد انطلق في اليوم الأول بجلستان جسدتا بشكلٍ جلي عنوان الدورة "المرأة والإعلام...الصورة الأخرى"، حيث تطرقت الأولى إلى موضوع "صورة المرأة في الإعلام" شارك فيها كل من مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية "أي سي بي يو"، صلاح الدين معاوي، ومدير تحرير صحيفة العرب اللندنية، كرم نعمة، والكاتبة والإعلامية الإماراتية، الدكتورة حصة لوتاه، والأكاديمية والكاتبة في جريدة الجريدة الكويتية، الدكتورة ابتهال الخطيب، والناقدة والكاتبة المصرية، الدكتورة خيرية البشلاوي. وقد أدراتها الإعلامية في قناة العربية، ميسون عزام.
والجلسة الثانية حملت عنوان "تحديات العمل الإعلامي للمرأة"، أدارها عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولجيا في مقر الفجيرة، الدكتور ياس البياتي، وشارك فيها كل من عميد معهد الإعلام الأردني، الدكتور باسم الطويسي، والدكتور أبوبكر عبدالمجيد من ماليزيا، والأكاديمية والباحثة في مجال الإعلام التونسية، الدكتورة صباح المحمودي، وعميد كلية الإعلام في كلية الوسيلة للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور عوض إبراهيم عوض.
وقد تم استضافت الشاعر العربي الكبير فاروق جويدة من مصر في أمسية شعرية مسائية في ختام اليوم الأول.
وأختتمت الفعاليات بعدد من التوصيات الهامة التي أجمعن عليها المشاركات في الملتقى وأكد عليه الحضور من الشخصيات المختلفة الذي تابعت مجرياته التي إستمرت يومين
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 05:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-406.htm