رائدات - جراء

الجمعة, 15-أغسطس-2014
رائدات /تونس - منال حرزي -
تصر اليوم بعض الأطراف التي تتدعي الديمقراطية والحداثة أن تحافظ المرأة على صورتها "المغيبة" في مواقع القرار السياسي وهو ما يكشف عن عقلية ذكورية ما تزال طاغية تحتاج إلى الكثير من "العمل والجهد" حتى يتسنى تعديل المواقف.
يبدو أن وقود الثورة لم يطل العقلية الذكورية التي ورغم يقينها بان المرأة قادرة على خوض غمار التحدي في جميع المجالات والميادين غير ان دواليب السياسية وعالمها "لا يجوز" من وجهة نظرهم ان تخوضه المرأة، فعالم السياسية او تحديدا ولوج مواقع القرار السياسي يبقى حكرا على الرجل دون سواه.
ونحن في خضم الاستعدادات للاستحقاق الانتخابي القادم يصح التساؤل: اين حضور المرأة اليوم في القائمات الانتخابية؟..لماذا بقيت الى اليوم مهمشة في مواقع القرار السياسي ؟
اوضحت الحقوقية بشرى بلحاج حميدة ان غياب المرأة في مواقع القرار السياسي ليس حكرا على تونس فقط وإنما هي اشكالية تواجهها حتى البلدان المتقدمة.
ولكن تبقى العقلية في تونس اليوم تعتبر ان الفضاء العام والفضاء السياسي تحديدا هو فضاء ذكوري بامتياز وهو ما يتطلب عملا جبارا رغم ان لا احد اليوم يمكن ان ينكر الدور الفاعل الذي قامت به المرأة على امتداد 58 سنة. كما ان الثورة ابرزت الدور الريادي للمرأة وقدرتها على التضحية من اجل تونس فضلا عن قدرتها على اتخاذ القرار.
وأضافت بلحاج حميدة انه يوجد -في المقابل- عقلية تلزمها قرارات جريئة حتى تتغير وهذه القرارت تتولى اخذها جمعيات ونقابات وكل الناشطين في هذا المجال. كما اعتبرت ان الدولة لا تستطيع بناء جمهورية ديمقراطية وتؤسس للمبادئ التي تحلم بها دون ان تكون مشاركة المرأة فيها مشاركة ناجعة.
وانتقدت بشرى بلحاج حميدة في نفس السياق عدم اعطاء الاعلام للمرأة المكانة التي تستحقها رغم كونها مرآة للمجتمع موضحة ان لدى جزء من الشعب التونسي رغبة في ان تكون النساء التونسيات في مواقع القرار.
وأوضحت في هذا الاطار ان المناضلين من النساء والرجال ينتظرهم اليوم عملا جبارا يتطلب الكثير من الوقت والتروي حتى يتسنى ان نكون على حد تعبيرها :"متناسقين" او "متناسقات" مع المبادئ التي نؤمن بها".
من جانب آخر اعتبرت رئسية جمعية كلنا تونس آمنة منيف في تصريح لـ"الصباح" أن العقلية المحافظة ما تزال طاغية مشيرة إلى أن الثورة الفكرية والثقافية لم تقع. كما أن الأحزاب السياسية اليوم هي احزاب تضع السلطة كهدف إلى حد الساعة ولم تعبر على رؤى مطابقة للنظرية التقدمية للمجتمع التونسي.
وقالت منيف في هذا السياق:"المجتمع التونسي هو مجتمع ذكوري والطبقة السياسية لديها عقلية الذكورية والنخب المثقفة لم تتحرر من العقلية الذكورية.
وأشارت إلى أن المرأة حاضرة في جميع مواقع النضال وحاضرة في جميع مواقع الكفاءات والنضال الاجتماعي الأسري غير أن معركة السلطة تبقى معركة ذكورية.
وفسرت في هذا الإطار أن النخب السياسية والاقتصادية لم تتحرر من الموروث ومن التقاليد الذكورية لاسيما من معضلة "الأنا".. مشيرة الى ان معركة السلطة تأتي اولا وقبل معركة المصلحة ومعركة تحرير المجتمع التونسي.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 07:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-372.htm