الخميس, 24-أكتوبر-2013
رائدات - شادية خليل - مصر رائدات/بقلم:شادية خليل - مصر -
المرأة هي نصف المجتمع، وهي بذلك الأم والأخت والزوجة والابنة وزميلة العمل أو الدراسة فقد تتعرض أحياناً إلي العنف، سواء كان هذا العنف مادي أو معنوي، ويتخذ العنف أشكالاً مختلفة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية، ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في الأسرة والمجتمع، والذي يؤدي إلي أضراراً نفسية وجسدية متنوعة.
العنف ضد المرأة لا يقتصر علي ثقافة معينة أو إقليم معين أو بلد بعينه، فالعنف ضد المرأة موجود في كل مكان تقريباً، لكن درجة شدته، ومدي قبوله، يختلف من مجتمع لآخر ومن سياق اجتماعي لآخر. والعنف ضد المرأة لايكون علي نوع واحد أو شكل واحد بل له أشكال وأنواع متعددة مثل العنف النفسي والعنف الجسمي والعنف الاقتصادي والعنف الجنسي، ولكل واحد منها مظهر مختلف ولكن النتيجة في جميع أنواع العنف هذه لها آثار نفسية واضحة المعالم علي المرأة والأسرة والمجتمع.
إن العنف ضد المرأة أمر مستمر وسيستمر مع الأسف ما لم نتصدي له بالحزم اللازم وما دامت أطراف المجتمع تخفيه وتتستر عليه وما دام الجناة لا يلقون العقاب عما اقترفوه.
فعلي المرأة أن تتعلم أولاً معني مبدأ المساواة بالرجل لا مبدأ التعامل الند بالند فالمساواة شيء والتعامل بالندية شيء آخر فنحن كما ندعو الرجل إلي تفهم حقوق المرأة وإعطائها كل ما تستحق من تقدير واحترام هي جديرة به، في الوقت نفسه علي المرأة أن تفهم معني مبدأ المساواة والحقوق والواجبات فالمرأة تستحق كل التقدير والاحترام.
فقد أوصي الإسلام وهو دين عزه ورفعه ورحمة وأمان وعلم وتشريع بأن يُحسن الزوج خُلقه مع زوجته والرفق بها، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها، لقوله تعالي: 'وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَي أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا' سورة النساء جزء من الآية 19، وقوله تعالي: 'وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ' سورة البقرة جزء من الآية 228.
وقد حرص الإسلام علي المحافظة علي المرأة وعلي مكانتها وعلي شرفها وعفتها وإنسانيتها وكيفية التعامل معها مع بيان حساسية طبيعتها بما فيها من رقة وضعف وحياء وأعوجاج، وأنها لا تحتمل الظلم والقسوة والقوة، ولمكانتها السامية فإن الله عز وجل يغضب لظلمها كما يغضب لليتيم. فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج, فاستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان 'أسيرات' عندكم لستم تملكون منهن غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبيّنه فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن غير مبرّح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً' رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'حبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة' 'رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي عن أنس بن مالك'، كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: 'الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة' ' رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي'
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما ضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم امرأة له قط' 'رواه النسائي'.
لذلك ندعو المجتمعات النسوية والمنظمات التربوية والإرشادية وجميع وسائل الإعلام سواء المرئية منها أو المسموعة أو المقروءة إلي إعطاء الإرشادات اللازمة لكلا الجانبين 'الرجل والمرأة' كي لا نعطي فرصة للمتصيدين أن يقولوا بأن النساء لم يفهمن طريقة التعامل أو كيفيته وأن يفهم كلا الجانبين حقوقهم وواجباتهم.
وأخيرا.. لابد أن تتغير العقلية والرؤية العامة تجاه المرأة، وتصبح المرأة إنساناً ذو كيان، وذو اعتبار ثابت لايمكن في أي وقت التنازل عن حقوقه والتضحية عن مكتسباته. وإن أهم ما يواجه المرأة من عنف هو الفرق بين ما يقال وبين ما يمارس، فهناك كلام كثير يقال عن المرأة، لكن ما يمارس يختلف ويناقض ما يقال، فمن المهم إذن أن يتطابق القول والممارسة في معاملة المرأة. وعلينا أن نقتدي بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
ولا نعني بذلك أنه ليس هناك عنف موجه ضد الرجل أو الطفل، فكما تتعرض المرأة إلي العنف فأيضاً يتعرض الرجل إلي العنف ولذلك سنستكمل حديثنا فيما بعد إن شاء الله.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 06:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-186.htm