رائدات - رايتشل كوري

الخميس, 22-مارس-2012
رائدات -
رايتشيل كوري ناشطة أمريكية شابة ولدت عام 1979 في مدينة أولمبيا عاصمة ولاية واشنطن الأمريكية ، كانت مند نعومة أضافرها نهرا متدفقا من الأحاسيس و المشاعر الإنسانية الطيبة، نعم في العاشرة من عمرها،وهي في الصف الخامس قالت كلاما أكبر من عمرها، لقد قالت في محاضرة في مدرستها حول الجوع في العالم : "إنني هنا من أجل الأطفال الذين يعانون في كل مكان، لأن أربعين ألف شخص يموتون في العالم يوميا بسبب الجوع، أنا هنا لان معظمهم من الأطفال، نعلم بأن الفقراء في كل مكان حولنا، لكننا نتجاهلهم، يجب أن نفهم بأن هده الوفيات يمكن تجنبها، يجب أن نفهم بأن في العالم الثالث شعوبا يضحكون ويبكون ،هم بشر مثلنا، لكن الفرق بيننا و بينهم أنهم يعانون، يجب أن نفهم بأن أحلامنا هي أحلامهم، يجب أن نفهم بأننا منهم وهم منا، أن حلمي بأن انهي المجاعة في سنة 2000م ، حلمي أن يمنح الفقراء فرصة ،حلمي إنقاذ أربعين ألف ممن يموتون يوميا ،حلمي يمكن أن يكون حقيقة ، إن نحن تطلعنا إلى مستقبل مليء بالخير و النور ".
ولذلك كرست كوري حياتها أجل الدفاع عن الإنسان بغض النظر عن عرقه أو لونه ، ولهذا انضمت رايتشل كوري إلى حركة التضامن الدولية بعد أحداث 11 من سبتمبر عام 2001 ، ثم قررت السفر إلى قطاع غزة أثناء انتفاضة الأقصي الثانية من أجل الدفاع عن حق شعب احتلت أرضه وانتهكت أعراضه وتهدم بيوته يومياً .
ومنذ وصولها على قطاع غزة تأثرت كوري بواقع الشعب الفلسطيني , وهي تقول من خلال الرسائل التي أرسلتها إلى والديها بأن كل ما طالعته في الولايات المتحدة عن هذا الصراع مختلف كل الاختلاف عما لمسته على أرض الواقع .
وبعد 20 يوماً قضتها رايتشل وسط معاناة الشعب الفلسطيني أحست كأنها جزء من هذا الشعب ، فصارت لديها عائلة إذ تقول في إحدى رسائلها أن بيت العائلة تعرض للقصف و أصبح لها أخ اسمه نضال وجدة تتشح بالسواد كغالبية الجدات العربيات تنصحها بالإقلاع عن التدخين حتى أن رايتشل كانت تناديها "بتيتا" لقد أصبحت رايتشل فلسطينية الروح .


كوري سجلت بدمائها قصة بطولة
كانت رايتشل برفقة سبعة ناشطين أمريكيين وأوربيين آخرين، بهدف منع أعمال التجريف والهدم التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في رفح، والذي ترك أكثر من 12000 فلسطيني دون مأوى منذ بداية الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول2000م .
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي سجلت فيه رايتشل بدمائها أروع قصص البطولة والشهامة ،في 16مارس2003 وقفت رايتشل بمكبر الصوت أمام جرافة إسرائيلية تزن تسعة أطنان ومن صنع أمريكي تنادي سائقها بالانجليزية: " توقف .. هنا عائلة آمنة .. هنا أناس أبرياء " ، لكن سائق الجرافة تجاهل نداءاتها وقام بدهسها بوحشية ، وماتت ناشطة السلام الشجاعة وهي شامخة أثناء صد الجرافة في حي السلام بمدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
ريتشل التي دهستها جرافة أمريكية الصنع تزن تسعة أطنان، كانت في العشرينات من عمرها وجاءت إلى قطاع غزة، لتعلن تضامنها مع الفلسطينيين وتدعم حقهم في الحرية والحياة بسلام.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 09:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-16.htm