الثلاثاء, 11-أبريل-2023
رائدات - هل المرأة القطرية أخذت كامل حقوقها؟ رائدات / الدوحة ..بقلم / فاطمة بنت يوسف الغزال -
ان تعليم المرأة المفتاح الذي مهد لها الطريق أمام المشاركة في الحياة العامة فمنذ الخمسينيات ومع بدايات تعليم المرأة في دول الخليج، بدأت نظرة المجتمع تتغير شيئاً فشيئاً تجاه المرأة، وبدا أن مشاركتها في الحياة العامة أصبحت أمراً واقعياً للكثير من المجتمعات التي كانت متحفظة، والمرأة القطرية في بلادنا نالت قسطاً كبيرا من التعليم في جميع المراحل في وقت مبكر منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي، كما فعلت بالمثل دول خليجية أخرى، وما إن حل عقد السبعينيات، العقد الذي اكتمل فيه استقلال الدولة وكل دول الخليج العربية، حتى كانت المرأة القطرية قد حصلت على القسط الكافي من التعليم الذي أهّلها للانخراط في سوق العمل، وكانت مهنة التعليم والصحة بشكل عام من المهن التي مارستها المرأة إثر انخراطها في العمل العام. فقد حظي التدريس بالحصة الأكبر حتى أصبح بدولتنا قيادات تعليمية يشار إليها بالبنان وهن كثر (بحكم أن التدريس للإناث يحمي المرأة من الاختلاط بالرجال)، كما حظيت مهنة الطب بحصة لا بأس بها ولكن بصورة أقل نظراً لطبيعة تلك المهنة الإنسانية، وما إن تدرجت المرأة في التعليم حتى بدأت تدخل مجالات غير تقليدية في سوق العمل، خارج نطاق التدريس والطب، فقد دخلت خلال العقود الأربعة الأخيرة مجالات العمل كافة، بما فيها العسكرية، وقيادة الطائرات الحربية، والقضاء، وبدأت من بعدها التطلع نحو العمل السياسي.
مؤسسة قطر ودورها في تمكين المرأة القطرية

اقتحمت المرأة القطرية معظم مجالات العمل المتاحة أمامها، وتدرجت من وجودها في مجالي التدريس والطب، إلى الوجود في مختلف المجالات. فبالإضافة إلى المهن التقليدية عملت في مجال المال والاستثمار، واصبح لدينا العديد من نساء الأعمال وتكاد تنعدم نسبة الأمية بين النساء في الدولة في السنتين الأخيرتين. وكان لاطلاق مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الدور الكبير في الرقي بتهيئة المرأة لأخذ مكانتها في المجتمع وهي منظمة غير ربحية، تتمحور مهام المراكز التابعة لها وبرامجها ومبادراتها حول التعليم والبحوث والابتكار وتنمية المجتمع الذي يعتبر المرأة هي عماده وتتكامل مساعي المؤسسة الفريدة من نوعها في الخليج والعالم العربي من أجل تطوير المجتمعات في قطر والعالم، من خلال منظومتها العلمية، وساهمت في تمكين أفراد المجتمع وخاصة المرأة من رسم حاضرهم ومستقبلهم وتبوؤ أعلى المناصب القيادية من خلال تأهليهن في برامجها وجامعاتها العالمية المرموقة، وكان لاهتمام صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بهذه المؤسسة شجع الكثيرات منا في الانخراط في برامج تعليمية حديثة تتواكب مع عالمنا المعاصر ، وشجع أيضا أولياء الأمور في الدفع ببناتهن في اكتساب هذه العلوم الحديثة مما ساهم في الانفتاح الاجتماعي في قطر والتخلص من بعض العادات التي كانت تحصر المرأة في مجالات محددة.

المرأة القطرية ودورها السياسي

جاء التمكين السياسي للمرأة القطرية كنتيجة من نتائج عمل المرأة وتعليمها، وقد حظي العمل البرلماني باهتمام المرأة القطرية بشكل خاص والمرأة الخليجية بشكل عام، باعتباره موصلاً مهماً لصوتها وقضاياها لصناع القرار، وكان لقيادتنا الواعية الدور الهام لهذا التمكين عندما أصدرت القوانين في منتصف التسعينات من القرن الماضي لإتاحة الفرصة للمرأة في المشاركة في اول انتخابات للمجلس البلدي انتخابا وترشيحاً مما جعلها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات تجاه اختيار مرشحهن في مناطق الدوائر الانتخابية المختلفة، وأثبتت المرأة القطرية في هذه التجربة نجاحها الى مدى بعيد بعد ان أصبحت تنافس الرجل بل تعدت اعداد الرجال في نسبة عدد التصويت في كثير من الدوائر الانتخابية مما يتضح لنا جليا بانهن في وعي كامل بدورهن في هذه التجربة السباقة لقيادتنا الحكيمة، بل نجحت كعضو منتخبة في دائرتين انتخابيتين ونافست الرجل في هاتين الدائرتين، مما حدا بمعظم دول الخليج الاهتمام بتميكن المرأة سياسياً، وإشراكها في صنع القرار العام.

حقوق المرأة القطرية الدستورية

تعتبر دولتنا الحبيبة من الدول ذات المستوى العالي في العمل على صون حقوق المرأة وحماية حقوقها من أي عبث، حيث تنال المرأة وفقا لدستور دولة قطر ووفقا للشريعة الإسلامية بحقوق غير مسبوقة قائمة على عدم التمييز العنصري بين الرجل والمرأة، حتى إنه لم يميز بين المواطنين سواء كان ذكرا أو انثى وتتجنب الجهات ذات الصلة بالدولة جميع أشكال التمييز التي تقع على أساس الجنس أو اللون أو الدين أو اللّغة أوالأصل ومن ثم ضمن حق المرأة في تعلمها ما تريد والعمل والحصول على وظيفة والورثة والمهر ولم يحرمها من مشاركتها الفعالة في الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية وسمح لها بأن تتولى مناصب قيادية فهي رائدة بأن تكون قائدة، اي عزز من تواجدها في مختلف المجالات وشتى الأمور.

كسرة أخيرة

نفخر بأننا أول دولة خليجية تقوم بجعل المرأة تدخل في عالم القضاء ثم تجعل منها قاضية، ويوجد لدينا أيضا من أكبر الطبيبات في قطر، وجعل للمرأة بأن تكون وزيرة أو وكيلة وزارة وأن تكون رئيسة محاكم ودوائر قضائية، وتعتبر بلادنا كذلك من الدول الأولى التي أعطت المجال الى المرأة بأن تقود سيارة، وهذا إن كان يدل على شيء فهو يدل على مكانة المرأة الكبيرة والعظيمة في قطر ويدل على وعي قيادتنا الحكيمة، حفظ الله بلادنا وأميرنا وقياداتنا النسائية.. ومزيد من التقدم والازدهار.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 09:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1395.htm