رائدات -  أنطلقت أعمال الندوة النوعية " الأولويات والتحديات لنساء المهجر " مساء أمس الثلاثاء بتنظيم من مبادرة بصمة نساء للسلام وبالتعاون مع

الأربعاء, 11-نوفمبر-2020
رائدات / خاص : بشرى العامري: -

أنطلقت أعمال الندوة النوعية " الأولويات والتحديات لنساء المهجر " مساء أمس الثلاثاء بتنظيم من مبادرة بصمة نساء للسلام وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحد للمراة
وفي مستهل الندوة أكدت روان عبابنه كبيرة خبراء الجندر في هيئة الأمم المتحدة للمراة أن العمل الدؤوب والحضور والمتابعة مع المجموعات النسائية هو ماينجح العمل للوصول للسلام الدائم، مشيرة إلى أن السلام ليس سهلا في الحرب.
وتطرقت إلى التحديات التي تواجهها النساء بعيدا عن الوطن والأهل ليس بالأمر الهين إطلاقا وقالت عبابنه علينا التفكير جديا في كيفية الرجوع إلى اليمن بعد إحلال السلام الذي يجب أن تشارك فيه جميع النساء"، منوهة إلى إهتمام الأمم المتحدة للمراة ببناء القطاع النسائي والعمل معهن كقطاع يؤمن بالسلام للمساهمة في إيجاد سلام دائم.
وتحدثت رئيسة مبادرة بصمة نساء للسلام بيجم العزاني عضوة التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام عن إضطرار كثير من النساء من ذوي الكفاءات والخبرات لمغادرة البلاد جراء الحرب والأوضاع السيئة ليصبحن اليوم مابين مهاجرات ومغتربات ولاجئات, مشيرة إلى أن مبادرة بصمة لنساء السلام تستهدف بشكل كبير شريحة النساء في مختلف دول المهجر بشكل رئيسي والتي تأتي ضمن باكورة عمل سنوات لمجموعة المغتربات أثناء عملها كمديرة عام المرأة ومسؤولة قطاع المرأة في وزارة المغتربين.
وهي مبادرة نسائية غير ربحية، مستقلة غير حكومية تضم في عضويتها نساء مبادرات وناشطات حقوقيا وسياسياً واجتماعياً في الداخل ودول المهجر.
وأعلنت العزاني عن إنطلاق الجالية اليمنية النسائية كمكون يعني بكل مايخص نساء المهجر.
بدورها تحدثت المستشارة خديجة عليوه عضو مؤسس في المبادرة عن أهدافها والتي تلخصت حول العمل من اجل نشر ثقافة السلام ونبذ خطاب الكراهية وتسليط الضوء على قضايا المرأة ومعاناتها التي ازدادت سوءا مع امتداد الحرب من خلال المناصرة و الدعم وإيصال صوتها بتبادل التجارب والخبرات مع نظيراتها في الدول المختلفة وخلق شراكات قوية لتمكينها ومساندتها لمشاركتها في مختلف المجالات ووصولها لمواقع صنع القرار, وحماية حقها في المشاركة الفاعلة في بناء السلام المستدام.
وأشارت الصحفية والناشطة الحقوقية بشرى العامري عضو مؤسس في المبادرة إلى أسباب هجرة المرأة اليمنية في السابق والتي من أهمها السفر مع الزوج أو الأب أو أن تولد في المهجر لآم يمنية أو لأم أجنبية، والسبب الأكثر ندرة هو أن تسافر المرأة اليمنية بحثا عن العمل والدراسة، متطرقة الى سبب إضافي جديد هو خروجها من اليمن كلاجئة ومهاجرة هربا من الحرب وهروبا من الوضع المزري داخل البلاد وبحثا عن الأمان وهو ماجعلها تواجه أعباء كبيرة للغاية وضغوطا اقتصادية ومجتمعية ونفسية خصوصا اذا ما كانت هي المعيل او كانت وحيدة دون عائل.

*معاناة المهاجرة لأمريكا دون عائل مضاعفة*

فيما قسمت الناشطة الحقوقية رابعة الذيباني احدى المهاجرات في أمريكا والمشاركة في تأسيس التحالف اليمني الأمريكي للتغيير لدعم الحركة الشعبية في الشرق الأوسط، المهاجرات حسب قدومهن الى أمريكا على ثلاث دفعات الأولى متواجدة منذ أمد بعيد جدا، والثانية قدمت في فترة التسعينات مع الأحداث التي جرت في الجزيرة العربية حينها ودفعة ثالثة قدمت مؤخرا مع الحرب والأوضاع الراهنة في اليمن.
وتطرقت إلى معاناة المرأة اليمنية وهي معاناة مركبة جراء الاندماج في المجتمع الأمريكي وحاجز اللغة والتعليم النوعي وصعوبة إيجاد دعم حقيقي ومساعدات في التعليم وغيره، أيضا صعوبة في التعامل مع المجتمع اليمني المتواجد في أمريكا وماتلاقيه من تنمر وإقصاء وتهميش وفرض قيود مجتمعية ونظرة دونية وقاصرة للنساء المهاجرات.
وتناولت الذيباني معاناة النساء اللواتي قدمن مؤخرا دون معيل أو أسرهن حيث يعشن في ظروف بالغة الصعوبة ويواجهن مشقة كبيرة في توفير السكن والبحث عن عمل وتوفير لقمة العيش، بالإضافة إلى صعوبة اللغة وعدم الاندماج في المجتمع والتهميش.
وتطرقت الى أهمية المشاركة السياسية والانتخابات بأمريكا والذي يساعد في الحصول على التأمين الصحي وتعليم الأطفال والرفاهية الإقتصادية، مشيرة إلى أن المجتمع اليمني وخصوصا النساء يعزفن عن المشاركة السياسية وبالتالي يحرمن من ميزات كثيرة.

*مشاكل نفسية واقتصادية*

وتحدثت الإعلامية ماجدة طالب المتواجدة حالية بمصر عن الوضع الاجتماعي والنفسي للنساء المهاجرات واللاجئات في مصر خلال الأحداث التي جرت مؤخرا في اليمن، خصوصا من أرادت كسر حواجز القوى التقليدية في اليمن والتي تمنع المرأة من تطوير ذاتها والتعليم النوعي.
وأشارت إلى سهولة الاندماج في المجتمع المصري عن بقية المجتمعات الأخرى لتقارب الأفكار والرؤى والبيئة بين المجتمعين وعدم وجود حاجز اللغة.
وتطرقت طالب إلى وجود أعداد كبيرة من النساء اللاجئات والمهاجرات المسجلات في المفوضية بالقاهرة بينهن مطلقات وأرامل وناجيات من العنف الأسري والحرب يعشن أوضاع بالغة الصعوبة، خصوصا من لاينتمين إلى أي حزب أو مكون سياسي ولايحصلن على أي أولوية دعم صحي وتعليمي من أي منظمات إنسانية.
كما تناولت صعوبة التعليم للأطفال في المدارس بالرغم من تواجد عدد من المدارس اليمنية والتي تتطلب مبالغ شهرية لاتستطيع تحملها الأم اللاجئة وصعوبة إيجاد أعمال مناسبة والتي تعاني نفسيا كثيرا جراء هذه الأوضاع الصعبة والمعقدة.

*قوانين عمل صعبة*

وتحدثت الدكتورة مروى أمان وهي ناشطة حقوقية بماليزيا عن صعوبة الوضع الاقتصادي وقلة الوظائف والأعمال اللاجئين وعراقيل قوانين العمل الماليزية وقلة الخدمات الصحية المجانية، وعدم توفير التعليم المجاني والمتوفر متدني جدا، وارتفاع رسوم الدراسات الجامعية.

*مطالبات بكوتا نسائية في تكوين الجاليات*
وتحدثت الدكتورة إبتسام الفرح وهي باحثة أكاديمية وحقوقية تعيش في بريطانيا عن غياب العمل الجماعي للنساء في بريطانيا، وندرة تواجدها ضمن إطار الجمعيات حيث تمثل أقل من 1% فقط.
وأشارت إلى تواجد سيدة واحدة فقط في الجالية اليمنية الرسمية وسيدتان فقط ضمن مجلس تنسيق الجاليات الذي يضم 25 جالية ومنظمة، مطالبة بتطبيق نظام الكوتا في تشكيل الجاليات وايجاد قطاع للمرأة ، كون عقلية الرجل اليمني النزاعة للسيطرة وتهميش المرأة هي نفسها سواء كان متواجدا في الداخل أو الخارج، وحتى في ترحيل القضايا السياسية والخلافات إلى بلد المهجر بالإضافة إلى التقسيمات المناطقية والطبقية والجهوية والسياسية وغيرها.
ونوهت الفرح إلى وجود إذاعة محلية للجاليات متميزة فيها برنامج إذاعي تعده وتقدمه الإعلامية اليمنية مريم صابونة بمبادرة شخصية منها وتستضيف من خلاله الكثير من النساء المهاجرات وتسلط الضوء عليهن، مؤكدة بان كل نشاطات المرأة في بريطانيا نابعة منها شخصيا لعمل شيء مميز واحداث تغيير.

*نجاحات متميزة رغم الصعوبات*

وأثريت الندوة بعدد من النقاشات التي أكدت في مجملها على إثبات المرأة اليمنية في المهجر جدارتها ونجاحها في جميع المجالات رغم المشاكل والصعاب والتحديات التي تواجه النساء.
ووصلت الكثير من نساء المهجر إلى العمل في أكبر مراكز البحوث الدولية وخاصة في أوروبا والغرب متمسكات بحرص على تقليدهن وقيمهن الأخلاقية وهذا النجاح منحها الشهرة للوصول إلى القمة.
وأشارت العديد من المتداخلات إلى ماتعانيه النساء في الغربة وضرورة العمل من أجل مساندتهن ودعمهن ليقفن على أقدامهن والتخلص من حاجز الخوف والتبعية والعمل على بناء القطاع النسائي بالكامل لإحلال السلام المستدام.

*مطالبات وتوصيات*
ودعت المشاركات الحكومة أن تقف بمسؤولية أمام ماتعانية المرأة في المهجر وإيجاد منظمات متخصصة تقف إلى جانب المرأة في المهجر وتكون داعمة لها ولقضاياها.
ودعت المشاركات إلى إيجاد إتفاق نسوي جمعي على مواجهة تلك المعوقات والتحديات لوضع حلول جذرية للنساء في المهجر، ومناصرة النساء لبعضهن لمواجهة كل القضايا وبصوت قوي، ودعين النساء إلى إستغلال الفرص المتوفرة لصالحهن، وتحفيز بعضهن وأن يكونوا سند لبعضهن وإشراكهن في كل الفرص المتاحة، وعمل النساء على الضغط بمشاركة المرأة وتمكينها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وصحيا وتأهيلها وتنمية قدراتها.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 09:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1339.htm