رائدات - التثقافة الجنسية انجاز جديد للكاتبة القطرية الدكتورة هلا السعيد

الخميس, 10-أكتوبر-2019
رائدات / خاص -
اصدرت الكاتبة القطرية الدكتورة هلا السعيد مؤلفها الجديد (الثقافة الجنسية للأشخاص ذوي
الإعاقة دليل اولياء الامور والمتخصصين)يحتوي الكتاب والذي طبع في دار وائل للطباعة والنشر على ثمانية فصول موزعة على 537 صفحة .

ويعتبر هذا الكتاب ضمن مجموعه من اصدارات الدكتورة هلا السعيد بالتربية الخاصة وهو يعتبر اضافة جديدة ومتميزة للمكتبه العربية لما يحتويه من معلومات جديدة وهامة حول اهمية واسلوب تقديم الثقافة الجنسية السليمة لأطفالنا وابنائنا وبناتنا من ذوي الاعاقة في مراحل النمو المختلفة وصولا الى مرحلة المراهقة , مع تقديم المادة العلمية ببعدها الديني والاخلاقي والاجتماعي, مع عرض المعلومات في اسلوب سلس وشيق ومبسط مراعية فيها الكاتبة امور الشرع والدين .
وحيث ان المكتبة العربية تفتقد لمثل هذا الكتاب بمعلوماته الهامه , واذا بحثنا سنجد كتبا اجنبية تختلف بتقديم المادة العلمية حيث انها تتماشى مع معتقدات وافكار ودين وعادات وتقاليد الغرب.
ومن المعروف عن مجتمعاتنا العربية انها تعاني بشكل كبير من نقص الاهتمام والمعرفة بموضوع التربية الجنسية للأطفال , لذا نرى تصرفات غاية في الخطورة من قبل الأمهات والآباء عند التعامل مع أطفالهم , لذلك الكاتبة تسلط الضوء على قضية حيوية ومقدسة الا وهي قضية الجنس , لما لها من ابعاد في الحياة اليومية الخاصة , وفي حياتنا الاسرية , وحياتنا العامة , وهي قضية تحتاج الى هذا الكتاب بمعلوماته المبسطة بدون احراج , لان الانحراف في هذه الامور كثيرا ما يكون غاليا جدا في حياة اطفالنا وشبابنا وأسرنا.
وكان لا بد من هذا الكتاب لتوعية الوالدين الخروج من القوقعة التي وضعوا انفسهم فيها ويجب عليهم إعادة التفكير بمفهومين ( العيب ) و ( الثقافة ) , حيث توضح الكاتبة ان التربية الجنسية للطفل لا تقل أهمية عن أي جانب من جوانب التربية الأخرى وإن قصرنا فيها فعلينا وزرها.
وتوضح الكاتبة الفترة المناسبة لبداية التربية الجنسية لأطفالنا وتحددها , وحيث اجمع العديد من علماء النفس أنها لا تبدأ عند البلوغ فالطفل ومنذ ولادته يحمل معه بروز لدوافع الجنسية والتأثير الجنسي ليس محصورا في مرحله معينه بل يرافقه طيلة الحياة , لذلك يتوجب التربية الجنسية ان تكون بعمر مبكر بطريقة تناسب المرحلة العمرية. ومع المراحل العمرية يكون حديث الام مع طفلها بشكل مستمر ومتناسب مع المرحلة العمرية وقدراته العقلية عن مفهومين (الصح والخطأ) .
وللأسف إن هذا الجزء من التربية الجنسية للطفل مهمل جداً في مجتمعاتنا العربية, وان الخوض في المواضيع الجنسية من أصعب الأمور التي تواجهنا كون أن بعض المجتمعات تنظر إلى مسالة الجنس عند الأطفال نظرة سلبية وحتى أن كثيرا من المجتمعات لا تنظر إلى وجود حياة جنسيه بل تنظر إلى مظاهر الجنس كسلوك .
وتشير الكاتبة الي وجود فرق بين ما هو جنسي وما هو تناسلي , فالجنس ( غريزي ) بناء جسدي عاطفي يطال كل النفس وسائر الجسد , بينما التناسلي ( وظيفي ) يهدف من خلال هذا البناء الحياة الجنسية التي تهدف للذة , والبناء التناسلي وسيلة لهذه الشهوات .

لماذا اختارت الكاتبه هذا العنوان:
احترت باختيار عنوان لكتابي يعطي قيمه لكل كلمه ومعلومه دونت فيه حيث لي العديد من الكتب في موضوع مختلفه بالاعاقه واصبحت ابحث عن مواضيع هامه يخجل المجتمع الخوض بها لكنها هامه وحقيقه اجد ان أصعب شيء في الكتاب العنوان، لذلك أنا دائما أترك عنوان الكتاب إلى آخر لحظة، فعنوان الكتاب يجب أن يكون له دلالة على محتوى الكتاب كله ويكون أيضا جاذب ومشجع للقراءة
النمو الحنسي لذوي الاعاقه::
لا تختلف مظاهر النمو الجنسي عند الأشخاص ذوي الاعاقة عن الاشخاص العاديين ربما تكون بنفس الوقت وربما تكون ابطئ وربما تكون اسرع وبذلك تكون طرق التربية والتوجيه يجب إن تكون أدق وبشكل مستمر ومتكرر وان يكون برنامج ضمن البرامج التي يتدرب عليها الطفل بالمنزل والمدرسة او المركز بحيث تكون عن طريق التوجيه المستمر
وتأكد الكاتبة بان برامج التربية الجنسية تتساوى في الأهمية مع البرامج المختلفة التي تعطى للطفل من ذوي الاعاقة مع البرامج التربية الأخلاقية ، والبرامج التربية الانفعالية ، وبرامج التربية الصحيحة وبرامج التعلميه للمهارات المهتلفه التي توضع بالخطط التدريبيه والتعليميه والتأهيليه ... وهذه البرامج التربوية التعليمية الشاملة التي تمثل معاً وحدة عضوية متماسكة والتي نقدمها لأبنائنا في المنازل ومدارس.

كتاب التربية الجنسية عند الاشخاص ذوي الاعاقة:
وهنا تلخص الكاتبه كتابها :
اولا: هو برنامج يركز على ( التربية - التقييم - التقويم – التوجيه - الارشاد ) لسلوكيات ابنائنا الجنسية دون افراط او تفريط.
ثانيا: هو برنامج يجيب عن تساؤلات في غاية الاهمية لاطفالنا ولاولياء انورهم وللمتخصصين وكل من يتعامل مع ذوي الاعاقه حيث يطرح اطفالنا بعض التسائلات حول نوع جنسهم , وكيفية وجودهم بالحياة , وايضا يجيب على تساؤلات عديدة حساسة تجول في خاطر كل من والدي الطفل من ذوي الاعاقة والمتخصصين وكل من يتعامل معهم ويبحثون عن اجابة صحيحة ومفيدة.

الهدف من كتاب التربية الجنسية:
1- يقدم معلومات التربية الجنسية للأسرة والمتخصصين ولكل من يتعامل مع الطفل من ذوي الاعاقة
فالتربية الجنسية تعتبر غاية كل من الابوين الذين يطمحون إلى أن يسلك أولادهما وبناتهما الطريق الصائب والتوجيه القويم , حتى يلقن هؤلاء الأبناء بدورهم لأولادهم هذه التربية الفاضلة والسليمة في المستقبل ، فتنشأ أجيال بارة وواعية بما لها وما عليها، تعرف الخطأ فتبتعد عنه، وتدرك الصواب والحسن فتسعى إليه.
2- تقديم الطريقة الصحية بالتربية الجنسية عبر المراحل العمرية لأطفالنا بما يتناسب قدراتهم الاستيعابية من اجل منع تعرضهم للاستغلال الجنسي مما يؤدي إلى مشاكل نفسيه .
3- الاشارة الى مساوئ استخدام اسلوب العقاب عند ظهور أي سلوك جنسي لدى الاطفال , حيث يصر البعض على استخدام العقاب إزاء إي مظهر جنسي أو أساليب التهديد والتهويل والذي قد تؤدي إلى مشاكل نفسيه متعددة, إن الأمور الصحية البحتة وطرق الوقاية تعتبر جزا يسرا من مجمل التربية الجنسية للأطفال ذوي الاعاقة .
4- تقديم طرق علاجية للأسر والمتخصصين في حالة ظهور أي اضطرابات جنسية على اطفالهم من ذوي الاعاقة في المراحل العمرية المختلفة.
5- لتصحيح بعض من الصور الذهنية الخاطئة وبعض المعتقدات الغير صحيحة حيث يعتقد بعض الآباء:
* أن لا يوجد حياه جنسيه لذوي الإعاقة
* وان النمو الجنسي لذوي الاعاقة يختلف عن الأشخاص العاديين حيث ان الدوافع والرغبات الجنسية تختلف .
* وان التربية الجنسية لذوي الاعاقة مغلفة بثقافة ( العيب والكتمان) رغم الحاجة الماسة للتطرق لها ومحاولة فهمها وعلاجها.
* وتصحيح الخطأ الذي يتداول بين الاسر الثقافة الجنسية لأطفالنا ممكن توعيتهم لأمور لا تناسب اعمارهم.
6- اظهار بعض الاخطاء التي يقع بها الآباء والأمهات في التربية الجنسية لأبنائهم:
التكتم باستخدام كلمة عيب وحرام على مسمع اطفالهم عند السؤال عن الجنس بسبب:
* لعدم معرفتهم في كيفية توصيل المعلومة لهم.
* أو يمنعهم حياؤهم في فتح مثل هذه المواضيع أمام أبنائهم.
* أو لأنهم ليس لديهم المعلومة الصحيحة لتوصيلها لهم ويتركونهم لتلقي المعلومات من الخارج أو من الأجهزة الذكية وقد تأتيهم المعلومة بطريقة خاطئة أو قد تكون المعلومة نفسها خاطئة.
7- عرض لبعض المشاكل التي يعانون منها المراهقون من ذوي الاعاقة (الانثى – الذكر) من قضايا بلوغهم , وفترة المراهقة .
8- عرض قضية زواج ذوي الاعاقة ببعديها الديني والانساني .
فكرة الكتاب
جاءت فكرة الكتاب لأسباب متعددة ومنها:
اولا: بسبب ندرة الكتب والمؤلفات التي تهتم بمواضيع ( الجنس , الثقافة الجنسية , التربية الجنسية)
ثانيا: ما أثر بالكاتبة من خلال عملها كطبيبة نفسية ومعالج نفسي واستشارية توحد وتعليم خاص وصاحبة مركز لذوي الاعاقة من سماع قصص وتجارب عن الإساءة الجنسية لتلك الشريحة في المجتمع من ذوي الاعاقة , ومن اقرب الناس لهم ممن وثقوا بهم اسرهم وهم لا حول ولا قوة الا بالله لا يستطيعون ان يدافعون عن نفسهم او ان يطلبوا المساعدة او ان يعبرون بإبلاغ اسرهم
ثالثا: لتسليط الضوء على اهمية الاسرة والتربية الجيدة لأبنائها من ذوي الاعاقة لكي تسهل عليهم التعرف على ما هو صح وما هو خطاء , ولن يتحقق دون اهتمام الاسرة بتربية الأبناء تربية حسنة وسليمة تشمل جميع الامور بما فيهم التربية الجنسية يجب تلقينها للأبنائنا وهم صغار وأيضا وهم شباب مراهقون، مع الالتزام بشروط وآداب وضوابط التربية الجنسية ، وآلياتها التي تتطلب من الوالدين الكثير من الحكمة والتروي , باعتبار الجنس موضوعا ذا تشعبات وتفرعات قد لا تحمد عقباها إن لم يحسن الأب أو الأم إبلاغ أبجدياته وآدابه لأبنائهما.
رابعا : توضيح امر هام وهو توجد فروق فردية بين الاشخاص ذوي الاعاقة والاشخاص العادين , ولكن في النمو الطبيعي والمشاعر والغرائز لا يختلف الأشخاص ذوي الاعاقة عن الطبيعيون , فهم لديهم اعاقة بأحد الحواس ولكن ليس لديهم اعاقة بالغريزة .
خامسا : بسبب جهل بعض الاسر والمربين في مجتمعاتنا العربية لأهمية التربية الجنسية السليمة وتكرار كلمتي ( العيب والحرام ) لتداول هذا المواضيع بأكثر تفصيل.
سادسا : لعرض أهم وأنجح وأكفأ الطرق والأساليب والوسائل والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على إعداد اطفالنا من ذوي الاعاقة بشكل عام للمستقبل جيد وتمكينهم من التصدي والعيش والمنافسة في هذا العصر بكل ما يحمله لهم من تحديات عديدة وكبيرة التي يفرضها القرن الحادي والعشرون، ودخول العالم للألفية الثالثة وما يميز هذا العصر من تقدم علمي وتكنولوجي سريع ومتلاحق، يحتم إعداد الأطفال للتعامل معه والتفوق فيه على ضوء المنافسة الشديدة التي تميز هذا العصر والحرص الشديد على ألا يتخلف أطفالنا عن اللحاق به.
سابعا : الاشارة لأهمية المراقبة المباشرة والغير مباشرة لأبنائنا .
ثامنا : الاشارة الى اخطار الأجهزة الإلكترونية والاجهزة الذكية وخاصة المتصلة بالإنترنت مع الرقابة المشددة ومتابعة ما يفعله طفلهم من ذوي الاعاقة في كل لحظه.
تاسعا: الاشارة الى دور الاعلام في تسليط الضوء على موضوع التربية الجنسية مع الاشارة الى ما ممكن ان يتعرض له ذوي الاعاقة من استغلال جنسي من قبل ضعاف النفوس الذئاب البشرية , مع الاشارة الى بعض القصص التي لربما تكون انذار لكل اسرة بالانتباه لأطفالهم من اقرب الناس لهم .
عاشرا: الاشارة الى توعية ( للاسرة – المجتمع ) من خلال المحاضرات التثقيفية وورش العمل التي توضح لهم امور هامة بالمحافظة على ابنائهم من ذوي الاعاقة , وكيفية اكتشاف ان طفلهم قد يكون تعرض للتحرش او الاغتصاب من شخص اخر, بتوصل بعض المعلومات الضرورية عن جسم الإنسان والأعضاء الجنسية ووظائفها بالنسبة لكل من البنت والولد ومن ثم الرجل والمرأة بطريقة مبسطة تراعي فيها نوع الاعاقة والمرحلة العمرية لذوي الاعاقة والفروق الفرية .
احدى عشر: الاشارة لموضوع الزواج الاشخاص ذوي الاعاقة بين مؤيدين ومعارضين وراي الشرع والدين.
فصول الكتاب :
قدمت الكاتبة الدكتورة هلا السعيد كتاب بعنوان (الثقافة الجنسية لذوي الاعاقة دليل اولياء الامور والمتخصصين) بفصوله الثمانية .
مقسمة من الفصل الاول للفصل السابع يتكلم عن الثقافة الجنسية للأشخاص ذوي الاعاقة , وتشمل الفصول (الفصل الاول ابنائنا امانه من خالقنا - الفصل الثاني النمو النفسي والجنسي لدى ابنائنا- الفصل الثالث التربية الجنسية من منظور الاسلام والدين - الفصل الرابع التربية الجنسية والأشخاص ذوي الاعاقة - الباب الاول معلومات عن الاعاقة - الباب الثاني اهمية التربية الجنسية لذوي الاعاقة - الباب الثالث الدراسات السابقة – الفصل الخامس الباب الاول المشكلات الجنسية التي يعاني منها الاشخاص ذوي الاعاقة - الباب الثاني طرق علاج الاضطرابات الجنسية لذوي الاعاقة - الباب الثالث مشكلة الاستمناء لدى الاشخاص ذوي الاعاقة وطرق التعامل مع هذا السلوك - الفصل السادس الباب الاول الاسرة والضغوط النفسية بسبب الحياة الجنسية لطفلهم من ذوي الاعاقة - الباب الثاني برنامج التربية الجنسية لذوي الاعاقة- الفصل السابع الباب الاول العنف ضد الاشخاص ذوي الاعاقة - الباب الثاني الإساءة الجنسية والتحرش الجنسي -الباب الثالث التوصيات الجنسي للأطفال بصفة عامة ولذوي الاعاقة بصفه خاصة
ونلاحظ ان الكاتبة جمعت كم كبير من المعلومات القيمة التي تعتبر دليلاً إرشاديا للوالدين في كيفية التربية الجنسية لأبنائهم بشكل مبسط ، حتى لا يحيط بهذا الموضوع هالة من الغموض في عيون أطفالهم تجعلهم يلجئون لمصادر معلومات أخرى غير موثوق بها، مما يؤدي إلى تكوين مفاهيم خاطئة لديهم عن الجنس والزواج والعلاقة الحميمية بين الزوجين، مما يؤثر سلبا على حياتهم العامة. وتكون سببا لاضطرابات نفسية تقع على عاتق الوالدين , ونظل في حلقة مفرغه من الغموض والمشكلات.
وتأكد الكاتبة في هذا الكتاب على اهمية أن يأخذ الآباء والأمهات أدوارهم بجدية في التربية الجنسية لأبنائهم، لأن إهمال هذا الدور قد يكون معناه انحرافًا جنسيا بكل صوره وأشكاله، وبخاصة مع ظهور صور عديدة لانتهاك براءة الأطفال العاديين في العصر الذي نعيش فيه وكيف الحال للطفل من ذوي الاعاقة الذي لا يستطيع ان يدافع عن نفسه ضد الانتهاكات الاخلاقية التي يتعرض لها وتكون من اقرب الناس له ممن يفترض انهم يقدمون له الرعاية والحماية . لذلك يجب ان يتم تدريب اطفالنا علي برنامج التربية الجنسية في سن مبكر حيث تعتبر بمثابة الوقاية , بحيث نستبق المشكلة قبل حدوثها.
يناقش الكتاب امور كثيرة في التربية الجنسية للأشخاص ذوي الاعاقة مع عرض لبعض المشاكل الجنسية التي يتعرض لها اطفالنا من ذوي الاعاقة مع وضع الحلول التي تساعد اولياء الامور في المنزل والاماكن العامة وتساعد المتخصصين والمعلمين في المدرسة والمراكز المتخصصة.
ويركز الكتاب على دور الأسرة الكبير والهام في تنشئة اجيال تتمتع بالتوازن النفسي والاستقرار الذي يأثر مستقبلا على حياتهم العامة والخاصة , والاشارة الى ما هو مطلوب دائما لتكوين علاقات أسرية آمنة تتخللها الثقة والمحبة والمصارحة.
اما الفصل الثامن : زواج الاشخاص ذوي الاعاقة, حيث تخوض الكاتبة بموضوع هام وهو زواج الاشخاص ذوي الاعاقة من حيث رأي الشرع والدين والعلماء واطباء النفس واولياء الامور , ويظهر موضوع زواج ذوي الاعاقة بين مؤيدين ومعارضين .
ومن ثم تختتم الكاتبة الكتاب بوضع بعض التوصيات التي تفيد كل من يقبل على الزواج من ذوي الاعاقة
وبذلك ركزت الكاتبة في كتابها على امور هامة وهي:
هناك احتياجات جنسية للأشخاص ذوي الإعاقة كما لديهم أحاسيس وقدرات جنسية كباقي البشر لذلك لابد من الاعتراف بحقهم , إضافة إلى ضرورة حمايتهم ومنع استغلالهم حيث يتعرض الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة للاستغلال الجنسي نظرًا لقلة حيلتهم واستيعابهم وإدراكهم وصعوبة التعبير وسرد الوقائع فيصبحون ضحية سهلة ورخيصة بيد الجاني ، لذلك لابد أن تكون التربية الجنسية عملية مستمرة ولا تقتصر على سن معين بل تبدأ من الطفولة ثم تستمر وصولا لمرحلة المراهقة حتى مرحلة الرشد وقبل الزواج وإثناءه وبعده.
يقدم الكتاب:
اولا: توعية لأولياء الامور والمتخصصين ولكل من يعمل مع الطفل من ذوي الاعاقة لبعض الامور التي لربما تغفل الاسرة عنها , ومنها الاسباب التي تجعل من ذوي الاعاقة السهولة بالوقوع بسبب الضعف والعجز التي تكون حائل لذوي الاعاقة من الهروب أو الدفاع الكامل عن النفس , وقد يكون بسبب اعتياد الطفل ذوي الاعاقة على الرعاية القريبة جدا أي أنه معتاد على أن يحمل ويوضع في الأحضان للعناية به مما يجعله لا يفرق بين العناية والتحرش, وقد يكون بسبب محبة ذوي الاعاقة لشخص ما وارتباطه به فيكون سهلا الاستلام له بدافع المحبة.
ثانيا: التطرق للعديد من القضايا المهمة والجوهرية في مسألة الثقافة الجنسية لأطفالنا، والإجابة على تساؤلات هامة حيرت الكثير من الآباء والأمهات والمتخصصين والعاملين مع ذوي الاعاقة , وهذا الكتاب يجيب على هذا التساؤلات بطريقة سهلة.
ثالثا: موضوع زواج الاشخاص ذوي الاعاقة وهو موضوع مكمل لموضوع الكتاب وذلك من اجل زيادة الوعي لدى المجتمع بحق الاشخاص ذوي الاعاقة بالزواج وتكوين أسرة. واذا كان الناس يتفقون على حق الاشخاص ذوي الاعاقة بالحياة والحب والصداقة والرعاية والعمل والابداع والتعلم ، فانهم يختلفون حول حقهم في الزواج والانجاب وبناء الاسرة , وتحديد الفرق بين الرغبة في إشباع الجنس وبين الرغبة في بناء الأسرة وبما أن الاثنين متصلان ومترابطان إلا انه هناك فارق واضح بين الذي يمارس الجنس لإشباع شهواته والذي يمارسه من اجل عملية تكوين اسرة
توصيات الكتاب:
اولا: ضرورية تثقيف الاسرة بموضوع الثقافة الجنسية وطريقة توصيلها لأبنائهم حسب المراحل العمرية ثانيا : ضرورية أن تكون هناك مناهج وبرامج تدرس في المدارس التعليمية والمراكز المتخصصة تحت عنوان ( للتربية الجنسية) توجهه للطلبة العاديين بصفة عامة ولذوي الاعاقة بصفة خاصة بسبب كونهم فئة ضعيفة ومن السهل استغلالهم . ولابد أن تقدم على هيئة شرح علمي سواء في جلسات فردية أو جماعية لإزالة الخجل ومعرفة ماهي التربية الجنسية بالشكل الكافي والمطلوب معرفته مع مراعاة العمر الزمني والعمر العقلي والفروق الفردية ، كذلك ينبغي أن تقدم من قبل الأخصائي النفسي والاجتماعي في المدرسة لعلمهم واختصاصهم بذلك مع مراعاة امور الشرع والدين.
ثالثا: ضرورية تصحيح الصورة المغلوطة لدى كل من الاسرة والمعلمين الذين يتعاملون مع الاشخاص ذوي الاعاقة : وهي منع الطفل وخاصة الذي يعاني من إعاقة عن معرفة الحياة الجنسية التي قد يواجها فيما بعد، وهذه المعتقدات الخاطئة التي سوف تؤثر على الطفل فيما بعد وتعرضه إلى التجربة والفضول والبحث عن الأمور الجنسية و إلى السلوك المنحرف وتعرضه للاستغلال من قبل الآخرين ، فينبغي على الآباء توعية أبنائهم اتجاه هذا الموضوع وأن يتحدثوا دائماً إليهم كأنهم أصدقاء لهم حتى إن وقعوا بهذا الأمر لا سمح الله يستطيعون التحدث إلى آبائهم بدون خوف وخجل من ذلك .

واخيرا التأكيد على موضوع هام الا وهو قد يكون الشخص من ذوي الاعاقة لكنه إنسان قبل كل شيء, يحس ويشعر ويتألم وله من الحقوق مثل الشخص العادي وأكثر ، ومن الواجب علينا حمايتهم والاهتمام بهم ودرء أي خطر يهدد استقرارهم النفسي وحياتهم وكرامته .
واكرر.........
التربية الجنسية من أهم ما يجب تلقينه للأبناء وهم صغار وأيضا وهم شباب مراهقون، مع الالتزام بشروط وآداب وضوابط التربية الجنسية ، وآلياتها التي تتطلب من الوالدين الكثير من الحكمة والتروي , باعتبار الجنس موضوعا ذا تشعبات وتفرعات قد لا تحمد عقباها إن لم يحسن الأب أو الأم إبلاغ أبجدياته وآدابه لأبنائهما مع مراعات الشرع والدين.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 10:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1295.htm