رائدات - د ريدان الارياني يكتب.. المرأة واهبة الحياة

الخميس, 21-مارس-2019
رائدات/بقلم: د. ريدان الارياني -
الام هي الجنة التي نعيش فيها تسعة أشهرها قبل نزولنا الى الارض، نأكل ونشرب وننام، اكل وشرب أشبه بالأكل والشرب داخل جنة الخلد كما وصفت ،بعد ان تترك مرغماً تلك الجنة التي عشت فيها تسعة اشهر ، تمدك الام بالأكل والطعام سنتين لا تمل ولا تكل ، ثم يكون ذلك الحضن الدافىء والظل الظليل طيلة ايام حياتك.
بعض الأمهات تهبناالحياة حتى بعد موتها، نعم تهبنا ما لا يستطيع احداً اخر وهبنا إياه .
لازلت اذكر تلك الليلة من ليالي شتاء عام ألفين وخمسة لم تكن الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً ،كل شيء روتيني ممل ، بدأت الامور تتدهور بسرعة ،حادث سيارة ، سبعة أشخاص ، أخذنا نقوم بالامور بشكل روتيني سريع ، لفت انتباهي احد المصابات كانت بطنها متورم ، نعم كانت حامل تأملت في حدقت عينها كانت متوسعة، كان هذا يدل على اصابه شديدة في الدماغ ، جاء أطباء الانعاش القلبي الرئوي ، قال احدهم موت دماغي ،كإجراء روتيني تم وضعها على أجهزت التنفس الصناعي ، كان قلبها مازال ينبض ، في العادة مثل هذه الحالات عادةً يتوقف القلب خلال ٤٨ ساعه وتعلن الوفاة.
تم استدعاء طبيبة أمراض النساء والولادة ، هزت رأسها بيأس كان الجنين في الاسبوع الرابع والعشرين ، من النادر ان يعيش مولود ان قمنا بتوليده بعملية قيصرية بهذا العمر.
تم تحويل المريضة او إن صح التعبير المتوفية الى العناية المركزة على اجهزة التنفس الصناعي ، فكان الغير متوقع ،استمر قلب الام بالنبض حتى الاسبوع الثامن والعشرين او أكثر بقليل من الحمل بشكل استثنائي وغير معهود ، وكأن الام تأبى الا ان تطمئن على وليدتها .
قررت طبيبة أمراض النساء والولادة اجراء عملية قيصرية ، وفعلا ابصرت النور تلك المولودة ، أسموها حياة ،كانت الام قد استنفذت كل مقومات الحياة بعد الولادة بعد سويعات ، صمت قلبها الى الأبد بعد ان سمعت بكاء وليدتها.ازيلة اجهزة التنفس وأعلن وفاتها .
انها الام التي تهب لنا الحياة حتى بعد موتها.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 03:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1272.htm