رائدات - ما زالت المرأة في الوطن العربي هي الأكثر تأثرا بالعادات والتقاليد التي ظلمتها كثيرا وقيّدت حريتها في التعبير عن الذات وقدرتها على العمل والتمكين

الأحد, 10-مارس-2019
رائدات/ متابعات -

ما زالت المرأة في الوطن العربي هي الأكثر تأثرا بالعادات والتقاليد التي ظلمتها كثيرا وقيّدت حريتها في التعبير عن الذات وقدرتها على العمل والتمكين في كافة مناحي الحياة.
صرخات الاضطهاد والمعاناة تحولت إلى مطالبات مشروعة بتحقيق العدالة والتوعية بحقوق المرأة وليست المساواة المطلقة بالرجل، في ظل المكانة الكبيرة التي وصلت إليها المرأة ودورها اللامحدود في تنمية المجتمعات.

وتعتبر رئيسة ملتقى قلم المرأة القطرية الأستاذة الدكتورة عائشة يوسف المناعي، أن المرأة في العالم العربي تواجه الكثير من التحديات المتعلقة بالعادات والتقاليد المتأصلة في المجتمع والتي لا يمكن تجاوزها ببساطة، خاصة وأن الأجيال المتعاقبة ترعرعت عليها.

وقالت المناعي للجزيرة نت إن نهضة وتنمية أي مجتمع لن تتحقق إلا بوجود المرأة بجانب الرجل، حيث بات تمكين المرأة ضرورة ملحة من خلال المساواة مع الرجل، ولكن المساواة العادلة وليست المطلقة.

وأضافت أنه من الصعب المساواة بين المرأة والرجل في كل الأمور، فهناك بعض الأمور تخص الرجل وأخرى تخص المرأة، إذ إن هناك بعض من يرفض أن تدرس بناته الهندسة المعمارية، وبعض التخصصات العلمية مناسبة أكثر للرجال، وهو الأمر الذي يحتاج إلى توعية من كافة مؤسسات الدولة.
النهضة والتنمية
وترى المناعي أن تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع عضوا مؤثرا في الحياة وعنصرا فاعلا في مسيرة النهضة والتنمية، هو الهدف الرئيسي للمؤتمر السنوي الأول لملتقى قلم المرأة القطرية.
واحتضنت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" المؤتمر السنوي الأول لملتقى قلم المرأة القطرية تحت شعار "رحلة عمل المرأة العربية.. التحديات والتمكين"، بمشاركة نخبة من الباحثين والباحثات والخبراء في قطر والدول العربية.

وتشدد المناعي على أن وضع المرأة في الوقت الحالي أفضل كثيرا مما سبق، إلا أن أكبر التحديات التي تواجه تمكينها هو تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة بصورة خاطئة ضد عمل المرأة، خاصة وأن الإسلام قد أتاح العمل للمرأة، فخرجت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ساحة المعركة مع الرجال، وعملت في تمريض المحاربين وتعليم وتدريس المسلمين أمور الدين.

من جانبها، تعتبر محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام أن ظروف الاحتلال والقمع والإرهاب، والظروف الصعبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، زرعت في المرأة الفلسطينية التحدي والإصرار في تمكين ذاتها والعمل على التقدم وتنمية مجتمعها.
وشددت غنام للجزيرة نت على ضرورة الفهم الجيد للفارق بين الإسلام وبين العادات والتقاليد، فالإسلام كرّم المرأة ولم يحدّ من تمكينها في أي شيء، بل هو من أكثر الأديان انصافا لها، لكن العادات والتقاليد هي التي ظلمت المرأة باسم الدين.

وأكدت غنام -ضيفة الشرف في المؤتمر السنوي الأول لملتقى قلم المرأة القطرية- على أهمية التمييز بين العيب والحرام في ثقافة المجتمع، حيث إن البعض يحاول قمع المرأة عن طريق استخدام الدين من باب إقناع الآخرين بأن عمل المرأة وتمكينها مخالفٌ للدين
طبيعة المرأة
وناقش المؤتمر مدى تأثير السياسات الداخلية والخارجية والتشريعات والقوانين في العالم العربي في طبيعة عمل النساء، فضلا عن تأثير الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية في قضية عمل المرأة وما تواجهه من تسلط أفكار معينة على مجتمعها، وخاصة في ظل التقدم الواسع للتكنولوجيا ومظاهرها.

من جهتها، تعتبر المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة الدولي للأسرة الدكتورة شريفة العمادي، أن التوعية بدور المرأة وأهمية تمكينها في المجتمع أهم كثيرا من تشريع القوانين، خاصة وأن هناك نسبة ليست بالقليلة من السيدات اللاتي تساهمن في عدم تمكين المرأة، مثلما حدث في انتخابات المجلس البلدي في قطر.

وقالت العمادي للجزيرة نت إن تثقيف المجتمع بأهمية المرأة باتت ضرورة ملحة، لذا يجب على كل مؤسسات المجتمع أن تقوم بهذا الدور بصورة إيجابية، وتعمل على إزالة كل الصعوبات التي تمنع من تمكين المرأة.

وأكدت العمادي أن العبرة ليست بتشريع القوانين التي تساهم في تمكين المرأة، ولكن الأساس هو الممارسة الصحيحة لتطبيق هذه القوانين، معتبرة أن العادات والتقاليد تلعب دورا كبيرا في عدم تمكين المرأة، رغم أن المرأة القطرية منذ القدم تعيل أسرتها في ظل غياب زوجها للصيد فترات طويلة.

وخرج المؤتمر السنوي الأول لملتقى قلم المرأة القطرية بتوصيات من أبرزها: إنشاء مركز رصد يوفر كل الدراسات الخاصة بنجاحات المرأة العربية، ودعم المشاريع الصغيرة لربات المنازل ومساعدتهن على تسويق المنتجات، ومراجعة التشريعات التي تحدّ من تمكين المرأة، وتمكين المرأة بأحدث وسائل التكنولوجيا، ووضع سياسات لتمكين المرأة تواكب التطورات المستقبلية.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 02:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1260.htm