رائدات / الدوحة -
قالت الكاتبة والشاعرة سميرة عبيد .. أن هناك مجموعة من الأشياء التي ينبغي الانتباه إليها في الوسط الثقافي وذلك من أجل العمل على تلافيها وعلى رأسها الانجرار وراء السياسة، والسقوط في هوة الثقافة الهابطة، التي أقصد بها التعصب لولاءات ضيقة، لا تخدم الثقافة ولا الوطن»، مشيرة إلى أنه في عام 1967 إبان نكبة يونيو، لا ننسى أن أحد المثقفين قد طالب بمحاكمة المثقفين، لأنهم قصروا -كما جاء في حيثيات الدعوى- في أداء واجبهم، وعملوا -وهم قادة الحياة- على إجهاض الأمة».
وأكدت سميرة عبيد أن المثقف هو داعية للسلام، وليس داعية خراب ودمار، وفي حالات كالتي يمر بها الوطن العربي الآن، فالأحرى به أن يكون قوله برداً وخيراً وسلاماً، أو فليصمت ولا إثم عليه، لأن الصمت سيكون أبلغ وأجدى من دعوته إلى الخراب والكراهية والدمار.
وأضافت: «لقد كنا دائماً في كل المحافل الداخلية والخارجية نموذجاً عظيماً للمحبة والقيم النبيلة، ودعاة للسلام، ولعل هذا الوقت أيضاً يحتاج التحلي بكل ذلك، ولأجل ذلك، فلنترك مهمة النفخ في أبواق الكراهية لمن يجيد ذلك ويمتهنه قبل الأزمات وأثناءها».
ونوهت بأن أعظم ما يمكن أن يكونه المثقف طيلة مسيرته، وأعظم ما يمكن أن يحققه، هو أن يصبح قدوة، لأن عوام الناس يبحثون عن قدوة، لكنهم دائماً يجدون المثقفين، الذين من المفترض أن تكون هذه هي مهمتهم في الحياة، وسرعان ما ينصدمون بالمثقف حين يتصرف تصرفات الأغبياء والحمقى من عامة البشر، وحين يفقد الناس أملهم وثقتهم في قدواتهم، فإنهم ينجرون وراء الرخيص في السياسة، وهكذا حتى يتحول المجتمع إلى مجتمع سطحي، ليس له قدوة، ولا داعية لسلام.
وختمت الكاتبة سميرة عبيد تصريحها بالقول: «كذلك، يمكن القول إن العالم العربي -وقطر تحديداً- تتجه نحو نظام اقتصادي جديد، هو اختصاص المثقف، وفرصته التي كان يبحث عنها من عصور كثيرة، إنه اقتصاد المعرفة، وهذا النوع من الاقتصاد الذي بالفعل تبنته دول -كبيرة وصغيرة- كثيرة في العالم، ينبغي أن يكون المجتمع مجتمعاً معرفياً مثقفاً، وهنا تأتي مسؤولية المثقف، ليفعل دوره، وينشر رسائله النبيلة في المجتمع بصوتٍ جهور، فالجميع بهذا الاقتصاد أصبح على مذهبه الإنساني، وعلى قيمه النبيلة، قيم المحبة والسلام».
نقلا عن جريدة العرب القطرية