رائدات -  بقلم/هبه عبد العزيز

الجمعة, 26-يناير-2018
رائدات / بقلم/هبه عبد العزيز -
لعلى أرى أن وراء كل حدث فردى قيمة بشرية عامة، كما أن وراء كل لقاء بإنسان معين لقاء بكل إنسان، فالكاتب غالباً ما يفكر ويتحرك بالأحداث، بالأشخاص، بالتواريخ، بالصور.. وبتأملاته أيضاً.

ولعل مشاركتى فى يوم الأربعاء الماضى الذى شهد بدء فعاليات مؤتمر «حكاية وطن» -بين شعب ورئيس بحسب تعبير أستاذى الكبير جداً والعزيز جداً أيضاً فاروق جويدة فى مقاله الأسبوعى بجريدة الأهرام- هذا المؤتمر الذى استمر حتى يوم الجمعة، جعلتنى أقف على العديد من الأمور الهامة بعد سرد حجم الإنجازات الضخمة بسرعة أداء غير معهودة وسط تحديات جسام من الداخل والخارج لا تخفى على أى منا.. رأيت كل ذلك وكأنه لحظة فارقة فى عمر مصر، ظنى أنها نقطة فاصلة بين ما قبلها وما بعدها سيكتب عنها التاريخ الكثير والكثير، فقد وقف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام يدى شعبه ليقدم له كشف حساب بما تم إنجازه خلال نحو أربع سنوات تولى فيها مهمة وطنية لإنقاذ مصر من سياسات لمخططات استعمارية شيطانية لاستكمال إسقاط الأمة العربية، بإسقاط قلبها النابض (مصر).. وتذكّروا دائماً، ولا تنسوا أبداً، أن أصحاب المصالح كانوا قد أطلقوا على إسقاط مصر «الجائزة الكبرى»، فنظرة عادية جداً غير متعمقة لأشقائنا وجيراننا: العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، والسودان.. كافية لأن تجعلنا نبدأ يومنا بصلاة شكر وحمد لله فى كل يوم على ما نحن فيه من نعمة الوطن. وكلامى هذا لا يتعارض بأى حال من الأحوال ولا يتناقض مع ما نعيشه أيضاً من واقع صعب، بل فى غاية الصعوبة، تحمّله ولا يزال يتحمله المصريون كل يوم، بل كل لحظة، فى مواجهة متطلبات حياتهم اليومية.

ولذا فقد بدأ السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حديثه فى المؤتمر برد فضل كل ما حدث، وسنتحدث عنه لاحقاً بإذن الله من إنجازات ونجاحات خلال الفترة الماضية، إلى كلمة واحدة، وهى «الصمود»، صمود عظيم للشعب المصرى العظيم.

فقد تحمّلنا سوياً ما يفوق تحمُّل البشر العادى على الصبر، ودفعنا من دماء أبنائنا ومن مدخراتنا المالية وجهدنا وطاقتنا لتدبير حتى أبسط الشئون اليومية العادية ما يفوق الاحتمال العادى بمراحل.

ولولا هذا «الصمود العظيم» ما عبرنا تلك المرحلة القاسية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، لولا هذا «الصمود» ما عبرت مصر مخططات التقسيم والتدمير، وبحور الظلمات والأهوال التى ظهر فيها الفساد، وتحالفات السلطة والثروة، وما تبع ذلك من اختطاف لثورة يناير بمحاولة تمكين العملاء والأذرع والجماعات الإرهابية من التحكم فى مقدّرات البلاد، والتى تصدّت لها الموجة الثانية من الثورة فى ٣٠ يونيو لتصحيح المسار الذى قام أثناءه وبعده أعداء الوطن بمعاقبتنا بزراعة التطرف والإرهاب وإثارة الفتن... وللحديث بقية.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 08:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1212.htm