رائدات - هناء حمزة

الإثنين, 09-أكتوبر-2017
رائدات /بقلمالاعلامية : هناء حمزة * -
مام اليوم صار مشكل بالمدرسة

– دخليك ما تدخل ما بدي مشاكل

باختصار الصبي اللبناني الاصل المقيم في كندا كان شاهدا على اتهام صبي اخر لرفيقه الجزائري بانه عربي وسخ
فما كان بالصبي اللبناني الاصل الا ان طلب شرحا من الصديق المشترك قائلا” انا عربي”
نافيا التهمة عن بني قومه ..العربي وسخ او العربي ارهابي بنظر الصبي الاجنبي ولولا ان دافع الصبي اللبناني عن رفيقهما الجزائري لطبقت التهمة عليهما معا…
لا يهم في الحادثة التي تتكرر يوميا في دول الغرب ما قاله الصبي الاجنبي لرفاق صفه ما يهم كيف تدخل الصبي اللبناني على الرغم من انه يعرف تماما ان امه ترفض تدخله وتفضله بعيدا عن المشاكل على طريقة ” مام ما تدخل ما بدي مشاكل”.. ودافع اولا عن نفسه كونه عربي ثم عن زميل الدراسة ثم عن الحق.
لطالما احترت هل علي ان اربي ابنتي على شعار دافعي عن الحق ولا تسكتي عنه …او دخيلك ما تدخلي ما بدي مشاكل…
بصراحة بالقيم والمفاهيم التي اؤمن بها يجب ان اربي ابنتي على الدفاع عن الحق ثم الزميل ثم نفسها ولكن بالواقع يجب ان اربي ابنتي بالدفاع عن نفسها ,زميلها ثم الحق…
اصمت ..ازداد حيرة …لا شيء اصعب من تربية الاولاد ..مزيج من نظريات يرفضها الواقع …لو كان لدي ابن وليس ابنة ربما كنت اخترت ان اقول له دخيلك ما تدخل ما بدي مشاكل لان الصبي دمه حامي وممكن ان يروح فرق عملة…مجرد الفكرة تخيفني ترعبني ..اتذكر ما يحصل هنا وهناك فاقترب من ابنتي اريد ان اقول لها دخيلك ما تدخلي ما بدي مشاكل ..ثم اصمت ..اذكر كيف اشتكت معلمة الصف من دفاع لين عن اصدقائها فقلت لها انا هيك عم ربي ابنتي.. ان لا تسكت عن ظلم وتدافع عن اصحابها…انا مخطئة المدرسة ليست الغابة …المعلمة ليست المجتمع والاصحاب ليسوا تلك الفئة من الناس الذين لا نعرف من اين اتوا وكيف تربوا وماذا زرع في عقولهم قبل قلوبهم…
نريد ان نحمي اطفالنا فلذات اكبادنا من الهوا الطاير ..نريد لهم السلام والطمانينة.. والسلام لا ياتي من الدخول في المشاكل ونصرة الضعيف والوقوف مع المظلوم ..حقنا كاهل ان نحمي اولادنا ..النظريات شيء والواقع شيء اخر…اريد للين ان تفكر بنفسها فالحياة قاسية وتزداد قسوتها مع السنين ..اريد لها ان تكون الاقوى فلا تجد نفسها يوما الاضعف..لا اريدها ان تظلم بفتح التاء ..كما لا اريدها ان تظلم بضم التاء.. حقا حقا لا اريد لها ان تتدخل في اي مشكلة ..افضلها متفرجة…افضلها على الحياد …افضلها كما افضلها ..كما اريدها …ولكن الا يعلم ذاك الصبي اللبناني الكندي ان امه تفضل ابتعاده عن المشاكل ..الم يسمع امه تردد مرارا دخيلك ما تدخل…ومع ذلك تدخل ..تدخل لانه شعر بالظلم …بالاضطهاد… وهو في كندا بلد المساواة وحقوق الانسان والحرية……
واريد للين ان تناصر رفيقا مظلوما لها في الصف ..في المدرسة حيث امان المعلمات وقانون المدرسة…ولكن ماذا عن المستقبل
اين ستكون ابنتي ؟ اين سيكون الصبي اللبناني الكندي؟
قد يكون هناك في مكان ما حيث ان انتصر لحق قضي عليه وان دافع عن مظلوم ظلم معه…الا ابنتي …الا ذاك الصبي اللبناني الكندي…الا اولادنا ..نحن الامهات….
ماما دخليك من اليوم ورايح
ما تدخلي ما بدي مشاكل….
هناء حمزة *
* إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 01:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1161.htm