رائدات - المرأة الأمنية التونسية ... جدارة وإقتدار

الثلاثاء, 03-أكتوبر-2017
رائدات / ليلى العماري -
يقاس تحضر المجتمعات بمدى فاعلية المرأة وحضورها فيها. فالمرأة هي الحضارة بل هي الوطن نفسه كما قال نزار القباني، وقد أثبتت المرأة التونسية جدارتها عبر التاريخ بتميزها واختراقها كل الميادين على غرار الميدان الأمني. حيث لم تعمل المرأة الأمنية التونسية بمبدأ المرأة نصف المجتمع بل المرأة أمن المجتمع، لذلك لم يتوقف دورها على مهامها كأم وزوجة داخل البيت بل ازداد دورها كمؤثر في أمن بلدها والتاريخ يشهد لها بذلك.
المسيرة التاريخية والمهنية للمرأة الأمنية التونسية
أثبتت المرأة الأمنية التونسية عبر مسيرتها التاريخية كفاءة كبيرة في أداء واجبها الأمني. فمنذ سنة 1974- وهو تاريخ بداية دخول العنصر النسائي المجال الأمني- والمرأة الأمنية دورها يبرز ويتزايد يوما بعد يوم. حيث برهنت عن نجاحها في عدة مجالات أمنية منها التكوين والتخطيط، وتمركزت على رأس بعض المراكز والمصالح والإدارات الأمنية، بل وأصبحت اليوم تسعى من خلال تطلعاتها في التميز والارتقاء في السلم المهني لإثبات وجودها في التمركز في القيادة الأمنية واحتلال المناصب العليا، على غرار زميلها الأمني باعتبارها تعمل تحت شعار التميز عبر المساواة. وهو ما يجعلها متميزة ومتفردة عن غيرها من النساء الأمنيات في الوطن العربي. فالمرأة الأمنية التونسية تخضع منذ انتدابها لنفس الشروط والتكوين النظري والتطبيقي ونفس المدربين ونفس المدة الزمنية ومكان التدريب التي يخضع لها الرجل. حيث لا فرق بينهما إلا في ما يخص شرط طول القامة. على خلاف بعض الدول العربية التي تفرق بين الرجل والمرأة من خلال تخصيص برامج تكوينية خاصة بالنساء ووجود مدارس لشرطة النسائية.
ولم تقتصر المرأة الامنية على العمل في اطار المؤسسة الامنية بل انخرطت في النشاط ألجمعياتي الذي يهم الشأن العام من خلال من خلال إنشائها للرابطة الوطنية التونسية للمرأة الأمنية، التي تعدّ الأولى من نوعها في شمال إفريقيا.
الرابطة الوطنية التونسية للمرأة الأمنية

أنشئت الرابطة الوطنية التونسية لشرطة النسائية بمبادرة من مجموعة من الإطارات الأمنية النسائية وحضيت بمساندة من قبل وزير الداخلية وتم نشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية يوم 5 فيفري 2015 . وتتكون الرابطة من مجلس تنفيذي وأعضاء لجنة تنفيذية تتألف من 7 أشخاص.
وتسعى الرابطة إلى المساهمة في توعية المرأة الأمنية منذ انتدابها ودخولها للمؤسسة الأمنية بقيمة الدور الذي تضطلع تجاه المجتمع والوطن. وذلك من خلال تنظيم دورات تكوينية لجميع عضواتها قصد تطوير قدراتهم المعرفية والمهنية اضافة الى مشاركتها في التظاهرات والمحافل الوطنية والدولية وقيامها بجملة من الأنشطة الاجتماعية مواكبة للظواهر الاجتماعية المستجدة على غرار مكافحة العنف ضد المرأة، الثقافة، الرياضة....
كما تعمل على تكثيف عدد العناصر النسائية في البعثات الأممية لإبراز دور المرأة التونسية في تحقيق الأمن والسلم على المستوى الدولي عن طريق تواجدها ضمن قوات حفظ السلام بمالي، دارفور، إفريقيا الوسطى والكونغو حتى تتمكن من كسب التجربة والخبرة.
كما تسعى الرابطة الوطنية التونسية للمرأة الامنية إلى دعم تواجدها في مواقع صنع القرار صلب هياكل وزارة الداخلية اعتمادا على مبدأ المساواة بين الجنسين من خلال تكافئ الفرص على أساس معايير الكفاءة والقدرة على القيادة والتسيير.
مكاسب وإنجازات للمرأة الأمنية التونسية ولكن......

على الرغم من أهمية حضور المرأة الأمنية التونسية في المؤسسة الأمنية، إلا أنه يظل ضعيف لا يترجم المكانة الحقيقية التي تطمح لها على مستوى القيادات العليا مقارنة بالكفاءات و المؤهلات العلمية والميدانية الموجودة.
لذلك لا تزال المرأة الأمنية التونسية تسعى لتعزيز مكانتها والحصول على أعلى المناصب في الهرم الأمني، ودورها لا يزال يتزايد و مشاركتها لا تقل مهما كان موقعها داخل المؤسسة الأمنية ، تناصر الحق و العدل وتحارب العنف والإرهاب، أملا في مستقبل أفضل لبلدها و أولادها.
وصدق الشاعر حين قال:
وصفت وصفت فلم يبقى وصف
كتبت كتبت فلم يبقى حرف
أقول إذن باختصار وأمضي
نساء بلادي نساء ونص
عاشت نساء تونس.
*وكالة اخبار المرأة
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 12:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1138.htm