رائدات - ابتسام جمعة

الأحد, 20-أغسطس-2017
رائدات /بقلم: ابتسام جمعة * -
رغم التطور و التقدم و الانفتاح المزعوم في بعض الدول العربية عندما كتبت العنوان كتدوينة على صفحتي أثارت حفيظة الكثيرين ليبقى الحديث عن الجنس من المحرمات اجتماعيا حتى و إن كان لا حياء في الدين. المرأة العربية بعد أن انتزعت حقوقها الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية يحرمونها الآن حقوقها الجنسية و العاطفية،و عندما نتمعن في الموضوع حينها لا نجد الإطار الديني وحده الذي يحاصر المرأة بل الإطار الاجتماعي الذي يبيح و يبرر كل التجارب الجنسية لدى الرجال تحت غطاء التجارب الجنسية و النزوات و نحاسب المرأة على ما يخصها و نحاسبها على ما يخص الرجل. لماذا هي الإنسان الناقص و الأنثى العورة و الجسد المغري و الشيطان و في نفس الوقت هي الملاك و الأمومة و العطاء بدون حدود و عليها أن تلزم العفاف و الحشمة و ان تتحمل أيضا مسؤولية انحراف الذكر دون اي رادع أو وازع؟ لماذا نحيد على إعمال العقل و درء السيئة بالحسنة و ستر الفاحشة، و العدل، و المودة و الرحمة، و التعاون، و تحريم قتل النفس، و الابتعاد عن الفتنة و الثلب فلماذا إذا في أوطاننا المرأة تتأرجح ما بين القديسة و العاهرة؟؟؟ الانسان الناضج ذكر أو أنثى هو من يتمتع بالحرية التي تحمل الكثير من المعاني السامية و الاعتراف بالفروق الاجتماعية داخل المجتمعات فلماذا نحوّل حرية الحب و الجنس إلى شكل من أشكال الشهوات و الرّغبات الجسدية فقط أو الاستغلال العاطفي أو المادي و بذلك تصبح حرية غير مقبولة اجتماعيا. المرأة شريك و طرف أساسي في العملية فلماذا كل هذا الخوف و الرفض حتى من النساء أنفسهن؟ لا أفهم كيف ملامسة المرأة لثقافة الجنس يؤدي إلى الانحلال و الانهيار الأخلاقي و تدنيس الشرف و المس بالدين؟ ليظل دورها ينحصر في تأدية واجباتها الجنسية و الانجاببة لا غير لذلك يسعون إلى تغطيتها حتى لا يُرى منها شيئا و بذلك لا تثير شهوة الذكر و كأن الذكر لا شغل له سوى ممارسة الجنس، لا أفهم لماذا لا تزال بعض القبائل الإفريقية ليومنا هذا تعيش عارية تماما و لا وجود لتفاعال جنسي بين الذكور و الإناث غير ما أسسته مجتمعاتهم من تقاليد لا علاقة لها بالجنس؟ عندما ترفض المرأة أن تكون قوالب جامدة لقيود اجتماعية عقيمة و عندما تطلب حقها الجنسي و العاطفي تُنعت بأبشع النعوت لا من أجل الحلال والحرام بل من أجل المحافظة على سلطته الذكورية فقط. موضوع كبير يحتاج لكتب و ليس لمقال قصير حتى تتزعزع النظريات العقيمة و لا تبقى مجرد صرخات في واد.
*كاتبة من تونس
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 06:11 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1102.htm