رائدات - زينب عيسي

الثلاثاء, 14-فبراير-2017
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
انتهي عيد الحب المصري بدباديبه ووروده وهداياه ..لكن ما حكاية عيد الحب المصري وعيد الحب الغربي ، تعود قصة عيد الحب الخاص بالمصريين ليوم 4 نوفمبر عام 1988 حينما اقترح الكاتب الراحل مصطفي امين في عاموده اليومي"فكرة"بجريدة الاخبار المصريةأن يكون هذااليوم عيدا للحب ،ورغم الهجوم الذي تعرض له آنذاك من بعض الإسلاميين بسبب فكرته التي رأوها دعوة لاتباع المحرمات وانتهاج عيدا للعشق والغرام ،بل قرر البعض أن عيد الحب عيد وثني نصراني ، وأنه لايجوز ـ تبعا لذلك ـ أن يحتفل به ، أو تكون له مظاهر تدل عليه، ولايجوز بيع مايكون وسيلة إلى إظهاره ،الا انه قد اصبح رغم كل الجدل عيدا للحب .

اما عيد الحب أو عيد القديس فالنتين ( 14فبراير) يرجع أصله إلى الرومان القدماء ، وفي تلك الفترة كان حكم الامبراطورية الرومانية لكلايديس الثاني الذي قام بتحريم الزواج على جنوده، بحجة أن الزواج يربطهم بعائلاتهم فيشغلهم ذلك عن خوض الحروب . فقام فالنتاين بالتصدي لهذا الأمر، وكان يقوم بإبرام عقود الزوج سراً، ولكن افتضح أمره وقبض عليه، وحكم عليه بالإعدام وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان، وقد نفذ فيه حكم الإعدام في 14 فبراير عام 270 ميلادي، ومن هذا اليوم أطلق عليه لقب قديس وكان قسيساً قبل ذلك، لأنهم يزعمون أنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين. ويقوم الشبان والشابات في هذا اليوم بتبادل الورود، ورسائل الحب، وبطاقات المعايدة.

سواء كان للحب عيدا في نهاية العام أو بداياته ، ما يهمنا في كل الأحوال معني الحب أصله ،ووصفه ،وتأثيره ،وجوده، وحضوره بين الناس ،ليس سيئاأن نحتفل بأحبابنا ونظهر لهم ودنا وحبنا لكن هل يقتصر هذاالحب علي المعني التقليدي المعروف عنه ويتلخص في قصة بين رجل وأمراة يحتفلان في عيد الحب ، صحيح اننا نري الكون زهورا تتفتح نسمو ، نتسامح، نغفر، نتواضع، نري طيورا في سماء بلا غيوم ، لكنه حب مرهون برضا الحبيب وقرب الشريك فاذا غضب استحالت الحياة الي سواد لاتضيءولايظهر نورها سوي ببسمة منه ولايعود هدوء النفس والبال سوي بقربه وغفرانه ،لذلك كان الحب بمعناه الانساني هو الابقي ، ،فالانسانية تتجلي في أروع صورها حين نجعل الحب أساسا لتعاملاتنا ، حين نتبع قانونا للحب حينها فقط يصعد هذا القانون فوق قوانين العالم ، وربما لن نحتاج الي قوانين أخري حين نعلي مقام قانوني المحبة والرحمة في حياتنا .

وباللغة الدارجة الحب .. يعني الناس اللي تتمني تعيش معاها عمرك كله ..هو شخص نفسك يشاركك كل حاجه تاكلوا مع بعض تتخانقوا مع بعض تسافروا لآخر الدنيا مع بعض..الحب هو لمة حبايبك حواليك في فرحك ، هو حيرة عينيك وسط لحظات السعادة تدور فيها عن اللي بيحبوك..هو مشاعر تحضنك في وجيعتك .الحب هو انك تحب للناس اللي متعرفهاش الخير والرزق والسعادة وراحة البال زي ما تتمناه لنفسك .هو انك تفكر في اللي حواليك لما يكون ربنا مديك مش شرط مال لكن صحة او قوة او جاه ونفوذ تحاول تسخرها للغير (وعلي قكرة من الطبيعي انك تقدم الخير لمعارفك لانك بتحبهم) الأهم انك تقدمه بدون سابق معرفه وبلا مقابل لمن لاتربطك بهم أي رابطة سوي الإنسانية .اذن الحب هو الإنسانية في أسمي صورها ،لو هتسأل نفسك لما تسافر بعيد عن وطنك وتتعامل مع بشر علي اختلاف عقيدتهم ولونهم وجنسيتهم وجنسهم وتجد نفسك انسانا معهم ،من المؤكد أن السبب هو المحبة .

الحب أيضا ليس يوما تقترحه منظمة أو عيدا نحتفل به يوماواثنين في العام ،الحب مش دباديب وقلوب حمرا ..الحب قلوب صافية وأحضان حبايب دافية .الحب قدوة نقتدي بها وتذكرنا بأعظم من أحبوا هو رسولنا الكريم (ص) وقد أحبنا دون أن يرانا وفاخر بنا قبل ان نأتي الي العالم ..هو من بكي (عليه افضل الصلاة والسلام ) لاجلنا وقال عنا مافي معناه سوف يأتي اقوام يؤمنون بي دون ان يرونني هم في شفاعتي الي يوم الدين .ما اعظمه من حب نسير علي نهجه وهداه ، والأديان السماوية جميعها أيضا دعت الي المحبة ففي اسم من أسماء الله الحسني معني ودعوة للحب (الودود)أي المحب وقد جاء في القرآن الكريم دعوة للحب في كثير من آياته المحكمة فيقول الله تعالي"وجعلنا بينكم مودة ورحمة"، وتقول تعاليم المسيحية "الله محبة " وكلك تدعو الديانة اليهودية الي الحب والسلام والوئام بين البشر.

الحب منحة ربانية تتأصل في الانسان وليست مناسبة نتسابق فيها بتقديم الهدايا ،ومادامت الحياة سيظل الحب نورا يضي طريق نفوس قد هجرت الكره والبغض والبست قلوبها ثوبا من الطهارة والنقاء فأحبت الناس جميعا ، فاياكم وقلوب قست وخلت من المحبة باستهانتها بالانسانية ومضامينها الإيجابية الحميدة ومنها نشر المحبة بين الناس. وان كان الاحتفال بالحب قد يعلي من قيمته بيننا فأهلا به طول العام.


تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 07:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1064.htm