رائدات - زينب عيسي

الأربعاء, 01-فبراير-2017
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
نسبة مرعبة تلك التي طالعتنا بها الاحصائيات الأخيرة لحالات الطلاق بين الشباب في مصر والتي أكدت أن هناك 240 حالة طلاق يوميا هو ما يعني أن كل زوج يلقي يمين الطلاق علي زوجته كل 6 دقائق ،الأمر الأكثر فزعا أن تلك الاحصائيات أكدت أن نسبة الطلاق في مصر ارتفعت في الخمسين عاما الأخيرة من 7% الي 40% بما يؤهلها لتصبح الاولي عالميا في ارتفاع نسب الطلاق الذي يأتي بعد زواج دام بين ساعات الي مدة أقصاها 3 سنوات .

والحديث عن أبغض الحلال في ظل تلك المعلومات يتخطي فكرة انفصال بين زوجين أو استحالة العشرة بينهما ، لكن يتحتم السؤال عن الأسباب التي فاقمت من ظاهرة طلاق الصغار ، وما الذي يدفع زوج أن يطلق زوجته بعد ساعات أو أيام أو شهور من الزواج ؟، الجواب لن يكون تقليديا كالضرب أو الإهانة أو العنف الجسدي وسوء الحياة الجنسية بينهما ، لكن الازمة قد أخذت منحي غريب يدخل في اطار المضحكات المبكيات خاصة اذا علمنا أن ارتفاع نسب الطلاق في مصر معظمها بسبب الكمبيوتر والألعاب الحديثة ،فقد كشفت إحصائية حديثة خرجت مؤخرا من مكاتب تسوية المنازعات بمحاكم الأسرة عن حجم الخلافات الأسرية وعدد طلبات التسوية التى قدمتها السيدات للحصول على الطلاق، منهم 7 آلاف طلب أبدت فيها السيدات رغبتهن فى التفريق بين أزواجهن بسبب الألعاب الحديثة وعلى رأسهم "كاندى كراش"، وبسبب "فيس بوك" و"واتس اب" ومحدثات الفيديو أيضاً.

كما أن أسباب الطلبات المقدمة لمحاكم الأسرة بمصر من السيدات بعد زواج دام لمدة تتراوح بين 3 و12 شهراً كحد أدنى وحد أقصى 7 سنوات، ضمت الإفراط فى استخدام أجهزة المحمول طوال اليوم، وفقدان التواصل، وعدم ملاطفة الزوجات، وقلة الاهتمام باحتياجات المنزل، وفى حالة وجود أولاد الغياب التام عن رعايتهم،فيما رفع الرجال 2100 دعوى طالبوا خلالها بالتفريق بسبب التعلق المرضى للسيدات بالكمبيوتر وتقصريهن داخل الحياة الزوجية، وقضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف النقالة قد يصل لأكثر من 14 ساعة فى اليوم.

الأمر الآخر يكمن في سوء التربية وأفتقاد الزوجين الي القدوة التي يحتذيان بها عند تكوين مؤسسة الزواج القائمة علي المودة والرحمة والاحترام في ظل انشغال الام والأب في العمل والبيزنس وتكوين الثروة بما يدفع الشباب أن يضل الطريق ويخطئ في اختياراته لشريكة الحياة ونفس الوضع ينطبق علي الفتاة ، فيأتي الاختيار والمشورة عن طريق الأصدقاء ممن هم في نفس السن بلا خبرة أو عقل يحكم علي القرارات المصيرية بشكل جيد ،كماأن المبالغة في تكاليف الزواج قد تضع أعباء كبيرة علي كاهل الشاب ومن ثم يدخل عتبة الزواج مدمر نفسيا وغير مستعد لتحمل أي مسئولية فيجد نفسه يدور في ساقية ليدبر أقساط العفش الفاخر والأجهزة المستوردة والثلاجة 50 قدم والشاشة العملاقة وغسالة الاطباق التي أصبحت من مسلتزمات العروس وتصر أمها أن تدخل قبلها شقة الزوجية ، والفتاة في أحيان كثيرة لها العذر فهي تحلم كغيرها من البنات بحياة وردية وزوج محب وحنون طول الوقت فتصدم بحلمها يتكسر علي صخرةالمسئوليات والمطالب والأعباء وتفاجأ بشاب قد تحول الي كهل ربما لايخرج من المنزل سوي للذهاب الي العمل .

وليس من العدل أيضا أن نغفل أن ارتفاع الأسعار الجنوني والحالة الاقتصادية التي يعاني منهاالشباب قد عجلت بقرار الطلاق الذي لم يصبح كالسابق ويكون بعد فترة من المشاحنات والمشكلات قد تدوم لسنوات طويلة بسبب مشكلات اجتماعية أو تدخلات الاهل ،ما يكشف أن الاسرة تسهم بدور كبير علي تنشئة أبنائها علي التعريف بحدود مسئولية الزواج وتكوين أسرة مترابطة تقوم دعائمها علي المبادئ وتقدير الشريك ومراعاة الظروف والتغيرات التي طرأت علي المجتمع .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 11:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1062.htm