رائدات - زينب عيسي

الجمعة, 30-ديسمبر-2016
رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي -
هي امرأة تبدو عادية بملامح مصرية اصيلة تلمع في عينيها نظرة اصرار وتحد لاتدري في مواجهة من .. حاضر تكتنفه المصاعب والآلام ام مستقبل غامض يتهدده مرض تتأرجح فيه مناعة جسدها النحيل الصامد؟ .لاتربطني بها علاقة مباشرة سوي انضمامنا سويا لمهنة المتاعب بيد ان الفيس بوك بقدر ما يراه البعض مضيعة للوقت واهدار للعلاقات الانسانية لكنه يعتبر طوق نجاة لمن يحتاج الي يد حانية تربت علي كتفه، هكذا فعلت تلك المرأة حديدية الارادة حين قررت ان يشاركها اصدقاؤها ومحبيها وحتي من لايعرفونها حق المعرفة محنة المرض علها تلتمس مصدرا للقوة في مواجهة هذا الوحش اللعين . فبادرت بفكرة اعتبرها الكثيرون محاولة انتحار ووجدتها هي فرصة لتجديد ثقتها بالله والايمان بقدرته اللامحدودة في أن يقول "كن"فتكون الخلائق والاشياء والكون بأكمله.

قررت صاحبتنا الكاتبة الصحفية "ناهد السيد" المرابضة علي الخط الفاصل بين الأمل والرجاء ان تستبدل الأسلاك والمحاليل والعقاقير بالطبيعة فكانت دهشة الاطباء واستنكارهم وتحذيراتهم من تدهور حالتها وهي علي موقفها ،قرأت عن كل مايرفع المناعة وبدأت في تناوله ،راقبت حالتها علي مدار الساعة صارت تدون يومياتها علي مدار 13 يوم بدقة غير عابئة بما سيحدث هي فقط تتلمس أملا وضعته في الله وثقة اودعتها في بارئها لكن في قوة لايمتلكها الاصحاء .

يقول عنها اصدقاؤها صانعة السعادة ومانحة الطاقة الايجابية لكل من حولها ، تلك المرأة الرائعة حولت من محنتها منحة جمعت فيها كل من تسعد بقربهم حول سرير المرض ضاحكة متزينة كأنثي جميلة مقبلة علي الحياة .قرابة الاسبوعين تحملت تدهور وظائف الجسم الحيوية وانسحاب الحياة من جسدها الضعيف مرتدية ثوب الايمان بقدرة الخالق علي شفائها لكن الكثرة تغلب الشجاعة انتصر عليها رأي الاطباء خوفا علي حياتها واودعت العناية المركزة لانقاذ روحها المقاتلة من خطر محدق .لم تكن علي الصواب حين غامرت بترك العلاج البشري لكنها لمن لايعرفها لجأت الي عتبة الصابرين علي البلاء وقدمت درسا لاصحاب الصحة الموفورة ومن لايقدرون النعم الكثير التي حباها الله لهم.

خرجت الشاعرة والكاتبة والزوجة والام من العناية الفائقة لغرفة عادية وسط دعاء وضحكات وحكايات الاصدقاء والاهل بفضل ايمانها وروحها المقاتلة واصرارها علي الحياة بمرها قبل حلوها خرجت وهي تعلم أن بانتظارها رحلة علاج قد تطول او تقصر لكنها علي يقين أنها ستتعارك مع مرضها او تصاحبه المهم انها لن تستسلم له ..اكرر لا اعرفها شخصيا واري انه قد فاتني الكثير لكوني لم اكن علي معرفة بها ولم اكن ضمن تلك الصورة الموجودة علي حسابها علي الفيس بوك والتي تتصدرها ببسمة أمل وسط عائلتها واصدقائها وهي علي فراش المرض لكن من المؤكد اني سافعل أن وافقت لتضمني الي قائمة الأصدقاء ، كما اني لم أكن في حل من ذكر اسمها الا حال سمحت هي لي بذلك ، لكن المؤكد انها تستحق ان ترفع لها القبعة ويطول الحديث عن تجربتها بعد ان يتم الله عليها الشفاء وتسترد قوة بدنها كقوة روحها وايمانها العميق .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 06:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1059.htm