رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي - مثلت فترة ما بعد نكسة 1967 معاناة كبيرة للشعب المصري كان للمرأة فيها نصيب كبير من التضحية والايجابية والشجاعة النادرة ولعبت دورا فاعلا وايجابيا ملحوظا ومهما في فترة الاعداد لاستردادالكرامة والأرض من العدو الصهيوني من خلال دورها ليس فقط في الجبهة الداخلية التي لاتقل أهمية عن جبهة القتال لكنها شاركت دون أدني خوف في مساندة أبناءالجيش المصري في سيناء والسويس وكافة المحافظات في مهمات خطرة كان لها أكبر الأثر في الفترة السابقة علي حرب أكتوبر .
ولان المرأة بطبيعتها لاتنتظر أن تكافأ علي تضحيتها وتفانيها في أي عمل تقوم به تواري دورها العظيم في الحروب ولم تتداوله سوي أقلام متناثرة هنا وهناك علي مدار سنوات كانت فيها شريك أساسي بجانب الرجل في الحروب التي كان آخرها حرب أكتوبر 1973 والتي تمر عليها اليوم الذكري 43 ، ورغم أن الاعلام والدراما قد ساهما في تغييب الدور العظيم التي قامت به النساء خلال وقت الازمات فتم تصويرها تصويرا هشا سطحيا رصد الواقع قصص بطولة حقيقية لنساء وأطفال تدعو للفخر فمنهن فلاحات بسيطات دفعن بأبنائهن في خط المواجهة مع العدو الصهيوني في مهمات بطولية لم تتعلم او تتدرب عليها ولكن بفطرة الانتماء وحب الوطن دافعت عن أرضها في مواجهة العدو فسمعنا عن "فلاحة فايد" التي كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو ومجنزراته تختبئ بين الأشجار الكثيفة ويريد أن تسبق خطته استطلاع جيد تقوم به هذه الفلاحة. فحملت ابنتها على كتفها زيادة في التمويه على العدو لتستطيع أن تؤدي مهمتها بكفاءة غير عابئة بالخطر المتوقع علي فلذة كبدها .
و"الست فاطوم " تلك المرأة المصرية العظيمة التي لم تكن تملك من الدنيا سوى عشر دجاجات ذبحتها كلها لرجال المقاومة.أما "الحاجة فرحانة "شيخة مجاهدين سيناء كان لها دور عملياتي مهم، فهي بطلة عملية تفجير قطار السلاح والذخيرة الذي كان متجهاً لإمداد قوات العدو على خط السكة الحديد الواصل بين غزة والعريش آنذاك ،وكانت “أتواب” القماش التي تتاجر فيها هي وسيلة إخفاء الخرائط والرسائل السرية بين عملاء المخابرات الحربية في المنطقة الحدودية وبين ضباط الجهاز في مقر قيادته بالقاهرة .
ومن روعة النساء المصريات أنهن أقمن معسكرًا تدريبياً قبل حرب أكتوبر، تعلمن فيه كيفية أطلاق النار واستخدام الأسلحة المختلفة ثقيلة ومتوسطة، فضلًا عن تعليمهن لكيفية إشعال فتيل القنبلة ، وطريقة زرع الألغام .و أثناء حرب أكتوبر عانت المرأة من تدني الأوضاع سواء صحيا أو اجتماعيا لكنها كانت مقاتلة في الجبهة الداخلية وشاهد البعض سيدةً عجوزاً تتبرع "بحلة نحاس" وطفلةً تتبرع بحلق ذهب في أذنها. وأطفالاً يتبرعون بما تضمه "الحصالة" من قروش قليلة جداً!!.. كان المشهد رائعاً جداً أثناء الحرب عملت النساء بالمستشفيات من خلال الهلال الأحمر ووقفن بجانب الجنود المصابين والمعاقين تساندهم وتضمد جراحهم. وعندما بدأت لجان جمع تبرعات المجهود الحربي كانت أسر فقيرة كثيرة تتبرع بكل مخزونها من الأرز والقمح والذرة.. كما تكونت (لجنة صديقات القلم) لترجمة كل ما يكتب عن القضية المصرية وإرساله لمختلف الإتحادات والمنظمات النسائية في العالم لإعلام المرأة في العالم بحقيقة ما يدور في الشرق الأوسط .
أما زوجات الشهداء كن رائدات ومقاتلات من نوع فريد بعد أن تركن بدون عوائلهن في عمر الشباب ولديهن زهور لم تتفتح بعد فحملن المسئولية وقدمن أروع مثل للزوجات الصابرات القانتات القائمات علي تربية ابنائهن ، فقد تحملت المرأة أثناء حرب أكتوبر الكثير فهي التي دفعت بالابن والزوج علي خطوط الجبهة. وهي التي هجرت من وطنها بسبب الاحتلال، وهي التي شاركت في سنوات الحصار علي السويس وكانت مثابرة بل غرست الصبر والمثابرة والتحمل في نفوس أولادها لخلق جيل جديد قادر علي العطاء ومواجهة التحديات.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
المرأه.....
هي نصف المجتمع و
هي مهد الجنين
صانعه رجال الفكر والاعمال والدين
هي العلم والحياة والعمل
فليكن....
لنترتقي بها لتسطر ابداعاتها وافكارها وازاله الستار عن فكرها الرائد لتكون من قادة رواد هدا المجتمع