رائدات القاهرة/ بقلم زينب عيسي - أستغرب كثيرا للاذدواجية والارتيكاريا التي يصاب بها الرجل الشرقي حين يأتي الحديث عن مال زوجته أو مرتبها ، رغم أن الغالبية العظمي من البيوت (المصرية علي الأخص) ومنذ سنوات بعيدة ومازالت تقوم علي مساندة المرأة لزوجها في أعباء الحياة من خلال عملها الذي يعتبره كثير من الرجال المصابين بعقدة "سي السيد" شوية "ملاليم"علي حد قول بعضهم وكأن رجولتهم قد مست حين تصدر عن الزوجة أي إشارة عن مساهمتها في مصروف البيت أو مساعدتها له في ظرف ماوتخرج منه الكلمة المعتادة"هي فلوسك دي فلوس دي شوية ملاليم" ،فتجد الرجل منهم طول بعرض ويجلس في البيت ينتظر ما تجلبه المسكينة آخر النهار ويتجلي هذا في البيئات المتواضعة (كانت مقتصرة علي الريف والاقاليم ثم انتشرت في المدن الكبيرة والعواصم)،ولا يكتفي بذلك بل يكيل لها من الاهانات والشتائم والالفاظ ان صادف وقصرت جلب "ملاليمها " وكأنها جارية قد امتلكها أوقطعة أثاث يحركها من مكانها وقتما شاء.في حين أن المرأة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص تؤمن بأهمية عملها كسبيل لرفع مستوى معيشة أسرتها وترى الكثير من الزوجات العاملات أن مساهمتهن في نفقات المنزل هي واجب تفرضه الظروف المادية ، وان كانت أخريات يرين أن من حقهن الاحتفاظ برواتبهن بعيداً عن نفقات الأسرة.
ولاتختلف نظرة الرجل سوي في بعض التفصيلات الصغيرة من بيئة لاخري فهناك نساء ينتمين الي اسر عريقة ورجالهن يتعاملن بنفس الفكر المتخلف نتيجة نرجسية وطاووسية لامبرر لها سوي عقدة ذكورية متأصلة في بعضهم مردها خوفه من أن تستقل الزوجة ماديا فتتمرد عليه أو يعتبر أن مرتب الزوجة ملكا له طالما سمح (صاحب المقام الرفيع ) لها أن تقتطع من وقت بيتها لتعمل غير عابئ بما نص عليه الشرع والدين في تلك المسألة وأن ذمة الزوجة المالية منفصلة عن الزوج تماما ،وقد أوجب ديننا الإسلامي علي الزوج الانفاق علي زوجته ولو كان قد شرع للزوجة بالانفاق علي بيتها وزوجها لالزمها بالمشاركة في مصروف البيت أو غير ذلك من مستلزمات الحياة ،لكن انفاقها يعتبر طواعية منها لكن مع الأسف كثير من الرجال يعتبرون انفاق الزوجة لزاما عليها وواجب نحو اسرتها ، و الزوجة لها نصيب من الخطأ في ذلك حين تترك مسألة مساهمتها في الانفاق علي البيت دون وضع حدود لها لان بعض الرجال يعتبرون ذلك حقا مكتسبا ويفرضون علي زوجاتهم الانفاق بل يكرهونها عليه في حين تكون أحوالهم متيسرة ،وهذا لايعني الا تساهم الزوجة في مصروف البيت واعباء الحياة وهي تفعل ذلك دون ارغام أو اجبار ، لكن فارق كبير بين ان يقدر الرجل مساندة زوجته له ولو كانت بسيطة وأن يفرض عليها الانفاق بشكل يشعرها انه لااهمية لها سوي الانفاق .
اعرف كثير من السيدات البسيطات يعانين من تلك المشكلة بل يقاسين الامرين من ازواج لاهم لهم سوي تدخين المخدرات وانتظار"الغلة"وهي المال بلغة البعض ، منهن من تعمل خادمات و بائعات خضار وفي مهن مختلفة ،وعلي الجانب الآخر تعاني سيدات مجتمع ومتعلمات من تلك المشكلة وهي التقليل من شأن ما تقدمه لبيتها عن طيب خاطر فيتحول الامر لديها الي اجبار له طعم مر بعد أن كان عطاء محبة . والنتيجة بيوت بلا رحمة وعائلات فقدت مصوغات المودة التي هي أساس العلاقة الزوجية .وهناك فئة من الرجال ينفقون ببذخ علي عوائلهم لكن ينتظرون أن تساهم الزوجة في مصروف البيت وقال لي أحدهم "أقصص ريشها قبل أن تفعل هي ذلك معي" .
والإسلام م لم يجبر الزوجة على الانفاق لأنه كلف الرجل بالإنفاق على الزوجة وإن كانت تملك مالاً لكن هناك إلزام ادبي فالمرأة والرجل يتحملان تبعات حياتهما وهذه المسؤلية ضمن القدرة الانفاق للرجل والحقيقة إن كلاهما يتحمل تبعات الحياة ولكن الإسلام واضح كل الوضوح فقد قال تعالى في القرآن الكريم " وعلى الموسع قدره " وقوله صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيراً " فالمرأة عندما ترى الزوج بحاجة وهي تملك المساعدة فالإسلام لا يمنعها من ذلك. لكن الأصل أن الانفاق يكون من قبل الزوج ولا يحق له إجبارها على الانفاق، وكلاً الزوجان عليهما مسؤولية أمام الله ولايجب أن تؤثر الأمور المادية على سير الحياة الزوجية.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.