رائدات /بقلم :زينب عيسي - كلمة رنينها أعذب من الألحان ووقعها شجي علي الآذان تتكون من خمسة أحرف ويهتز لها الوجدان ..هذه ليست فزورة أو مسابقة ، لكنها وصف لكلمة تاهت في زماننا ولم تجد مرفأ ترسو عليه بعد أن صارت عزيزة يهفو إلي حضورهاالكثيرون دون جدوي فتوارت وأفسحت مكانها للقسوة والضعف الإنساني وصراع القوة .. هي الثقة ذلك الجسر الذي نسير عليه فإن صحت أساساته صلحت حياتنا وعلاقاتنا بمن حولنا وإن فسدت انهارت المنظومة برمتها . ولأن الحياة مليئة بالتحديات التي ستظل تواجهنا طالما حيينا فالثقة بالنفس تعد سلاحا لعبور هذه التحديات وتخطيها. وبما أننا لا نولد واثقين من أنفسنا، فلامفر من أن نكتسب هذه الثقة ونتعلمها مع الوقت بالممارسة والخبرة والتعامل مع المواقف المختلفة .
والأسباب عديدة لانعدام الثقة بين الناس في زماننا هذا ، فكم من أشخاص عانوا من مقابلة الإحسان بالإساءة ،والتضحية بالجحود والنكران ، وكم عاني كثير من الناس من أزمة " الثقة بالآخرين " فينشأ لديهم صراع داخلي أدي إلى فقدان الثقة بالآخرين ، إما في العموم ، أو بالأقارب والأصدقاء .وهنا تحدث المشكلات لان غياب الثقة ينسحب علي كل أمور الحياة ويتحول الامر الي عقدة نفسية وشك وريبة في الغير وان خلصت نواياهم.
والثقة بالله أولي خطوات النجاة والصلاح في الحياة فثقتك بخالقك وإيمانك به هو النبتة التي تنشأ عليها فتنتقل تلك العدوي الحميدة الي ثقة في كل الناس، والثقة في الله أمر عظيم غفلنا عنه وما أحوجنا إليه هذه الأيام في ظل ما يحيق بنا من مخاطر جسيمة إن أمعنا التفكير فيها سنكتشف أن غياب تلك الثقة نبع من رغبتنا في الوقوف "محلك سر" دون تفكير في تغيير نظرتنا لذواتنا وللغير وهو ما أودي بنا إلي ما نحن فيه من تفرق وشرذمة وفقدان الثقة ..تلك الثقة التي أولاها إبراهيم عليه السلام في الله فدعاه وهو مساق إلي النار بلغة الواثق:حسبي الله ونعم الوكيل فجاء رده جل شأنه "يانار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم ".
وتعيد الثقة التوازن إلي الحياة وتصححها إلي ميزانها الطبيعي ،فمن المؤكد أن ثقتنا في قدرتنا علي انجاز عملنا ستؤتي بنتائج ايجابية ، وثقتنا في أبنائنا ستخلق حالة صحية من الود والألفة بيننا وبينهم وتذوب الجليد الذي خلفه تفاوت الأجيال وصراع العولمة ،كما ان الثقة بين الأزواج كنز ثمين لايقدره سوي من حرم قيمته، وبنظره عامة وشاملة فالثقة بين أفراد المجتمع تدفع به إلي الانجاز والتقدم ، وثقة الدول في تعاملاتها مع بعضها البعض حل سحري ومفتاح لنجاحات ما كانت تتم لولا تلك الثقة .
والثقة في النفس مطلب سلوكي لاعتدال الفطرة واستقامة الحياة على منهج الله، ومطلب شرعي أيضا لقوله تعالي في سورة النساء"وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ .. " ولبناء الثقة في النفس لابد أن تتوافر الثقة في الشخص أولا حتي تمتد الي ثقته في الآخرين ،ومن شروط تلك الثقة أن تكون متفائلا ولاتنظر الي النصف الفارغ من الكوب،كما يجب عليك أن تصارح نفسك أولا بأنك تعاني من انعدام ثقة وعليه ستكتشف مزاياك وعيوبك ، وحاول أن تنظر إلى الأفكار التي تطرأ عليك كمراقب، وليس كمشارك في هذه الأفكار ،وان أردت بناء ثقتك حدد إمكاناتك مستأنسا بالقدوة الحسنة .وعليك أن تعلم أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الثقة بأنفسهم هم يفقدون في الحقيقة المثال والقدوة الحسنة التي يجب أن يقتدوا فيها حق الإقتداء .ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وأمثلة عظيمة نتعمق فيها ونقتفي أثرها.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
"السيدات هن جزء لا يتجزأ من الموارد البشرية التي يجب تطويرها وتوظيفها ومنحها الفرصة لتلعب دوراً في بناء اقتصاد متين وفي مواجهة الازمات التي يمر بها العالم اليوم"