رائدات بقلم / إيمان اليوسف - قول الكاتب التركي عزيز نيسين عن المرأة: «كلما قدمتم للمرأة شيئاً، تعيده إليكم مضاعفاً بمرات عديدة. إن قدمتم لها نطفة، تعيدها إليكم طفلاً. إن قدمتم لها بيتاً، تعيده إليكم عشاً دافئاً. وإن قدمتم لها خضاراً، تعيده إليكم طعاماً شهياً. وإن قدمتم لها ابتسامة، تقدم لكم قلباً. دائماً تعيد ما تقدمونه لها مضاعفاً كبيراً. لهذا السبب، إن رميتموها بحفنة طين، عليكم أن تكونوا مستعدين للغرق في مستنقع ستعده لكم».
احتفل العالم يوم الثلاثاء الماضي بالمرأة، وستحتفل الدول العربية بالأم يوم الاثنين القادم. تختلف دول العالم باحتفالها بالأم، إنما تقع أغلب الاحتفالات في شهر مارس، ما يجعل منه شهراً للمرأة بامتياز.
حدد العالم يوم الثامن من مارس يوماً للمرأة، مع مطلع القرن الماضي، حين شهد العالم ثورته الصناعية، فبدأت المرأة تخرج للعمل، وتسهم في إعالة الأسرة، ثم للتحول كلياً إلى المعيل الوحيد، بعد انخراط ملايين الرجال في الحربين العالميتين. ناضلت المرأة من أجل حقوقها، وطالبت الكثيرات بحقوقهن، ثم بالمساواة حتى هذا اليوم.
تحديداً، فإن الثامن من مارس، يصادف ذكرى مجزرة مصانع النسيج الأميركية، حين قام أحد أصحابها بإغلاق الأبواب على النساء العاملات، وإحراق المصنع، كردة فعل لإضرابهن عن العمل، طلباً لتحسين أجورهن، ما أدى إلى وفاة 129 عاملة، وهو العدد الكلي للنساء العاملات هناك.
في أول عام للاحتفالات بيوم المرأة تظاهرت نسوة الولايات المتحدة الأميركية للمطالبة بساعات عمل أقل وأجور أفضل، بالإضافة إلى حقهن في التصويت، واليوم، أصبح إجازة رسمية في عدد كبير من الدول، مثل أرمينيا وأذربيجان والصين وكوبا وجورجيا وروسيا وفيتنام.
عُرفت المرأة بقدرتها المُذهلة على العطاء، حتى سميت باسم آلهة الحياة والخصب والأرض في الحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية القديمة.
«في السياسة، عندما تحتاج إلى الكلام، اسأل الرجال، وعندما تحتاج إلى الأفعال، فعليك بالنساء»، تقول مارغريت تاتشر، السياسية البريطانية، والسيدة الوحيدة التي تقلدت منصب رئيس الوزراء في تاريخ بريطانيا.
لا تزال المرأة تطالب بحقوقها. يختلف الأمر باختلاف الدولة أو الإثنية أو الطبقة الاجتماعية. منهن من تطالب بأجر يستحق ويساوي ما تقدمه من عمل، أو عن حقوقها الزوجية والاجتماعية، ومنهن من قطعت شوطاً في طريق إثبات الذات، فباتت تحدياتها أكثر عمقاً، كالحق في تقرير أسلوب الحياة والاختيار.
بعيداً عن الجدال الطويل بين من تخلطن عدالة الحقوق مع المساواة في الحقوق، تبقى المرأة اختصاراً للحياة لن يتبدل. ترى، ما التحديات التي ستتجاوزها النساء في السنين القادمة؟. |