رائدات/ بقلم: حصة الحمود الصباح - تبرز قيمة المرأة في المجتمع مقترنة بقيمة الرجل، فكلما زادت قيمة وتحضر وأخلاقيات أحدهما انعكس ذلك على الطرف الآخر، وهي حقيقة لا تحتاج منا إلى جهد يذكر في تدبرها، يكفي فقط المقارنة بين المجتمعات المتقدمة حضاريا ونظيرتها المتخلفة عن الحضارة والإنسانية المعاصرة.. فالمجتمع الذي يهتم بالمرأة ويقدرها يجني ثمار ذلك حاضرا ومستقبلا.
لقد اختص الله المرأة بلحظات قدسية عظيمة، وذلك في مراحل خلق الإنسان بداخلها، ونفخ الروح في الجنين لينشأ خلقا آخر بإذن الله، فأي عظمة وأي معنى وقدسية وتكريم من الملك الجليل سبحانه وتعالى للمرأة، وبفضل تلك اللحظات العظيمة تستطيع المرأة أن تكون العالم والأديبة والشاعرة والمناضلة، والباحثة في مختلف العلوم، والأم والزوجة والابنة والأخت، وهن القوارير والميثاق الغليظ الذي أخذه الله على الرجال، والأكثر نزعة للسلام والخير والإنسانية، والأكثر كرها للحروب والدمار والتشرد، والأكثر حرصا على السلام والتوافق المجتمعي ولم الشمل وإنكار الذات، وقد اختصها الله بسورة في كتابه الكريم لبيان حقوقها وما لها وما عليها، وكانت آخر وصايا النبي في لحظات صعبة وأليمة هي الرفق بالمرأة.
والمرأة العربية بالتحديد مصنع الرجال، فقد ضربت لنا أروع الأمثلة في فترات الاستعمار الغربي لأوطاننا العربية، تارة بالمشاركة في المقاومة أو في تنشئة الصغار على البطولة والفدائية، وبرز هذا الدور بوضوح في غمار المقاومة الجزائرية الشرسة للاستعمار الفرنسي، والنضال الخالد لجميلة بوحيرد فخر المقاومة العربية.
وإبداع المرأة في عالمنا العربي والإسلامي يفرض نفسه على واقعها، حين تتاح لها الفرصة فنذكر على سبيل المثال نماذج لرائدات شتى الفنون والمعرفة والنضال الحقوقي والسياسي المعاصر، كالمناضلة الحقوقية نبوية موسى رائدة التعليم الابتدائي في مصر، وتلميذتها عالمة الذرة سميرة موسى، والمناضلة الحقوقية والسياسية هدى شعراوي، والأديبة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ)، والأديبة السودانية ملكة الدار محمد عبدالله، والباحثة الكويتية في التراث الإنساني ورئيسة دار الآثار الإسلامية بالكويت الشيخة حصة صباح السالم، والشاعرة العراقية نازك الملائكة أول من كتب الشعر الحر، والأديبة اللبنانية مي زيادة، والسياسية الباكستانية بينظير بوتو، والكثير مما يضيق المقال عن حصرهن، وهنا نلاحظ تضاؤل المشاركة النسوية في نهضة مجتمعنا العربي والإسلامي في الوقت الحالي، مقارنة بالنصف الأول من القرن الماضي، وعدم تكرار هذه الفلتات، ما يؤكد ما ذكرناه في بداية الحديث عن ارتباط قيمة أي مجتمع بتقييم المرأة فيه.. وعلى أي حال نحن نتمنى ونطلب من الحكومات العربية والإسلامية إعطاء المرأة مزيدا من الفرص الحقيقية، لتساهم بشكل جدي في نهضة المجتمع وتقدمه، فهي ضمير الأمة وأمانها، ومقياس تحضرها وانسجامها مع الأمم والحضارات الأخرى.. نأمل ذلك بعون الله وتوفيقه.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
المرأه.....
هي نصف المجتمع و
هي مهد الجنين
صانعه رجال الفكر والاعمال والدين
هي العلم والحياة والعمل
فليكن....
لنترتقي بها لتسطر ابداعاتها وافكارها وازاله الستار عن فكرها الرائد لتكون من قادة رواد هدا المجتمع