رائدات/القاهرة - على الرغم من التطور الهائل الذي يشهده العالم في كل المجالات، إلا أن المرأة العربية ما زالت تعاني من القهر والعنف، والإجبار؛ فقد كشفت حملة "مين بيحب مصر" أن هناك عدة جرائم ترتكب ضد الفتاة والمرأة في الوطن العربي يوميا.
وأكدت ميساء حمامى، رئيس لجنة المرأة العربية بحملة "مين بيحب مصر" ان المرأة العربية اليوم فى عيدها مازالت تعانى، رغم أهمية ما مر بها من تطوّر جزئي لأوضاعها فإن هذا التطوّر مازال أبعد ما يكون عن الطموح ولا يلبّي أبداً الطموحات الوطنية إلى التقدّم والتنمية، ولا يرتقي إلى المكانة التي يجب أن تحتلّها المرأة في الحياة الوطنية بمختلف مستوياتها ومجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والأسرية وغيرها.
وأضافت أن حضور المرأة يجب أن يشمل كل هذه المجالات وأن يكون أساسيا فيها، ونظراً لأهمية مكانة المرأة، فإن تطوّرات المجتمعات أصبحت تقاس بوضع المرأة فيها، فإذا كان وضعاً متقدّما كانت مجتمعات متقدمة، وإذا كانت متأخرة كانت متأخرة.
وأوضحت حمامى أن هناك تفاوتا فى درجات التطوّر الاجتماعي والاقتصادي في الأقطار العربية فإن وضعية المرأة تختلف باختلاف أقطارها، فهي في بعضها مازالت تعيش حياة قروية وتخضع لمعاملة لا إنسانية، وفي بعضها الآخر نالت قدراً من حقوقها وساواها الدستور إلى هذا الحد أو ذاك مع الرجل (ولو نظرياً )، وفي أقطار أخرى نجدها بين بين تجهد للحصول على حقوقها في ظل معاناة اجتماعية واقتصادية كبيرة
وقالت إن المرأة العربيّة ومع الأخذ في الاعتبار هذا التفاوت، مازالت، في المنظور القومي العام، تعيش حالة مزرية من التمييز والتغييب والتهميش فهناك كل ثانتين تتزوج فتاة دون 18 عاما كل دقيقة تواجه 6 نساء عمليات ختان حول العالم وقرابة 60% من نساء العالم العربي أميات لا يعرفن القراءة والكتابة.
وأضافت: ولو نظرنا إلى نسبة وجودها في مواقع المسؤولية الحكومية والإدارية والسياسية والحزبية، على سبيل المثال، لوجدنا أنها نسبة ضئيلة تعكس موقعها الهامشي العام باستناء دولة الكويت التى وصلت نسبة العمالة بها من النساء الى نسبة 51 بالمائة.
وأشارت ميساء حمامي إلى أنه بالرغم من التطور التكنولوجي والعلمي في العصر الحديث, ووجود مشروعات وتحسينات ملحوظة على واقع المرأة والوعي المجتمعي فيما يتعلق بالنصف الاخر للمجتمع مثل حق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية ...الخ, إلا أنه لا زالت المرأة الفلسطينية بشكل خاص تتعرض حتى اللحظة لحالات من العنف والظلم، وخصوصاً في الأرياف والمناطق المهمشة، حيث كشفت الكثير من المؤسسات النسوية و المدنية عن حالات وقضايا شملت هذه الاشكال من العنف، فبين عام 1996 و 1998 وثقت جمعية الدفاع عن الاسرة اكثر من 500 قضية اعتداء ضد المرأة، بالاضافة لربط المرأة بمفهوم الشرف العائلي والذي تسبب في قتل الكثير من النساء الأبرياء وعدم وجود قوانين صارمة اتجاه هذه القضايا حيث يمكن ملاحظة بعض القوانين المدنيَة تنسجم مع الجريمة واعطاء الرجل الحق في القتل تحت مظلة " الشرف العائلة", حيث عانت فلسطين من ارتفاع نسبة قتل النساء في الاونة الاخيرة, فقد بلغ عدد الحالات التي وثقها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي خلال الفترة ما بين 2007 و 2010 قد وصلت الى 29 حالة قتل، حيث تم قتلهن بادعاء أنهن قد أسأن لشرف العائلة واختراقهن للأخلاق المتعارف عليها، أما بين 2011 و 2013 فقد وصلت عدد حالات القتل الى 43 حالة قتل، و15 حالة قتل في مطلع عام 2014 حسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" 2014.
|