شعار رائدات عربيات
الرئيسية  |  من نحن  |  أهدافنا  |  طاقم العمل  |  إضافة رائدة  |  إرسال خبر  |  شركاؤنا  |  إتصل بنا
هاله محمد علي عون الهام بدرالدين محفوظ عهود وائل العنزي منى عبدالله اسحاق زهرة بنميرة نجاة عبد العزيز على الحشاش  فوزيّة الخبثاني حرم النّاصر  هاله  محمد أبو اليزيد العزب سهير محمد شلبي  هدى محمود إبراهيم خليل
آخر الأخبار
للاشتراك في مجموعة الواتس راسلنا على
00967777770255

رائدات - فوزية شويش السالم

الإثنين, 20-يوليو-2015
رائدات /بقلم :فوزية شويش السالم -
كلمة غربة فقدت معناها، ولم يعد لها أي وجود في زماننا هذا وحياتنا التي باتت مشاركة عالمية بكل تفاصيلها، فكل ما نعيشه فيها أضحت شعوب العالم كله تعيشه مثلنا، ابتداء من المأكل والمشرب والملبس والعادات واللغة، حتى التفاصيل الصغيرة التافهة أصبحت متقاسمة بين شعوب العالم كله، وبهذه المشاركة تقاربت الشعوب بطباعها وعاداتها ونمط حياتها ومشاعرها، وبالتالي ذاب الإحساس بالغربة الناتج من الاختلافات في كل طرق الممارسات الحياتية بينها، ولم يعد يشعر الناس به حين يغادرون بلادهم وأمكنتهم، كما كانوا يشعرون في السابق بمجرد تركهم لها.
المعنى اختلف تماماً الآن، فمن بعد هذه العولمة التي اخترقت حياتهم وجعلت العالم كله قرية صغيرة ترتدي "يونيفورم" موحداً، وتتعايش بأسلوب متشابه في مأكلها ومشربها وملبسها ولغتها، وما تحبه وما تكرهه، وما تحلم به من مستقبل يصب في خانته الموحدة أيضاً، وبهذا انتفت غربة الأماكن وغربة الاختلاف في السلوك والمعيشة، باختفاء الاختلافات بشكل كبير، وبات التجانس واضحاً في أغلب بلدان العالم ما عدا النائية والمقطوعة، عدا ذلك بات العالم كله يأكل البيتزا الإيطالية، والنودلز الصينية، وبرغر ماكدونالدز وكنتاكي وفرايديز الأميركية، والفلافل والحمص والفول والتبولة اللبنانية، والفاهيتا المكسيكية، وطبق باييلا الإسباني، والسوشي والساشمي الياباني، والكباب الإيراني، وخبز الشاباتي الهندي... إلخ.
وباتت المشروبات علامة عالمية مثل الكوكولا والبيبسي، وباقي القائمة كلها، وأصبحت المقاهي ذات العلامات التجارية المشهورة مثل ستاربوكس وكوستا وكاريبو وغيرها تكاد تقضي على المقاهي المحلية بسبب الإقبال الشديد عليها، وكذلك توحد العالم في طريقة لبسه، فمن ماركة نايكي وأديداس إلى الجينز الممزق الذي اخترق الكرة الأرضية بطولها وعرضها ليصبح اللباس الوطني لشباب العالم.
العالم كله وحدته شفرات وصابون الحلاقة ومعجون الأسنان، ماركات بذاتها يستخدمها الجميع ابتداء من حليب وحفاضات الأطفال وصولاً إلى كل ما يخص الكبار من الجنسين، ولم يعد هناك أي اختلافات في طرق اللباس أو الشراب أو الأكل، حتى العادات والسلوك، فأغلبية الشباب نقشت "التاتو" أي الوشم على أجسادهم، وأصبحوا يمارسون الرياضات ذاتها والرقصات اللاتينية والزمبا والرقص العربي في الغرب، ويستمعون إلى الموسيقى نفسها، ويغنون الأغنيات عينها، حتى وإن لم يفهموها، مثل صاعقة "جنغام ستايل"، حتى الأعياد باتت موحدة، فالعالم كله يحتفل برأس السنة الميلادية حتى لو لم تكن سنته، والكل يحتفل في عيد الحب والكريسماس والهلاوين، حتى وإن لم تكن من عاداته.
أسواق ومولات نقلت بأكملها إلى مدن الخليج والمدن العربية وغيرها، وعلى سبيل المثال بات شارع أكسفورد الإنكليزي بكل متاجره موجوداً فيها، وأصبحت مدن الخليج وغيرها مماثلة لمناهاتن النيويوركية وناطحات سنغافورة بالطراز المعماري المتشابه فيها، فزمن العولمة ألغى كل الاختلافات، ووحد العادات والطباع والسلوك في شخصية "العولمي" الجديد، حتى بتنا نسخاً متشابهة مكررة خارجة من مكنة العولمة التي يسيطر عليها ويديرها بحسب عاداته وتقاليده وصفاته المعدة والمعدلة والمصممة والمرسومة بإدارة وسيطرة الشبكة العنكبوتية لعالم الإنترنت العالمي. وبات شباب العالم مثل بعضهم، لا يختلف الأميركي عن الصيني أو الياباني أو العربي أو الأوربي... إلخ، هناك نسخة واحدة متماثلة في المأكل والملبس ولغة الشات وأسلوب الحياة والطباع وحتى الأحلام المستقبلية.
هذا التجانس والتماثل والتقارب في كل تفاصيل الحياة المعاشة لدى مختلف الشعوب، أدى إلى محو مفهوم الغربة الذي كان يصاحب المهاجرين أو المسافرين بعيداً عن ديارهم وعاداتهم وتقاليدهم وخصوصية بلادهم التي كانوا يفتقدونها حين يبتعدون أو يغيبون عنها، العولمة قضت على هذه المشاعر من بعد ما غرزت البديل العالمي الذي حل مكانها لدى كل شباب هذي الشعوب، وباتوا ينتمون إليها بمشاعرهم وطباعهم وسلوكياتهم، وباتت زجاجة الكولا أو البيبسي مثلاً رمزاً يوحد المشاعر المختلفة لشباب العالم، وبمجرد ظهورها ووجودها في أي مكان، تعني أنها جزء من خصوصيتي ومن ذاكرتي ومن عالمي، حتى وإن لم تكن كذلك، لكنها وبفضل العولمة باتت كذلك، شيء صغير أن توجد في أي مكان محي معنى الغربة فيه، الغربة توجد فقط حين لا نجد ما نحبه، وما نعرفه في بلادنا غير موجود في البلدان التي اغتربنا بها، وحين نجده تمحى أسباب غربتنا.

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:


«مسألة تمكين المرأة ليست بترف أو خيار نأخذ به اليوم ونتركه في الغد، بل هو حاجة ماسة علينا ألا نسجنها في مسار التنظير».
الأميرة سبيكة آل خليفة
ممتاز
جيد
وسط
دون المستوى
النتائج
ايمان الوراقي تكتب: البرلمان والذكى الاصطناعي
التعود على النعم
د.آيات الحداد تكتب : المرأة «ترمومتر» الأمم.. الإمارات نموذجاً
الحرية والديموقراطية ..تراجع وانحسار
ريا عبدالجليل نعمان تكتب .. المرأة وجحيم الحرب
الرائدة العربية .. طاهرة فداء .. صاحبة الخيال الواسع وعاشقة الألوان وقاموس جمال الابداع التشكيلي العربي
الشاعرة سمر عبد القوي الرميمة ..يَظلُّ الأدبُ اليمني نَشِطا حاملا رايات العلو والشموخ الثقافي وسط زحمة الفوضى واللامبالاة
د.مي نايف .. رائدة التنمية البشرية في فلسطين..أسرتي لها بالغ الأثر في نجاحي
ألمانيا : اختيار الاستاذ/ علي عبدالله سعد أفضل شخصية عالمية للعام 2023 م
المرأة السعودية التي حولت (سرطان الثدي) إلى كتاب!
جاناباثي: من براثن الفقر إلى العالمية
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الدكتورعبدالكريم الارياني
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
صفية فرحات .. رحلتي بسلام .. ومن صديقاتك سلام
الاماراتية سلمى عبيد الجلاف وتصميم الحلي والمجوهرات النسائية
هبة علي زين عيدروس
انتـــصـــار الــــســـري
أحلام أبو الغيث
نيران حسن سوقي
نسرين حمود حسين الخلقي
الدكتورة اوراس سلطان ناجي
مستثمرون سعوديون ومصريون يطرحون مشروعات جديدة بالعاصمة الادارية
بحضور اعلاميات عربيات ..انطلاق مبادرة "خليجيون في حب مصر" من القاهرة
رابطة سيدات الأعمال القطريات تفتح باب عضويتها للشركات
بِينَظِير بُوتُو....شهيدة الديمقراطية
ختام العتيبي مدير مديرية شئون الطفولة ب"الوطني لشئون الأسرة" بالأردن تطالب بالارتقاء بالتعليم العربي
نص كلمة الدكتورة مشيرة ابوغالي للشباب العربي امام حفل تكريم الشاب النموذج بمقر جامعة الدول العربية
لقاء مع الشاعرة د. سعاد الصباح في برنامج رائدات - قناة الجزيرة
إصدارات | خطابات | رائدات من الذاكرة | مهارات | قضايا وأراء | أخبار المرأة | تقارير | مؤسسات مجتمعية | رائدات عالمية | كتـابات | رائدات مول | مؤسسات عملاقة | تدريب وتأهيل | دراسات وابحاث | تغطية خاصة | رائدات المستقبل | بصمات مضيئة | رائدات خالدات | قصة نجاح | حوارات | حقوق المرأة | أنامل ذهبية | تحت المجهر | صحة وجمال | أنصار المرأة | المرأة والطفل | أناقة وازياء | إتيكيت | إبداعـات | مـرايا | كافيه المشاهير | صور تحكي | مطـابخ | منوعات | طرائف | نافذة حرة | مجتمع ومناسبات | عالم التقنية