رائدات :بقلم - وفاء العرفاوي -
ننتظر دائما من يحمل لنا الحب والحرية والسعادة ... ولا نعلم أننا نشأنا في أحضان الحب منذ ولادتنا وترعرعنا في جنان الحرية منذ رأينا النور ومنينا بالسعادة منذ خطوانا أولى خطواتنا ... فليس للحب والحرية والسعادة
اسم آخر غير المرأة ... هي الأم والأخت والرفيقة ... و هي مفتاح الخروج من أغلال القيود .
لا يقتصر عيد المرأة التونسية على يوم واحد تتغنى فيه بانجازاتها ومكاسبها بعد عقود من الوأد الفاضح لحقوقها وحرياتها أمام مجتمع ذكوري بحت خلفت فيه العقلية الذكورية السّائدة في تونس وفي باقي الدول العربية من جهة وتمسّك المرأة بتقاليد فرضها عليها المجتمع العربي من جهة أخرى ، نوعا من الخوف المتأصل فيها .. كان له توق المرأة التونسية والعربية للانعتاق بالمرصاد ...
لا يمكننا الحديث عن عيد المرأة التونسية دون الإشارة إلى المرأة العربية بصفة عامة فقد خاضت المرأة التونسية خصوصا والعربيّة عموما مسيرة نضال بدأت من حربها لكسر قيود مجتمعية وصولا إلى معركتها لافتكاك مكان لها في ميادين اتخاذ القرار .. وكانت تلك الشّعلة بداية حركة نضال استمرّت لسنين وقوبلت بجيوش من الرافضين والحاقدين ...
الا أن صمود المرأة ويقينها بأنها انتزعت لها مكانها في صفحات التاريخ لم يتأثر بسبي نساء سوريا ولن يؤثر فيه اضطهاد نساء غزة ولا بيع النساء في أسواق الرق بالعراق .. فالمرأة لقوى الظلامية بالمرصاد مهما اختلفت الجنسيات ومهما اختلفت الأديان فنضال المرأة الفلسطينية والسورية والعراقية الباحثة عن الحرية .. يثبت أنّ المرأة في كامل أصقاع الكرة الأرضية مهد الحياة ومستقبل الحرية..بين نساء تونس ونساء غزة و نساء بغداد تُنقش أمثلة الصمود ..
فكما ودّعت أمهات تونس شهداء الجيش الوطني تزفّ نساء فلسطين والعراق وسوريا وغيرها من الدول العربية شهداء العزة والكرامة وتعود من جديد لساحة الوغى لمواجهة قوى الاستعباد .
فكما استطاعت المرأة سابقا أن تعلّم بعض رجال السياسة العربية الصادحين بقيم الديمقراطية المزيفة حقيقة النضال والحرية ستنجح المرأة العربية في تنوير مستقبلها بعيدا عن الأصوات المنادية بخنق صوتها وتكبيل يديها واغتيال نبض حريتها ..
تواجه - عليسات تونس وخنساوات فلسطين والعراق وسوريا وجميع نساء العالم- الحياة بأسلحتها .. الحب والحرية والانفتاح فلن ينجح من جعل من جهاد النكاح واتخاذ الجواري وسبي النساء أقصى أحلامه في انتزاع ما حققته المرأة على امتداد عقود من الزمن.