شعار رائدات عربيات
الرئيسية  |  من نحن  |  أهدافنا  |  طاقم العمل  |  إضافة رائدة  |  إرسال خبر  |  شركاؤنا  |  إتصل بنا
هاله محمد علي عون الهام بدرالدين محفوظ عهود وائل العنزي منى عبدالله اسحاق زهرة بنميرة نجاة عبد العزيز على الحشاش  فوزيّة الخبثاني حرم النّاصر  هاله  محمد أبو اليزيد العزب سهير محمد شلبي  هدى محمود إبراهيم خليل
آخر الأخبار
للاشتراك في مجموعة الواتس راسلنا على
00967777770255

رائدات - لم تعد ممارسة الفن لدى الفنانة أمل العاثم مجرد ترف، بل أصبحَ هوَ المحور الأساسي لتحقيق تساؤلاتها حول ما يدور في هاجس

السبت, 29-مارس-2014
رائدات/محمد العامري* -
"المكان كمثير فني يحتمل الأسئلة والهواجس" ..
لم تعد ممارسة الفن لدى الفنانة أمل العاثم مجرد ترف، بل أصبحَ هوَ المحور الأساسي لتحقيق تساؤلاتها حول ما يدور في هاجس المرأة الخليجية ، تلك الافكار التي ترتكز على الأسئلة الاجتماعية كمنظومة ورثتها من مجتمع محافظ ربما يتناقض مع أحلامها في تمثيل الذات الأُنثوية في المجتمع العربي عامة والمرأة الخليجية خاصة .
حيث اشتبكت تجربتها بمحيطها المكاني والإنساني محاولة ً طرح مجموعة من الأسئلة الخاصة بالفعل الإنساني، تلك الأمكنة التي رافقت دفترها الطفولي وتراكماته المعرفية والشعورية والعاطفية ليشكل لها مؤونة عميقة في التعبير الفني برغم اختلاف الوسائط المستخدمة في التعبير .
مادة متوالدة لارتكاب الحلم في تشاركية بين روح المبدع وتجلياته الإنسانية وبين ما يبثه المكان من جمال وبؤس في الوقت نفسه.
هذا الأمر الذي دعا "غاستون باشلار" إلى إفراد كتابٍ كاملٍ يتمحورُ حولَ قراءته الظاهراتية لخصوصية الأمكنة وطاقاتها الجمالية والنفسية وصولاً إلى طبيعة مكونات الأشياء في الدفاع عن وجودها.
فلم تكن أمل العاثم بمعزل عن تلك الهواجس التي أخذت منها الكثير في محاوراته الدقيقة مع البحر والصحراء وأشجار الغاف وغيرها من موجودات الطبيعة القطرية خاصة والخليجية عموماً.
إضافة إلى اهتمامها الشديد بتواجد الإنسان خصوصاً المرأة المتطاولة بجسدها العالي، لتبدو أكثر جلالاً وارتفاعاً كقيمة إجتماعية من وجة نظر الفنانة.
وأذكر هنا قولها في تصريح لها:
"تجربتي تتمحور حول الإنسان وعلاقته بالزمان والمكان عمومًا، ودور المرأة في الكون على وجه الخصوص، وأحاول في أعمالي معالجة أفكاري بتوظيف اللون والفراغ وقد قلت من قبل في أعمالي أستلهم شخوصًا وهويات لنساء في حالة من التيه والفقدان يبحثن عن الخلاص خارج ذواتهن وخارج البيوت التي تظهر دائمًا بلا ملامح، حيث المكان.. لا مكان، وحيث الزمان.. لازمان، وهي أيضًا تتويج لحالة حوار وبحث دائم مع النفس وعنها، وبحث عن الذات داخل الذات،"
فلم يكن الفنان عابراً للأمكنة بل هو أسلوب يعيش فيه عبر مفردات ذلك المكان الذي يشكل عواطفَهُ وأحلامهُ وإحباطاته، فهو يمنحنا الدهشة كالتي تنمحنا إياها الحياة تماماً.

فالمكان فى أعمال العاثم لم يكن مجرد المكان المحكي بل هو المتخيل المستند إلى واقعيته من ذكريات وتفاصيل جمالية ارتكزت في الذاكرة كمادة ومخزون جمالي أفادت منه في طرائق صياغتها للعمل الفني، فالمكان الذى صنعته العاثم في مادتها الفنية هو جغرافيا للتخييل وتثوير المسكوت عنه في المكان والناس على حد سواء.
فأمكنتها مشبعة بالخيال لكنها لا تنفصل عن وجودها الواقعي كتاريخ وذاكرة.
فمتخيلاتها ذات طبائع متعددة في القراءة والتأويل، من هنا تمتلك أعمالها الأهمية في تحبير الذات الفنية في موضوعة واقعية، تحتفي بتخييل التفاصيل الصغيرة لتجعل منها مادة ثرية في وجودها الجديد في العمل الفني .
كما لو أنها وظيفة إيهامية تُشاهد في تنوع قراءتها التراكمية لتخلق منها مادة لإشكالية السؤال الفني نفسه.
وأرى إلى أن العاثم لم تتخل عن المكان وزمانه كمادة ثقافية يمكن توظيفها في سياق أسلوبها الفني لحياة تعيشها في كل مراحل حياتها، لكن أرى إلى الحضور الإنساني الأكثر طغيانا لبدو المكان ثانوياً في خلفية أعمالها الفنية وهذا الأمر يثير لدينا سؤالها الأكثر قوة والذي يتمثل في طبيعة السياق التي تعيشه المرأة العربية، فبدت تلك التكوينات كمادة تدافع عنها الفنانة كفعل وجود لم يكن عابراً في كل مراحل حياة تلك المرأة، كون هاجسها هو الضاغط اليومي في طبيعة حياتها اليومية لذلك بدت الشخوص الأنثوية هي المسيطر الأكبر على وجود العمل الفني لدى العاثم.
فالمكان هنا لم يكن مكانا كابوسياً بل هو حياة تحفزنا لاكتشاف أحلاماً مخبأة في تفاصيل الظلال ،
فنحن ندخل من حجرة إلى أخرى قد نقع في فخ أسئلة تمكث في دواخلنا وغير قادرين على البوح بها، لكن العمل الفني لدى العاثم يبوح بما فيه ويعكس بقوة الموضوع تلك الهواجس فمثلا العمل التركيبي الذي اتخذ من الثوب فضاء تعبيرياً له، هو بمثابة مكان تمكث فيه المرأة كساتر لقيم تختبيء خلفه.
وهذا الأمر نتحسسه في طبيعة الأشكال الإنسانية المختزلة التي تبثها العاثم في تكويناتها الفنية، حيث نلحظ التركيز على رمز العباءة النسائية الخاصة بالخليج وما تدلنا عليه هذا العنصر من دلالات إجتماعية وجمالية وصولاً إلى ما تبثه تلك العباءة من أحلام مكلومة لما يرتديها فهي بمثابة ستر يتحفظ على فكرة الجسد كما لو أن الجسد مادة محرمة للخوض في جمالياته وهذا الخطاب نجده بصورة ناقدة لدى العاثم، نجده كقناع إجتماعي وموضوع تطرحه الفنانة عبر لغة مسالمة هي الرسم والتركيب.
فهي ابنةُ بيئتها، فالصحاري والخلجان ومسطحات المياه ونبات الغاف والسعف وطقوس الحناء والمعتقدات الشعبية في مسألة الفأل والحسد ودلالات الاحجار الكريمة ورقصة السيفو والعرضة ففيها الأنثى التي انغمست بتفاصيل المكان وأهله لتنبش في طقوسه السحرية المثيرة في مناخ الفن.

ففي عملها الفيديو آرت الذي جاء بعنوان (من الظلام إلى النور) والذي جاء بست دقائق وثلاثين ثانية تطرح فيه قصة امرأة خليجية تخرج من ظلمات البحر كمكون له علاقة باللجج وصعاب الخوض في الأمواج العاتية حيث تقوم المرأة كرمز للمرأة الخليجية بالتغلب على الظلمة والخروج إلى النور وهذا الأمر يدلنا على أهمية الإصرار لأخذ الحقوق لدى المرأة فتخطي المرأة السور باتجاه النور هي المسافة بين الجهل والمعرفة في مواجهة الصعاب من أمواج وأسوار ونيران، مسافة بين التخلف والعبودية وبين التحضر والخروج الى النور .
إنه الحوار بين ما يطمح إليه الإنسان المتمثل بالمرأة الخليجية ومعاناتها وما يعاني منه من صعوبات تحتاج إلى حصانات معرفية لتجاوز الخطر والتغييب .
فنموذج فيديو (من الظلام إلى النور) هو أنموذج تنبع أهميته كونه من امرأة تشهد وتحس معانات بنات جنسها في عالم محكوم بقيم بالية لا يمكن قبولها في العصر الحديث ، ويعتبر نموذج لثورة الذات على واقع بائس .
واقع لم يزل يتمظهر رغم انتفاء الحدود بين جغرافيا العالم عبر الحزم الضوئية ، حدود السلوك الاجتماعي المراقب من الكاميرا اجتماعية وطبيعة تحركات المراة في بث حطابها المحاصر في اكثر الأمكنة خصوصية .
أما النموذج الآخر والذي شاهدته في غاليري أنيما في قطر حيث عرضت العاثم أعمالاً تركيبية تحكي فيها قصة العباءة وتجلياتها الإجتماعية والجمالية مستخدمة المرايا التي تعكس ما هو داخل العباءة ، تلك العباءة التي تشكل رمزاً لتخفي الأحلام خلفها، تخفي الهواجس الشخصية والعامة، عباءات تسكن في داخلها نار المعرفة كما نار تختبيء تحت رماد ساخن .
فأعمال العاثم كشطت الرماد لثير في أعمالها أسئلة تكاد تكون محرمة وهي بداية لثورة معرفية في ارتكاب الحياة بمفهومها الواسع.
فالمرآة التي عكست ما هو داخل العباءة هي بمثابة انعكاسات قوية لما تفكر به المرأة العربية ، مرايا تواجه مشاهدها بذاته داخل تلك العباءات السود.

*كاتب اردني

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:


حقوق الإنسان في اليمن واردة في نصوص الدستور والقوانين وينبغي توفر الآليات لمنع حصول أي انتهاكات
أمة العليم السوسوة
ممتاز
جيد
وسط
دون المستوى
النتائج
ايمان الوراقي تكتب: البرلمان والذكى الاصطناعي
التعود على النعم
د.آيات الحداد تكتب : المرأة «ترمومتر» الأمم.. الإمارات نموذجاً
الحرية والديموقراطية ..تراجع وانحسار
ريا عبدالجليل نعمان تكتب .. المرأة وجحيم الحرب
الرائدة العربية .. طاهرة فداء .. صاحبة الخيال الواسع وعاشقة الألوان وقاموس جمال الابداع التشكيلي العربي
الشاعرة سمر عبد القوي الرميمة ..يَظلُّ الأدبُ اليمني نَشِطا حاملا رايات العلو والشموخ الثقافي وسط زحمة الفوضى واللامبالاة
د.مي نايف .. رائدة التنمية البشرية في فلسطين..أسرتي لها بالغ الأثر في نجاحي
ألمانيا : اختيار الاستاذ/ علي عبدالله سعد أفضل شخصية عالمية للعام 2023 م
المرأة السعودية التي حولت (سرطان الثدي) إلى كتاب!
جاناباثي: من براثن الفقر إلى العالمية
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الدكتورعبدالكريم الارياني
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
صفية فرحات .. رحلتي بسلام .. ومن صديقاتك سلام
الاماراتية سلمى عبيد الجلاف وتصميم الحلي والمجوهرات النسائية
هبة علي زين عيدروس
انتـــصـــار الــــســـري
أحلام أبو الغيث
نيران حسن سوقي
نسرين حمود حسين الخلقي
الدكتورة اوراس سلطان ناجي
مستثمرون سعوديون ومصريون يطرحون مشروعات جديدة بالعاصمة الادارية
بحضور اعلاميات عربيات ..انطلاق مبادرة "خليجيون في حب مصر" من القاهرة
رابطة سيدات الأعمال القطريات تفتح باب عضويتها للشركات
بِينَظِير بُوتُو....شهيدة الديمقراطية
ختام العتيبي مدير مديرية شئون الطفولة ب"الوطني لشئون الأسرة" بالأردن تطالب بالارتقاء بالتعليم العربي
نص كلمة الدكتورة مشيرة ابوغالي للشباب العربي امام حفل تكريم الشاب النموذج بمقر جامعة الدول العربية
لقاء مع الشاعرة د. سعاد الصباح في برنامج رائدات - قناة الجزيرة
إصدارات | خطابات | رائدات من الذاكرة | مهارات | قضايا وأراء | أخبار المرأة | تقارير | مؤسسات مجتمعية | رائدات عالمية | كتـابات | رائدات مول | مؤسسات عملاقة | تدريب وتأهيل | دراسات وابحاث | تغطية خاصة | رائدات المستقبل | بصمات مضيئة | رائدات خالدات | قصة نجاح | حوارات | حقوق المرأة | أنامل ذهبية | تحت المجهر | صحة وجمال | أنصار المرأة | المرأة والطفل | أناقة وازياء | إتيكيت | إبداعـات | مـرايا | كافيه المشاهير | صور تحكي | مطـابخ | منوعات | طرائف | نافذة حرة | مجتمع ومناسبات | عالم التقنية