رائدات/بقلم : ربى مهداوي - كنت في يوم الام افرح كثيرا له لانه اصبح لدي القدرة على ان اجد يوما مميزا يفوق الايام العاديه لاقدم هدية الى امي اضافة ابي حتى اكون متوازية بالمحبة خارجة عن التمييز المشاعري علما ان المرء يكتشف خاصة بعد كبره ان احتياج الاب واحتياج الام مختلف ولن يعوض كل منهما عن الاخر، كنت اقدم هديتي الى امي واقبل يديها فرحتا وابدا بالاتصالات المتنوعة لكل امهات صديقاتي حتى اعيد عليهن فقد كانت مشاعري تلك ايضا تتوزع على تقدير كل ام من ساهمت وتحملت لاجل اولادها .
كنت اعتقد ان الهدية مهما كان صغرها الا انها كفيلة بان تعبر عن الامتنان لتعب قدم لي منذ زمن ، ولكن لم اشعر او اتلمس تلك المشاعر الا بعد ارتباطي، الان ادركت ما هي الامومة ومشاعرها ادركت معنى جمال الطفولة المزينة في داخل المنزل ، رغم ان حتى هذه اللحظة لم انجب الا ان الله تعالى قد بعث لي مشاعر تلك بوجود زهرتان جميلتان تجد باعينهما حب الحياة والبحث عن الفرحة المستمرة ، قد لا تكون الامومة فقط بالحب والحنان يكفي بان اشعر بها بصداقتهما المستمرة يوما نتحاب ويوما نتخاصم ويوما نفرح ويوما نلتزم الصمت وكأن تنوع سلوكياتنا تعطينا جمالا حيويا لن نكتشفه الا اذا جلسنا مع انفسنا وفكرنا بمشاعرنا حينها.
اقترب موعد الاحتفال بامهاتنا لكل ام ضحت من اجل اولادها وقدمت كل ايامها لاجلنا كأمي التي رغم الظروف الصعبة والحياة الاصعب الا انها ارتأت ان تقدم حياتها مقابل فرحتنا وحمايتنا من غدر الزمان ،، اخجل الان وانا اقول لك كل عام وانت بخير ولكل امهات فلسطين لانها غير كافية لك يا غاليتي .
اجلس الان وانا اتذكر ملامحك بكل اشكاله وانت غاضبه وحزينه وفرحة ، اكتشف ان المسافات الطويلة التي افقدتني القدرة على الوصول اليك هو عقاب رباني لحرماني من لحظت حضن وامان اشعر به، ولكن رغم تلك المسافات الا ان صورتك لن تبتعد من ذهني وان حسك موجود باسلوبي ورقي.
الان شعرت بمعنى الامومة وقد اتلذذ بها حتى لو كان بشكل غير مباشر يا امي ، نعم جاء اليوم الذي حدثتني بها عن تلك المشاعر وقلتي لي سيأتي هذا اليوم لتدركينه ،، لقد ادركته وعلمت معناه وقدرت ماهي مسؤوليتك التي اكملته على اكمل وجه ، كل عام وانت بصحة وعافية كل عام ويا سيدات فلسطين بالارض والشتات. ولقد ادركت الان ان الامومة مكتسبه بالمشاعر الداخلية وحب المرء واحتضانه لتلك المشاعر.
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.