أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن النقلة النوعية الشاملة والمتميزة التي حققتها المرأة المصرية في مختلف المجالات، ومن ضمنها مجال العمل الدبلوماسي، هي ترجمة عملية لرؤية ثاقبة لدور المرأة الحيوي في بناء الأوطان، وهي الرؤية التي تعمقت في فكر ونهج القيادة السياسية التي آمنت بأهمية إفراد مساحات التمكين للمرأة المصرية، وكان إفراداً مستحقاً للدبلوماسيات المصريات اللاتي وضعن بصمة ثابتة قادرة على الاستمرار والعطاء في العمل الدبلوماسي داخل وخارج مصر.
وقال الوزير شكري - في مقال بعنوان "مسيرة مضيئة للمرأة المصرية في العمل الدبلوماسي"، نشرته صحيفة "الأهرام" في عددها الصادر اليوم /السبت/ - "نحتفل اليوم مع جميع الدبلوماسيات المصريات باليوم العالمي للمرأة في العمل الدبلوماسي، والذي يوافق يوم 24 من يونيو من كل عام، تقديراً لدورهن وبصماتهن المضيئة في تاريخ عمل وزارة الخارجية المصرية على مدى عقود طويلة.. هذا اليوم الذي حدده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في العام الماضي ودعمت مصر رعايته، يمثل إقراراً تاريخياً بالدور المهم الذي تقوم به المرأة في مجال الدبلوماسية والشئون الدولية".
وأضاف: "هذا اليوم هو بمثابة فرصة لتذكير المجتمع الدولي بأهمية تعزيز التمثيل المنصف للمرأة في المجال الدبلوماسي، ودعم جهود تعزيز المساواة بين الجنسين، وضمان المشاركة الفاعلة للمرأة في جميع مستويات آليات اتخاذ القرار، وكذلك تسليط الضوء على التحديات الخاصة التي تواجه المرأة العاملة في هذا المجال".
وتابع: "لطالما حرصنا على تهنئة المرأة المصرية في اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق 8 مارس من كل عام، عرفاناً بإسهاماتها في كتابة التاريخ وبناء الحاضر ورسم المستقبل لمصرنا الحبيبة، إلا أن احتفالنا اليوم يتيح الفرصة لأن نختص الدبلوماسيات المصريات والسيدات عضوات أسر الدبلوماسيين اللاتي يقفن خارج الأضواء، كالأم والزوجة والابنة، بتحية إجلال وتقدير، إقراراً بدورهن المؤثر في دعم عمل المؤسسة الدبلوماسية المصرية، وتثميناً لتاريخ مشرف من العمل الدءوب وتحمل المسئولية والعطاء غير المحدود في مختلف مواقعهن من أجل خدمة وطنهن".
واستطرد: "هذا الدور الذي أقدره جل التقدير في ضوء إدراكي الكامل للتحديات الإضافية التي يفرضها العمل الدبلوماسي عليهن، وما يلقيه من أحمال ثقال على أعتاقهن للوفاء بالتزاماتهن تجاه عملهن، ورعاية أسرهن والوصول بها لبر الأمان في ظل مصاعب عدم الاستقرار وتلاحق الأزمات الإقليمية والدولية وتحديات اختلاف الثقافات المرتبطة بطبيعة العمل الدبلوماسي".
وأشار شكري إلى أن المرأة في العمل الدبلوماسي تعد تجسيداً حقيقيا لما تتمتع به المرأة المصرية من إمكانيات وقدرات على الإنجاز والتفوق، وقد تبوأت المرأة المصرية مكانة متميزة في مضمار العمل الدبلوماسي لتشكل إضافة حقيقية، ولتسهم بفاعلية في نسج شبكة العلاقات الواسعة للدولة، وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية.
ونوه بدور الدبلوماسيات المصريات الكبير في نقل الصورة الحضارية للمرأة المصرية، والتطور الذي شهده مجال تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في مصر إلى العالم الخارجي، خاصة مع تزايد أعداد الدبلوماسيات في التمثيل الدبلوماسي المصري في الخارج وتواجدهن بشكل مكثف في الدول والمواقع التي تهتم بتمكين المرأة، وتعزيز تمثيلها في مختلف المجالات ودوائر اتخاذ القرار، مذكرا بتاريخ التحاق المرأة بمجال العمل الدبلوماسي، والذي بدأته السفيرة هدى المراسي.
وأوضح أن المراسي أول سيدة تبدأ التدرج الوظيفي من درجة ملحق عام 1964 إلى أن تم تعيينها سفيرة لمصر لدى إيطاليا في أوائل التسعينيات، فضلاً عن تعيين الدكتورة عائشة راتب كأول سيدة تتقلد منصب سفيرة لمصر في الخارج عام 1979 لدى الدنمارك، ثم جمهورية ألمانيا الفيدرالية آنذاك، لافتا إلى أنهما كانتا بمثابة حاملات المشاعل الأولى لانطلاق المرأة المصرية في العمل الدبلوماسي، كما فتحتا الطريق لعشرات الدفعات من بعدهما، التي تضمنت العديد من الدبلوماسيات.
كما نوه بوصول نسبة تمثيل المرأة في أحدث دفعات الملحقين الدبلوماسيين بوزارة الخارجية إلى نسبة 62%، كما يبلغ عدد الدبلوماسيات بالسلك الدبلوماسي والقنصلي نحو 274 من أصل 949 عضوا حاليا بالسلك الدبلوماسي المصري أي يمثلن قرابة 30% من أعضاء السلك الدبلوماسي، كما يشغل منصب سفير مصر في الخارج نحو 19 سفيرة وقنصلا عاما في مختلف الدول التي تمثل دوائر الاهتمام للسياسة الخارجية المصرية، فضلاً عن تولى أكثر من 32 دبلوماسية لمناصب قيادية في الديوان العام لوزارة الخارجية.
وشدد على أن الدبلوماسيات المصريات سطرن أيضا العديد من قصص النجاح الملهمة في مختلف المواقع خارج إطار وزارة الخارجية، وأثبتن حضورهن القوى وعطاءهن الفاعل والمتميز في خدمة وطنهن في مختلف مجالات العمل، بما في ذلك تبوؤهن للكثير من المناصب القيادية في المؤسسات الوطنية المصرية، كالمجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة، وصولاً لمنصب وزيرات، وأيضاً في المنظمات الدولية المختلفة كنماذج مشرفة لمصر تعكس الوجه المشرق للمرأة المصرية للعالم الخارجي.
وأضاف: "هنا، يتوجب التنويه إلى أن قصص النجاح التي حققتها الدبلوماسيات المصريات في مختلف المناصب القيادية لم تأت من فراغ، بل جاءت تتويجاً لإنجازات مضيئة في تاريخ عملهن، واعترافاً بالمنظور المختلف الذي تضيفهن في التقييم والتحليل لمختلف القضايا، وتقديراً للأدوار الأكثر خصوصية التي تلعبها في مختلف المناصب، وكذلك تثميناً للكفاءة التي أظهرتها الدبلوماسيات المصريات في تعاطيهن مع مختلف الأزمات".
وأشار إلى الزميلات الدبلوماسيات في سفارات مصر في السودان وأوكرانيا وفي الدول المجاورة لهما، واللاتي قمن بتحمل وإنجاز مسئولياتهن تجاه وطنهن ومواطنيه في ظل ظروف أمنية صعبة مثلت تهديداً مباشراً لسلامتهن.. فلم تتوان الزميلات في هذه المواقع الصعبة عن تأدية دورهن في تأمين إجلاء المصريين من مناطق النزاعات وإعادتهم لأرض الوطن، وبقين مرابطات في مواقعهن حتى انتهاء عملية نقل المواطنين المصريين إلى بر الأمان، وحماية وتأمين مصالح وطنهن في تلك الدول.
واختتم وزير الخارجية، مقاله، بقوله: "نتطلع، ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة في العمل الدبلوماسي إلى مواصلة دبلوماسيات مصر لجهدهن الدؤوب والمقدر لتعزيز اضطلاع وزارة الخارجية بدورها الوطني المنشود داخل وخارج مصر.. وستستمر وزارة الخارجية في دعم الدبلوماسيات المصريات في الداخل والخارج للقيام بدورهن على أكمل وجه وتمكينهن وإتاحة الفرصة لهن لإبراز قدراتهن على الإسهام والقيادة في العمل الدبلوماسي.. وكل عام وكل السيدات في العمل الدبلوماسي بكل خير".
يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
"السيدات هن جزء لا يتجزأ من الموارد البشرية التي يجب تطويرها وتوظيفها ومنحها الفرصة لتلعب دوراً في بناء اقتصاد متين وفي مواجهة الازمات التي يمر بها العالم اليوم"