شعار رائدات عربيات
الرئيسية  |  من نحن  |  أهدافنا  |  طاقم العمل  |  إضافة رائدة  |  إرسال خبر  |  شركاؤنا  |  إتصل بنا
هاله محمد علي عون الهام بدرالدين محفوظ عهود وائل العنزي منى عبدالله اسحاق زهرة بنميرة نجاة عبد العزيز على الحشاش  فوزيّة الخبثاني حرم النّاصر  هاله  محمد أبو اليزيد العزب سهير محمد شلبي  هدى محمود إبراهيم خليل
آخر الأخبار
للاشتراك في مجموعة الواتس راسلنا على
00967777770255

رائدات - الدكتورة  ريم شطيح تكتب ( انا وصديقي الصغير )

الثلاثاء, 10-نوفمبر-2020
رائدات /بقلم ..الدكتورة ريم شطيح -
في طريق عودتي من پنسيلڤانيا إلى أوهايو حيث أُقيم، ثمان إلى تسع ساعات سواقة متواصلة أُتقنها بكل هدوء، فأنا أحب الهدوء بشكل عام وطويلة الأناة (بالي طويل) في السواقة لا يزعجني أن أسوق مسافات طويلة، فأتّخذ من هذا الهدوء فرصة لي للتفكير حيث عقلي دائم العمل كما يقول لي صديق مُقرَّب "هيدا عقلِك اللي ما بينام،" وهي حقيقة، أنا شخص دائم التفكير، في كل شيء وفي أي وقت.

في السيارة، يسألني ابني ماركو والذي رافقَني لهناك وقضى معظم وقته نائم في السيارة 😄 عن بعض أصدقائه في المدرسة، فيقول لي إنّ علاماتهم A، فقلتُ له هذا جيد، ولكن الأهم هو أخلاقهم ونفسيّتهم ومدى إنسانيتهم، فقال ماذا عن ذكائهم؟ قلتُ ذكاؤهم بماذا؟ التفوق الدراسي ليس دليل ذكاء بالمطلَق بقدر ما هو دليل مواظبة ومتابعة وبعض الذكاء في مواضيع محددة، هذا والأهم أنّ الذكاء ليس مرتبطاً بالأخلاق. وأضفت: هناك الكثير من الشخصيات التاريخية التي عُرِفَت بذكائها وكانت شراً مطلقاً على البشرية ومثال على ذلك هتلر في المجازر والإبادات الجماعية التي قام بها، فهل كان ذكاؤه إيجابياً عليه وعلى غيره؟ لا!
فقال: جواب مذهل وحجة ذكية جداً لم أفكّر بربطها بهذه الطريقة.

ما أريد قوله من مشاركة هذا الجزء من الحديث بيني وبين ابني، هو تسليط الضوء على ناحية مهمة جداً ألا وهي اهتمام الكثير من شعوبنا بتحصيل أولادهم شهادات جامعية وعلامات عالية والتفاخُر بها، وعدم التركيز بالمقابل على بناء أرواحهم وأخلاقهم بذات الإهتمام الذي يولونه للتحصيل الدراسي.

فأهم ما يسعى ليتفاخر به الأهل ويقحمونه في عقول أولادهم هو: ابني طلع الأول، ابني تخرّج من جامعة كذا، ابنتي أصبحت دكتورة، إلخ. ولكن قد نجد الكثير والكثير بين هذه النماذج مِمَّن يحملون الأخلاق الساقطة وانعدام الإنسانية والتفاهة ويتفشّى بينهم الشر والكذب والأنانية والنوايا السيئة.
فهل التفوق الدراسي شهادة أيضاً في الأخلاق؟
كيف نحكم إذن على إنسان أنه جيد؟

يحضرني هنا تجربة دكتور فيليپ زيمباردو في سجن جامعة ستانفورد 1971، والتي كتبتُ عنها هنا سابقاً، وهو ما طرحتُه على طلابي في الجامعة حين درّستُهم هذه القصة، كيف أنّ مجموعة السجّانين (طلاب الجامعة المُختارون) تحوّلوا لوحوش بتعاملهم مع المساجين (أصدقائهم) وقاموا بتعذيبهم بطريقة وحشية. هؤلاء الطلاب (في المجموعتين) هم على أساس أنهم من نُخبة الطلاب "المعروفين" بتفوّقهم الدراسي وهذا من شروط دخول جامعة ستانفورد أن يكون الطلاب بمستوى معين من التفوق الدراسي والسيرة الخالية من المشاكل، هذا بالإضافة إلى أنهم ينحدرون من عائلات معروفة. وهي نتيجة تؤكّد بما لا شكّ فيه أن لا علاقة للتفوق الدراسي بالأخلاق.

من هنا أقول وأشدّد أنْ لا بد للأهل أن يتنبّهوا لهذا الأمر بشكل جدّي وأن يركّزوا في تربية أولادهم على الأخلاق قبل التفوُّق الدراسي. تستطيع أن تحمل شهادة دكتوراه، وهي أعلى شهادة أكاديمية على الإطلاق، وتكون ساقط إنسانياً. الأَوْلى كان أنْ تكونَ أخلاقياً وبعدها احمل أي شهادة هي إضافة جيدة ورائعة لك. فالأخلاق أولاً مع المعرفة والتي يجب أن تعزّزَها، ولا تنفصل عنها، المعرفة التي من شأنها رفع سقف الأخلاق وتفسير الظواهر والسلوكيات بالوصول لخلاصات تُحدّد أيضاً ما هو أخلاقي وغير أخلاقي.

من هنا أيضاً، كنتُ قد طالبتُ في إحدى لقاءاتي وفي مقالاتي بتغيير المناهج الدراسية في بلدي سوريا وغيرها، وتدريس مادة الأخلاق بدل حشو عقول الطلاب بمواد ومعلومات لا تقدّم شيئاً لا للعقل ولا للأخلاق. ماذا ستستفيد الأجيال من بعض قصص الغزو والقتل التي حصلت في التاريخ الغابر، والتي لا تحمل أي حكمة أخلاقية؟ هذا على سبيل المثال وليس الحصر.

المهم وخلاصة القول، إنّ الذكاء والتفوُّق الدراسي ليسا دليلاً على إنسانية الشخص وأخلاقه، ووجب التركيز على هذا الأمر من الأهالي والعمل على تغيير منظومتهم الفكرية اتجاهه والتفاخر بأخلاق أولادهم أولاً. فالقيمة الإجتماعية يجب أن تُقارَب بالقيمة الفِكرية الإنسانية للإنسان وبالمستوى الأخلاقي وليس بدرجة الشهادة أو المنصب أو المال.
# الكاتبة ريم شطيح - استاذة جامعية لعلم النفس/أميركا

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:


الطريقة الصحيحة لفهم العالم هي في التمرد على موقعنا الصغير فيه والجرأة على تغيير مكاننا وتغيير وضعيتنا.
أحلام مستغانمي
ممتاز
جيد
وسط
دون المستوى
النتائج
ايمان الوراقي تكتب: البرلمان والذكى الاصطناعي
التعود على النعم
د.آيات الحداد تكتب : المرأة «ترمومتر» الأمم.. الإمارات نموذجاً
الحرية والديموقراطية ..تراجع وانحسار
ريا عبدالجليل نعمان تكتب .. المرأة وجحيم الحرب
الرائدة العربية .. طاهرة فداء .. صاحبة الخيال الواسع وعاشقة الألوان وقاموس جمال الابداع التشكيلي العربي
الشاعرة سمر عبد القوي الرميمة ..يَظلُّ الأدبُ اليمني نَشِطا حاملا رايات العلو والشموخ الثقافي وسط زحمة الفوضى واللامبالاة
د.مي نايف .. رائدة التنمية البشرية في فلسطين..أسرتي لها بالغ الأثر في نجاحي
ألمانيا : اختيار الاستاذ/ علي عبدالله سعد أفضل شخصية عالمية للعام 2023 م
المرأة السعودية التي حولت (سرطان الثدي) إلى كتاب!
جاناباثي: من براثن الفقر إلى العالمية
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الدكتورعبدالكريم الارياني
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
صفية فرحات .. رحلتي بسلام .. ومن صديقاتك سلام
الاماراتية سلمى عبيد الجلاف وتصميم الحلي والمجوهرات النسائية
هبة علي زين عيدروس
انتـــصـــار الــــســـري
أحلام أبو الغيث
نيران حسن سوقي
نسرين حمود حسين الخلقي
الدكتورة اوراس سلطان ناجي
مستثمرون سعوديون ومصريون يطرحون مشروعات جديدة بالعاصمة الادارية
بحضور اعلاميات عربيات ..انطلاق مبادرة "خليجيون في حب مصر" من القاهرة
رابطة سيدات الأعمال القطريات تفتح باب عضويتها للشركات
بِينَظِير بُوتُو....شهيدة الديمقراطية
ختام العتيبي مدير مديرية شئون الطفولة ب"الوطني لشئون الأسرة" بالأردن تطالب بالارتقاء بالتعليم العربي
نص كلمة الدكتورة مشيرة ابوغالي للشباب العربي امام حفل تكريم الشاب النموذج بمقر جامعة الدول العربية
لقاء مع الشاعرة د. سعاد الصباح في برنامج رائدات - قناة الجزيرة
إصدارات | خطابات | رائدات من الذاكرة | مهارات | قضايا وأراء | أخبار المرأة | تقارير | مؤسسات مجتمعية | رائدات عالمية | كتـابات | رائدات مول | مؤسسات عملاقة | تدريب وتأهيل | دراسات وابحاث | تغطية خاصة | رائدات المستقبل | بصمات مضيئة | رائدات خالدات | قصة نجاح | حوارات | حقوق المرأة | أنامل ذهبية | تحت المجهر | صحة وجمال | أنصار المرأة | المرأة والطفل | أناقة وازياء | إتيكيت | إبداعـات | مـرايا | كافيه المشاهير | صور تحكي | مطـابخ | منوعات | طرائف | نافذة حرة | مجتمع ومناسبات | عالم التقنية