شعار رائدات عربيات
الرئيسية  |  من نحن  |  أهدافنا  |  طاقم العمل  |  إضافة رائدة  |  إرسال خبر  |  شركاؤنا  |  إتصل بنا
إبتسام عبدالملك محمد أبو دنيا هاله محمد علي عون الهام بدرالدين محفوظ عهود وائل العنزي منى عبدالله اسحاق زهرة بنميرة نجاة عبد العزيز على الحشاش  فوزيّة الخبثاني حرم النّاصر  هاله  محمد أبو اليزيد العزب سهير محمد شلبي
آخر الأخبار
للاشتراك في مجموعة الواتس راسلنا على
00967777770255

رائدات - الاردنية ..فريال سليمان (متحدية السرطان) ...داؤها في صدرها .. ودواؤها في قلبها

الجمعة, 04-نوفمبر-2016
رائدات / عمان : تالا أيوب -
قبل 8 أعوام .. اصطحبت الباحثة الاجتماعية « فريال سليمان« 4 نساء الى المستشفى لإجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي استجابة لحملة التوعية المجانية التي أُطلقت آنذاك، نظراً لطبيعة عملها المتعلق بالتعامل مع النساء من خلال الجمعيات الخيرية، فقد كانت ممن يحاضرن لزيادة الوعي حيال الكثير من الأمور بما فيها «السرطان» .

عندما وصلت المستشفى.. اقترح عليها الطبيب آنذاك بأن تجري الفحص هي أيضاً.. فأجابته بأنها لا تشكو من أي أعراض ولا تحس بوجود أي كتلة ولا بأي ألم.. لكنه أصر.. فعملت بنصيحته دون قناعة منها.

بعد فحص جميع النساء، بمن فيهن فريال، جاءت النتائج.. ارتبك الطبيب.. فاستغربن.. تنهد ثم قال: «جميع السيدات سليمات سواك يا فريال.. أنت الوحيدة المصابة بورم حجمه أقل من نصف سم».

نزل الخبر على رأسها كالصاعقة فلم تحرك ساكناً، بقيت واقفة بلا مشاعر من هول الصدمة فهي لا تريد تصديق هذا الكلام، وبعدها سألته بأنه لا بد من حدوث خطأ ما، فربما تكون هذه النتيجة لغيرها، فأكد لها صحة الفحص.

توجهت الى منزلها وأسرت نفسها في غرفتها فاقدة الصواب شاردة الذهن، دفنت وجهها بين يديها وامتلأ صدرها بالهلع، صدر عنها أنين ثم بدأت تبكي لتفرغ كل ما شكلته الصدمة داخل كيانه، لكن دون جدوى.. ما زالت لدغات الخبر توجعها.

قررت ألا تخبر أيا من أبنائها الأربعة الذين لم يلتئم بعد جرحهم الذي سببه وفاة أبيهم قبل بضعة أشهر، ولكنها أسرّت لأخيها الأكبر، الذي بدوره اصطحبها الى مستشفى آخر للتأكد من صحة النتيجة، فكانت نفسها.

حقيقة إصابتها بسرطان الثدي جعلتها ضعيفة ومتعبة ميالة الى العيش مع نوبات الكآبة، لكنها استفاقت من حالتها هذه على أصوات أبنائها الذين يحتاجون اليها، فلا أب لديهم، وهي الآن أمهم وأبوهم معاً، لا بد أن تكون قوية من أجلهم، نعم بالتأكيد «انها الحياة».

بعد شهرين.. بدأت بتلقي العلاج.. اضطرت عندها لإعلام أبنائها حتى لا يفاجأوا بالتغيرات التي ستحدث لها من تساقط شعر والتعب والإعياء، لكنهم تفهموا الأمر وساندوها، فأحست بخطئها عندما أدركت بأنه لا يوجد أجمل من محبة العائلة والوقوف بجانبها، فهم شكلوا مصدراً قوياً لمواجهة السرطان.

ومرحلة العلاج تمثلت باعطائها جرعات كيماوية واستئصال الجزء المصاب فقط وتمثلها للعلاج الهرموني والأشعة، لتشفي تماماً من المرض وتعود الى حياتها الطبيعية.

يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين أنواع السرطان الأكثر شيوعاً الذي بلغ اجمالي الحالات المسجلة بـ (1067) حالة بما نسبته 19,7% من إجمالي حالات السرطان للجنسين، وحوالي 36.5% للاناث، وبلوغ متوسط عمر الاصابة لسرطان الثدي بين الاردنيات 51 سنة وهو اقل بكثير من اعمار النساء في البلدان الاوروبية والامريكية بنحو عشر سنوات.

وعلى رغم هذه الأرقام المخيفة، إلا أن ارقاماً زادت من أملها بالشفاء، التي تشير إليها نتائج الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تصدرها الجهات المعنية.

اذ تخبر النتائج أن نسبة الشفاء في حال الكشف المبكر تزيد عن 90%، بالاضافة الى عدم انتشار الورم السرطاني خارج الثدي، وفترة العلاج أقصر وتحتاج الى جلسات أقل، وتكاليف علاج أقل من تلك الحالات التي تكتشف متأخراً.

داومت فريال على إجراء الفحوصات الدورية لتكتشف بأنه عاد إليها من جديد بعد عامين واستقر في المنطقة المتبقية من الثدي..

لكنها هذه المرة فتحت له ذراعيها، فهي لم تعد تأبه، إذ صار لديها خبرة في كيفية التعامل معه ومع أعراضه المتعبة نوعاً ما. وتعرف الأمور التي تزيد من مناعتها، فعندما تتعب تنام وتريح جسدها، وعندما تكون نشيطة تشغل نفسها بالأعمال الخيرية والعلاقات الاجتماعية.

وكانت تغضب كثيراً عندما كانت ترى دموع الحزن والألم على وجوه المقربين منها، وهي من كانت تقويهم وتمسح دموعهم.. فالايمان النابع من جوفها هو سبب تعزيتها.

دراسات عدة تؤكد احتمالية عودة المرض مرة أخرى، ما يستوجب مداومة عمل الفحوصات الدورية والمتابعة الطبية.

وحسب قولها: «ساهم التفكير الايجابي في مرحلة شفائي للمرة الثانية بالقضاء على فكرة الموت».

وكان أهم أداة في هذا التفكير هو «العمل الانساني الذي يمد النفس بسعادة وراحة لا توصف، حاصرت به آثار المرض ذاته.. وبخاصة لحظة وضعت سيليكون مكان الثدي المستأصل.. أقنعت نفسي بأني لم أخسر شيئاً بل كنت أرى بأني خرجت من العملية أكثر جمالاً، معتزة بنفسي كثيراً كالمشاهير وصغيرات العمر اللواتي يجرين هذه العمليات دون مرض».

تابعت القول: «السعادة التي مصدرها مسح دمعة فقير تزيد من مناعتي، وجبر خاطر مكسور يمنحني الفرح، الذي بالنهاية يغذي داخلي الايمان برحمة الله».

يؤكد قولها هذا، أخصائي الأمراض الباطنية والرعاية التلطيفية وعلاج الألم الدكتور محمد بشناق.. اذ يقول: «واحدة من الوسائل الأساسية والمهمة للتعامل مع مريض السرطان هي دعوته الى العمل التطوعي، الذي يساعد في الانتقال من حالة العجز والاحباط واليأس الى الشعور بالمسؤولية وحب العطاء«.

وبرأيه، فالعمل التطوعي «يرفع من نسبة هرموني السيروتونين والأدرينالين اللذين لهما أثر ايجابي قوي في تعزيز الشعور بالسعادة والسكينة والأمل، كما يزيد من فرص الشفاء، كما يشعره التطوعي انه ما زال انساناً قوياً له قيمته بالمجتمع».

وينوه «بشناق» بالقول: «عندما تتعرض المريضة لعملية استئصال الثدي تعاني جداً، وتشعر بالضعف نظراً لاحساسها بأنها غير جميلة، فهذا الاستئصال جرح أنوثتها، وعندما تضع ثدي من السيلكون فنظرتها اليه وقناعتها به هي التي تؤثر على نفسيتها، فالموضوع ليس قطعة تم زرعها فحسب وانما تكمن بنظرة المريضة لنفسها ومدى تقبلها لهذا الموضوع».

قامت «فريال» بأعمال خير بجانب وظيفتها كزيارة المسنات لترسم الابتسامة على وجوههن من خلال عمل مبادرات، فشكلت فرقاً لتنفيذها ويوزعون ملابس على الأسر المحتاجة.

ونفذت أيضاً مبادرة لترى تعابير الفرح على محيا المسنات من خلال تجميلهن وصبغ وتسريح شعر المتعالجات بالكيماوي لتعوضهن بما نقص أثناء فترة العلاج حينما سقط شعرها.

ويشدد «بشناق» على عدم معاملة مريض السرطان بوصفه ضعيفا يحتاج الحنان والمحبة فقط.. وانما بأن نشعره بالمسؤولية وقدرته على العمل والبناء، مستشهداً بحديث الرسول (داووا مرضاكم بالصدقة).

والمقصود بالصدقة هنا «ليس مجرد المال فقط، إنما يتعدى ذلك الى الاحساس بأنك صاحب مسؤولية لك وجودك ومساهمتك في المجتمع، ما يعزز الشعور بالسلام الداخلي ويزيد نسبة الشفاء».

ويشدد أيضاً على أهمية تعزيز الجانب الروحي للمريض، الذي كرمه الله وخلقه من جسم وعقل وروح ليصل الى درجة الشعور بالسلام الداخلي والانسجام مع النفس والتحلي بروح المبادرة والأمل والتفاؤل.

ويحض بشناق على مساعدتهم لمعرفة قيمهم الذاتية والعمل على تحقيقها ومنها الجمال والاهتمام بالمظهر الخارجي، والتميز في العمل، ومساعدة الآخرين.. «وتختلف القيم من مريضة لأخرى وفق اهتماماتها«.

المرض لم يعطل فريال عن مسيرتها، وعندما شفي جسدها واشتد عودها، أكملت ما عزمت عليه بجانب وظيفتها، أسست (جدار الخير) في مادبا، وهو جدار وضعت عليه مسامير علقت عليها الملابس التي لا تحتاجها عائلتها وبعض الجيران، ليأتي أصحاب الحاجة ويأخذوا من الملابس ما يريدون.

توسعت الدائرة وذاع صيت جدار الخير وأصبح عدد كبير من عائلات مادبا يساعدونها وأصبح متنفساً لأهل مادبا «الى أن علمت به سمو الأميرة بسمة ودعمتها معنوياً وزودتها بملابس للجدار وافتتحته أواخر آذار وأصبح مقصداً وقت الأعياد فتأتي النسوة تأخذ لها ولأفراد أسرها ما يحلو لها بكل كرامة ودون أن يمددن أيديهن للناس.

فريال الآن والدة 4 مهندسين.. استطاعت أن تحافظ على مظهرها الخارجي.. تنظر الى نفسها في المرآة بإعجاب.. قوية مثابرة متميزة كما تعودت.. فهي ناشطة اجتماعية فعالة في المجتمع.. نالت أكثر من تكريم على أعمالها التطوعية.. انه بالفعل لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.

ارسل هذا الخبر
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

يرحب الموقع بآراء الزوار وتعليقاتهم حول هذه المادة تحديداً، دون الخروج عن موضوع المادة، كما نرجو منكم عدم استعمال ألفاظ خارجة عن حدود اللياقة حتي يتم نشر التعليق، وننوه أن التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع.
الاسم:

التعليق:


إن إقرار مؤتمر الحوارالوطني الشامل لقانون تحديد سن الزواج يمهد لإصدارالقانون رسميا واعتباره ساري النفاذ. وتحدت "أي مخالفة أو تجاوز لهذا القانون" فور صدوره
أمل الباشا
ممتاز
جيد
وسط
دون المستوى
النتائج
ايمان الوراقي تكتب: البرلمان والذكى الاصطناعي
التعود على النعم
د.آيات الحداد تكتب : المرأة «ترمومتر» الأمم.. الإمارات نموذجاً
الحرية والديموقراطية ..تراجع وانحسار
ريا عبدالجليل نعمان تكتب .. المرأة وجحيم الحرب
الرائدة العربية .. طاهرة فداء .. صاحبة الخيال الواسع وعاشقة الألوان وقاموس جمال الابداع التشكيلي العربي
الشاعرة سمر عبد القوي الرميمة ..يَظلُّ الأدبُ اليمني نَشِطا حاملا رايات العلو والشموخ الثقافي وسط زحمة الفوضى واللامبالاة
د.مي نايف .. رائدة التنمية البشرية في فلسطين..أسرتي لها بالغ الأثر في نجاحي
ألمانيا : اختيار الاستاذ/ علي عبدالله سعد أفضل شخصية عالمية للعام 2023 م
المرأة السعودية التي حولت (سرطان الثدي) إلى كتاب!
جاناباثي: من براثن الفقر إلى العالمية
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
الدكتورعبدالكريم الارياني
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
صفية فرحات .. رحلتي بسلام .. ومن صديقاتك سلام
الاماراتية سلمى عبيد الجلاف وتصميم الحلي والمجوهرات النسائية
هبة علي زين عيدروس
انتـــصـــار الــــســـري
أحلام أبو الغيث
نيران حسن سوقي
نسرين حمود حسين الخلقي
الدكتورة اوراس سلطان ناجي
مستثمرون سعوديون ومصريون يطرحون مشروعات جديدة بالعاصمة الادارية
بحضور اعلاميات عربيات ..انطلاق مبادرة "خليجيون في حب مصر" من القاهرة
رابطة سيدات الأعمال القطريات تفتح باب عضويتها للشركات
بِينَظِير بُوتُو....شهيدة الديمقراطية
ختام العتيبي مدير مديرية شئون الطفولة ب"الوطني لشئون الأسرة" بالأردن تطالب بالارتقاء بالتعليم العربي
نص كلمة الدكتورة مشيرة ابوغالي للشباب العربي امام حفل تكريم الشاب النموذج بمقر جامعة الدول العربية
لقاء مع الشاعرة د. سعاد الصباح في برنامج رائدات - قناة الجزيرة
إصدارات | خطابات | رائدات من الذاكرة | مهارات | قضايا وأراء | أخبار المرأة | تقارير | مؤسسات مجتمعية | رائدات عالمية | كتـابات | رائدات مول | مؤسسات عملاقة | تدريب وتأهيل | دراسات وابحاث | تغطية خاصة | رائدات المستقبل | بصمات مضيئة | رائدات خالدات | قصة نجاح | حوارات | حقوق المرأة | أنامل ذهبية | تحت المجهر | صحة وجمال | أنصار المرأة | المرأة والطفل | أناقة وازياء | إتيكيت | إبداعـات | مـرايا | كافيه المشاهير | صور تحكي | مطـابخ | منوعات | طرائف | نافذة حرة | مجتمع ومناسبات | عالم التقنية